مجزرة جديدة لـ«التحالف الدولي» في شرق البلاد.. وهدوء نسبي وسطها … إرهابيو ريفي حمص وحماة يرضخون لشروط الدولة ويخرجون خلال ثلاثة أيام
| حمص- نبال إبراهيم – الحسكة- دحام السلطان – حماة – محمد أحمد خبازي – دمشق – الوطن – وكالات
على خطا من سبقها، رضخت المجموعات الإرهابية في ريفي حمص الشمالي وحماة الجنوبي لشروط الدولة وتم التوصل اتفاق يقضي بإخراج جميع الإرهابيين الرافضين للتسوية مع عائلاتهم إلى شمال البلاد في وقت خيم هدوء نسبي على المنطقة تخللته بعض الخروقات من المسلحين رد عليها الجيش العربي السوري.
من جهة ثانية، اعتدى «التحالف الدولي» المزعوم ضد تنظيم داعش الإرهابي الذي تقوده واشنطن، على قرية الفاضل قرب مدينة الشدادي بريف الحسكة الجنوبي ما تسبب باستشهاد وجرح عشرات المدنيين.
وفي التفاصيل، فقد ذكرت وكالة «سانا» للأنباء ليل أمس، أن «هناك معلومات أولية عن التوصل إلى اتفاق يقضي بإخراج المجموعات الإرهابية من ريفي حمص الشمالي وحماة الجنوبي».
وقالت: إن «الاتفاق ينص على تسليم الإرهابيين السلاح الثقيل والمتوسط والعتاد والذخائر خلال مدة أقصاها يومين من تاريخ توقيع الاتفاق، وإخراج جميع الإرهابيين الرافضين للتسوية مع عوائلهم إلى جرابلس وإدلب خلال ثلاثة أيام وتسوية أوضاع المسلحين الراغبين بالتسوية».
وأضافت: إن «الاتفاق ينص على دخول الجيش العربي السوري إلى المنطقة وعودة جميع مؤسسات ودوائر الدولة إليها، وفتح الطريق الدولي «حمص – حماة» خلال مدة ثلاثة أيام اعتباراً من توقيع الاتفاق ويتم تأمين الطريق من قبل الجيش العربي السوري». ولفتت إلى أن «الاتفاق ينص على أن المجموعات الإرهابية المسلحة تتعهد بتسليم كافة خرائط الأنفاق والألغام والدلالة على أماكن توضع المستودعات (ذخيرة – مواد متفجرة)».
جاء ذلك عقب اجتماع عقده فريق مشترك من اللجنة العسكرية والأمنية في محافظة حمص وممثلين عن قاعدة حميميم العسكرية الروسية جلسة مفاوضات أمس مع ما يسمى «اللجنة العسكرية لريف حمص الشمالي» بالقرب من معبر قرية الدار الكبيرة عند مدخل ريف حمص الشمالي.
وفي وقت سابق من يوم أمس أوضحت مصادر مطلعة لـ«الوطن»، أن وفد المسلحين عرض أن تخرج «جبهة النصرة» من المنطقة وطلب أن يبقى السلاح بأيدي من سماهم «الثوار» على أن يكون تحت إشراف روسيا وتشكيل غرفة عمليات بإشراف الروس مع دخول ممثلين للجيش العربي السوري إلى المنطقة وأن يتم انتشار الشرطة الروسية خارج المنطقة، وعودة الدوائر الحكومية للعمل.
واقترح وفد المسلحين، بحسب المصادر أن يتم «تبييض صفحة المطلوبين أي لا أحد يطلب منه التسوية الأمنية، وأن يتم تأجيل موضوع الالتحاق بالجيش بعد 16 أو 18 شهراً».
وذكرت المصادر، أن الجانب المفاوض الممثل للحكومة «رفض بشكل قاطع أن يبقى أي حامل سلاح بحمص».
ميدانياً، وحسبما أفاد مصدر عسكري في حمص «الوطن»، فقد خيم هدوء نسبي على جبهات ريف حمص الشمالي تزامناً مع إعلان وقف إطلاق النار لمدة يومين، إلا أن وحدات الجيش سجلت بعض الخروقات من قبل الميليشيات المسلحة على اتجاه جبهات قريتي جبورين وكفرنان في ريف حمص الشمالي الغربي أمس دون أن تتطور تلك الخروقات إلى اشتباكات أو مواجهات.
إلى حماة، فقد اتسمت المحاور الساخنة في أرياف المحافظة أمس بالهدوء التام حتى ساعة إعداد هذه المادة، ولم يعكر صفوها سوى استهداف مجموعات إرهابية مستقرة في اللطامنة بريف حماة الشمالي حاجز الزلاقيات بقذائف الهاون من دون أن تحدث فيه أضراراً، وهو ما دفع الجيش للرد على مصدر إطلاق القذائف بصليات صاروخية حقق فيها إصابات مباشرة بين الإرهابيين. وبيَّن مصدر إعلامي لـ«الوطن»، أن الهدوء التام ساد المحاور الساخنة في أرياف حماة الجنوبي وحمص الشمالي وسلمية الغربي في إطار الهدنة المؤقتة ريثما يتم التوقيع على الاتفاق النهائي بين ما يسمى «هيئة ممثلي المسلحين» من جهة والوفد الحكومي والروسي راعي المصالحة والتسوية في تلك المنطقة.
على خط مواز، ذكرت مصادر إعلامية مطلعة لـ«الوطن» أن الجيش دمر آلية للميليشيات المسلحة وقتل وجرح من فيها بجنوب بلدة الحماميات في ريف حماة الشمالي إثر استهدافها بغارة جوية.
شرقاً، ذكرت مصادر مطلعة لـ«الوطن»، أن مقاتلات «التحالف الدولي» بقيادة واشنطن اعتدت فجر أمس على قرية تل الشاير الفاضل قرب مدينة الشدادي بريف الحسكة الجنوبي واستهدفت منازل 11 عائلة بالقرب من محطة محروقات الشيخ، ما أدى إلى استشهاد 26 مدنياً معظمهم من النساء والأطفال.