الخارجية تطالب مجلس الأمن بمنع أميركا من تقسيم سورية ونهب ثرواتها.. وشهداء بانفجار لغم في الحسكة … اتفاق حمص لم يوقع بعد.. تظاهرات أهلية تؤيده وميليشيات ترفضه
| حمص- نبال إبراهيم – حماة– محمد أحمد خبازي – الحسكة- دحام السلطان- وكالات
طالبت دمشق مجلس الأمن الدولي بمنع الولايات المتحدة الأميركية من تقسيم سورية ونهب ثرواتها، بعد مجزرة «التحالف الدولي» الأخيرة في ريف الحسكة.
وبينما تنصلت تنظيمات إرهابية من توقيع اتفاق ريفي حمص الشمالي وحماة الجنوبي، شهدت المنطقة التي يشملها الاتفاق تظاهرات بعضها كان مؤيداً للاتفاق وبعضها معارضاً خرجت بتحريض من الإرهابيين.
وذكر مصدر مطلع في محافظة حمص لـ«الوطن»، أن الاجتماعات ما زالت تعقد بين الجانبين الحكومي والروسي من جهة وممثلي الإرهابيين عن مناطق الريف الشمالي لحمص وريف حماة الجنوبي من جهة أخرى بالقرب من معبر قرية الدار الكبيرة عند مدخل ريف حمص الشمالي للتوصل إلى صيغة نهائية للاتفاق، الذي أفادت معلومات أولية ليل الثلاثاء الماضي بالتوصل إليه وينص على عدة بنود أبرزها خروج العناصر المسلحة الرافضة لعملية التسوية إلى إدلب وجرابلس. وأوضح المصدر المطلع في حمص أنه كان من المتوقع توقيع بنود الاتفاق خلال صباح يوم أمس والبدء بتنفيذ بنوده عند الظهر، إلا أن ذلك لم يحدث حتى تاريخه مع العلم أن الاجتماعات لا تزال جارية ومنعقدة ما بين الجانبين الحكومي والروسي من جهة وممثلي الإرهابيين من جهة ثانية هناك، لافتاً إلى أن الجيش السوري كان قد أنذر الجماعات المسلحة في حال رفضها للاتفاق بأن الخيار العسكري هو البديل.
وبعد المعلومات الأولية بالتوصل إلى الاتفاق، رفضت بعض التنظيمات الإرهابية هناك بنوده وطالبت بالتصعيد وحمل السلاح بوجه الجيش العربي السوري.
كما رفضت تلك التنظيمات جميع أشكال التفاوض مع السلطات المحلية وطالبت الجانب الروسي بالحضور للاجتماع لكن ببنود وشروط جديدة، بالترافق مع إصدار عدد منها بيانات ترفض فيها الاتفاق على التسوية.
وفي حماة، بيَّن مصدر إعلامي لـ«الوطن»، أن رافضي الاتفاق هم «جبهة النصرة» الإرهابية وميليشيات «رابطة النازحين» في ريف حمص الشمالي و«فيلق الشام» و«حركة تحرير الوطن» و«الفيلق الرابع» وجميعها متحالفة مع «النصرة»، حيث أعلنت في بيانات «فيسبوكية» رفضها العرض فيما يخص الخروج من ريفي حمص الشمالي وحماة الجنوبي نحو إدلب وجرابلس، مقابل ما سمته الشروط المهينة التي فرضها ممثلو الجيش العربي السوري عليها.
وبتحريض من التنظيمات الإرهابية، خرجت تظاهرات تنديداً بالاتفاق معلنة الوقوف في وجه الجيش السوري، في مقابل خروج تظاهرات بمدينة الرستن وبعض مناطق الريف الشمالي طالبت بوقف الحرب وحقن الدماء ودخول الشرطة العسكرية الروسية، رافعين شعار «سلمية سلمية بدنا الشرطة الروسية».
ورجح المصدر الإعلامي، قبول الإرهابيين بشروط الاتفاق نتيجة ضغط الأهالي الرافضين للعنف في الرستن وتلبيسة وغور العاصي، ولأنها تعلم أن لا خيار أمامها سوى نار الجيش في حال الإمعان بالرفض. هذا وقد شهدت يوم أمس مختلف جبهات المواجهة وخطوط التماس والمواجهات مع الإرهابيين في ريفي حمص الشمالي والشمالي الغربي هدوءاً حذراً خيم على الأجواء العامة ولم يسجل أي خروقات من تلك المجموعات.
في الأثناء أغار الطيران الحربي السوري والروسي على تحركات ومواقع للإرهابيين في ريف حماة الشمالي وتحديداً في مدينة كفر زيتا وقرى وبلدات الزكاة واللطامنة وحصرايا ما أدى إلى مقتل العديد منهم وإصابة آخرين إصابات بالغة وتدمير عتادهم الحربي ومنه عربات مزودة برشاشات متوسطة وثقيلة ودراجات نارية كان يستخدمها الإرهابيون في تنقلاتهم على الطرق الزراعية.
في الأثناء، جددت دمشق مطالبتها لمجلس الأمن بتحمل مسؤولياته في حفظ السلم والأمن الدوليين والتحرك الفوري لوقف جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي يرتكبها «التحالف الدولي» بحق الشعب السوري ومنع تكرارها وإنهاء الوجود العدواني للقوات الأميركية والقوات الأجنبية الأخرى الموجودة بشكل غير شرعي على الأراضي السورية ومنع الولايات المتحدة الأميركية من تنفيذ مخططاتها التي تهدف إلى تقسيم سورية ونهب ثرواتها وهي المخططات التي كشفتها الجريمة الأميركية الجديدة والجرائم التي سبقتها وخاصة إبادتها لمدينة الرقة وعدوانها الغادر وفرنسا وبريطانيا على الجمهورية العربية السورية بتاريخ 14 نيسان 2018.
جاءت المطالبة في رسالة وجهتها الوزارة لأمين عام الأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن نقلتها وكالة «سانا» أمس بعد ارتكاب طيران «التحالف الدولي» الحربي يوم الثلاثاء الماضي مجزرة بقصف الأحياء السكنية في قرية الفاضل بريف محافظة الحسكة الجنوبي ما أدى إلى استشهاد 25 مدنياً.
وفي المحافظة ذاتها ارتقى وأصيب أكثر من ١٥ مدنياً من بينهم أطفال، أمس، إثر انفجار لغم أرضي في مكب للقمامة من مخلّفات تنظيم داعش الإرهابي وذلك على محور طريق مدينة «الحسكة- أبيض» جنوب غرب المدينة.
وبينما تفقد محافظ الحسكة جايز الحمود الموسى أوضاع المصابين، أوضح مدير الصحة محمد رشاد خلف أن الطواقم الطبية والفنية قد استنفرت بالكامل لاستقبال جميع الحالات المصابة نتيجة الانفجار.