«تكويعة» فرنسية بعد إخفاق العدوان: مستقبل سورية يحدد من خلال الحوار
| الوطن – وكالات
بعد إخفاق العدوان الثلاثي الذي شاركت فيه، بإحداث أي تغييرات في الخريطة السياسية والميدانية في سورية، وهزيمة أدواتها المدوية على الأرض، أبدت فرنسا تراجعاً في موقفها من الأزمة التي تمر بها البلاد منذ أكثر من سبع سنوات.
وأكدت باريس «ضرورة تحديد مستقبل سورية من خلال حوار يشمل جميع القوى السياسية»، وأنها تخلت عن مطلب استقالة الرئيس بشار الأسد، من منصبه كشرط ضروري لتسوية الأزمة.
وقالت السفيرة الفرنسية لدى روسيا، سيلفي بيرمان، في مقابلة مع صحيفة «كوميرسانت» الروسية، وفق موقع «روسيا اليوم» الإلكتروني، رداً على سؤال حول مستقبل الرئيس الأسد: «إننا لن نتخذ قراراً بشأن هذه القضية بدل الشعب السوري، لكن الحديث لم يعد يدور عن المطالبة برحيل (الرئيس) بشار الأسد دون أي شروط».
وأضافت بيرمان: «مع ذلك إن فرنسا تعارض انتقال السيطرة على الأراضي، التي تم تحريرها من قبضة الجماعات المسلحة أو التنظيمات الإرهابية، إلى القوات السورية الحكومية، مشددة على ضرورة تحديد مستقبل سورية من خلال حوار يشمل جميع القوى السياسية».
وتابعت: «إن الفكرة، التي تمت صياغتها في مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي وصادق عليها المبعوث الأممي الخاص إلى سورية (ستيفان دي ميستورا)، نصت على تشكيل لجنة دستورية ستعمل على تأليف دستور سوري جديد، لكنني أعتقد أن النظام السوري لا يقوم بذلك حتى الآن»، علما أن مهمة اللجنة الدستورية هي مناقشة الدستور الحالي وليس صياغة دستور جديد للبلاد.
وبررت بيرمان العدوان الثلاثي (الأميركي الفرنسي البريطاني) ضد سورية، الذي استهدف مراكز بحثية في 14 نيسان الفائت، وزعمت أن سببه يكمن في «استخدام الأسلحة الكيميائية وانتهاك المعاهدات الدولية»، على الرغم من أن سورية انضمت إلى معاهدة حظر انتشار الأسلحة الكيميائية وسلمت مخزونها من هذا السلاح وجرى تفكيكه وأكدت مرارا وتكرارا أنها لا تملكه ولا تستخدمه.
وأدعت أن «هذه الضربات كانت دقيقة واستهدفت مواقع متعلقة بالإنتاج غير القانوني للأسلحة الكيميائية، وتم الاتصال بالعسكريين الروس مسبقاً لإبلاغهم بهذه الغارات وبأنها لن تطال الوحدات العسكرية السورية ولاسيما الروسية، ولم تسفر العملية عن سقوط أي ضحايا».
وشددت السفيرة الفرنسية على أن «ما يجري ليس الحرب العالمية الثالثة»، مشيرة إلى «ضرورة التحلي بالحذر خلال اللجوء إلى مثل هذا الخطاب».
وأول من أمس، زعم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن بلاده لا ترغب في شن حرب على سورية، وبرر مشاركة بلاده بالعدوان الثلاثي بإظهار أنها محاباة لواشنطن، مفتخرا أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب لم يُقرّر شن ضربات عدوانية على سورية إلا بعد أن تحدّث إليه.
واعتبر في مقابلة مع صحيفة «لو جورنال دو ديمانش» الأسبوعية، أن مكافحة «الإرهاب» والمواضيع السياسية والعسكرية ستُتيح «إعادة بناء» العلاقات بين فرنسا والولايات المتحدة.
وتطرق ماكرون في المقابلة إلى جهده الدبلوماسي خلال فترة العدوان الثلاثي على سورية، وقال ماكرون: «على محور العلاقات عبر الأطلسي إعادة صياغة الإستراتيجية مع دونالد ترامب مع التركيز على (الشق) السياسي العسكري ومكافحة الإرهاب».
من جانب آخر، ذكر موقع قناة «المنار» الإلكتروني، أن وزير الخارجية الألماني هايكو ماس أمس، سيستقبل نظيره الفرنسي جان إيف لودريان في برلين الاثنين، وسيتباحثان بأهم القضايا الدولية التي تهم الطرفين، حيث سيتطرق الوزيران لـ«المبادرات التي يجب اتخاذها لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي ولحرمان «النظام» السوري من ترسانته الكيميائية ولتأمين المساعدات للمناطق المحاصرة في سورية وللتوصل لحل سياسي دائم، حيث ستعمل فرنسا وألمانيا معاً لإيجاد حل للسلام في سورية».