رماد يغطي جمر الاقتتال في الباب.. أدوات الرياض في مواجهة أزلام أنقرة
| الوطن- وكالات
غطى رماد الهدوء الحذر جمر اقتتال التنظيمات الإرهابية في مدينة الباب بريف حلب الشمالي، بعد تدخل تنظيمات مدعومة من تركيا، لفض الاشتباكات التي جرت بين تنظيمي «جيش الإسلام» و«أسود الشرقية» اللذين خرجا من ريف دمشق والمحسوبين على السعودية من جهة وأخرى تحتل الباب بدعم تركي من جهة ثانية.
ويعود الاقتتال في الباب إلى اعتداء مسلحين من لـ«آل واكي» وتنظيم «فرقة الحمزة» على مسلحين منتمين إلى تنظيم «أسود الشرقية» الذي خرج مؤخراً من القلمون الشرقي، ما أدى إلى جرح اثنين منهم، وسرعان ما تحولت المشاجرة إلى قتال عنيف استخدمت فيه الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، وذلك بعد ساعات من تفريق أفراد الجيش التركي بالقوة تظاهرة لمحتجين على اعتداء مسلحي «الحمزة» على مشفيين في المدينة.
ومساء الأحد أعلن تنظيم «الفيلق الثالث» التابع لما يسمى «الجيش الوطني» المدعوم من تركيا فرض التهدئة في مدينة الباب، وذلك بعد يوم شهدت خلاله المدينة اشتباكات عنيفة بين «فرقة الحمزة» التابعة لـ«الوطني»، وأفراد من عائلة «واكي».
وبحسب مصادر أهلية فقد دخل رتل عسكري مساء الأحد إلى مدينة الباب، بهدف فض الاقتتال الحاصل في المدينة، حيث انتشر مسلحو «الفيلق» في كافة أرجاء المدينة ونصبوا الحواجز.
وأفاد نشطاء معارضون بأن حالة من الهدوء الحذر عادت إلى مدينة الباب وتوقف الاقتتال بعد نشر مسلحين من تنظيمات مدعومة تركياً، لافتين إلى أن مسلحين من «جيش الإسلام» شاركوا في القتال إلى جانب «أسود الشرقية» ضد مسلحي عائلة «آل واكي» المحلية و«فرقة الحمزة»، لكن المتحدث باسم «جيش الإسلام» حمزة بيرقدار نفى ذلك على حسابه في «تويتر»، واصفاً ذلك بـ«الأكاذيب».
وبحسب النشطاء قتل 11 شخصاً، بمن فيهم مدنيون، جراء القصف والاستهداف المتبادل بين الطرفين، لكن هذه الحصيلة مرشحة للارتفاع لوجود عشرات الجرحى في وضع خطر.
مواقع إلكترونية معارضة أفادت بأن قوات فض الاقتتال اشتملت أيضاً على مسلحين من تنظيمي «الجبهة الشامية» و«حركة أحرار الشام الإسلامية».
وقال أبو عبد الله الحناك وهو متزعم قوات الفصل في مدينة الباب بأن إطلاق النار توقف بشكل مؤقت بين الطرفين وسيكون هناك جلسة لحل الخلاف الحاصل وستبقى القوات في مدينة الباب من أجل منع أي تأزم جديد بين الطرفين، خصوصاً بعد فرض حظر التجول في المدينة منذ صباح الاثنين، داعياً إلى تفعيل ما يسمى « الشرطة الحرة» (التي جرى تدريبها على يد قوات الاحتلال التركي) بشكل أكبر في مناطق ريف حلب الشمالي والشرقي من أجل وأد مثل هذه النزاعات عازياً السبب الأول لهذه المشاكل إلى تعدد التنظيمات والاعتداءات المتكررة فيما بينها وعدم وجود جسم يضم جميع التنظيمات. بالانتقال إلى اتفاق التهدئة بين «النصرة» وما يسمى «جبهة تحرير سورية» ، فقد عملت الأولى على التنصل من الاتفاق الذي تم التوصل إليه منذ حوالي أسبوعين، وسيطرت أمس على عددٍ من حواجز تنظيم «فيلق الشام» المنضوي في «تحرير سورية» في قرية حربنوش بريف إدلب الشمالي، على خلفية اختطاف مسلّحٍ تابع لها من قبل مجهولين في القرية.
وفي ريف حلب الجنوبي لم يكن المشهد مختلفاً فوفق مواقع معارضة قتل الشرعي في تنظيم «حراس الدين»، حسين علي الجاويش المقرب من «القاعدة»، على حاجز «أبو عتبة» التابع لـ«النصرة»، وقالت الأخيرة: إن الحادثة جرت «بالخطأ»، وفق ما نقلت وكالة «إباء» عن الشرعي في «النصرة»، أبو عبد الملك الشامي.