إرهابيون من جوبر: «فيلق الرحمن» سرق آثاراً ومخطوطات من أقدم كنيس يهودي
| الوطن – وكالات
كشفت خلافات في الشمال بين الإرهابيين الخارجين من الغوطة الشرقية عن قيام ميليشيا «فيلق الرحمن» بسرقة آثار ومخطوطات من كنيس يهودي، أخرجتها معها إلى الشمال، على حين نفت ميليشيا «جيش الإسلام» المدعومة تركياً اندماجها مع تنظيم آخر مدعوم تركياً.
وتتحدث كتب تاريخية أن حي جوبر، هو ثاني أكبر تجمع لليهود في العالم بعد «خيبر»، قبل «الفتح» الإسلامي ويضم أقدم كنيس يهودي، وأقدم نسخة من التوراة في العالم، ومقام النبي «إلياهو»، قبل أن تتعرض هذه المعالم للتدمير والنهب، بعد سيطرة تنظيمات إرهابية على الحي خلال الأحداث التي شهدتها البلاد.
وبحسب مصادر إعلامية معارضة، فإن الشمال السوري يشهد توتراً بدأت جذوره من شرق العاصمة دمشق، وانتقلت إلى الشمال السوري، بين كل من القيادة العامة لـ«الفيلق» وقيادة «حي جوبر» الدمشقي بشكل خاص من جانب، وما يسمى «المجلس المحلي» لحي جوبر من جانب آخر، إثر خلافات على مخطوطات قديمة وآثار كانت في عهدة قيادة «الفيلق» في جوبر.
ومنذ قرابة الشهر انتهى تنفيذ اتفاق تسوية خرج بموجبه آلاف المسلحين والإرهابيين من ميليشيا «فيلق الرحمن» وجبهة النصرة الإرهابية وعائلاتهم من الجيب الجنوبي لغوطة دمشق الشرقية في زملكا وعربين وجوبر وعين ترما إلى إدلب وريف حلب قبل الإعلان عن اتفاق آخر خرج بموجبه مسلحو «جيش الإسلام» من دوما أيضاً.
وبحسب المصادر، فإن «المجلس المحلي» قبل عملية خروج المسلحين وعائلاتهم الرافضين للتسوية، استأمن «الفيلق» على آثار ومخطوطات يهودية، كانت موجودة في الكنيس اليهودي ضمن حي جوبر الدمشقي، وعند تنفيذ عملية الخروج في أواخر آذار ومطلع نيسان الفائتين، عمد «الفيلق» لنقل الآثار والمخطوطات معه إلى وجهته في الشمال السوري، وعند مطالبة المجلس بعد الوصول إلى الشمال السوري، لقيادة الفيلق بتسليمها «الأمانات»، أنكر الأخير وجودها لديه، الأمر الذي خلق توتراً كبيراً بين الطرفين.
وجرت لقاءات متتالية، بهدف التوصل إلى حل، على حين أصر «الفيلق» على إنكاره لوجود الآثار والمخطوطات لديه، ما دفع «المجلس المحلي» وبعض المسلحين المنحدرين من حي جوبر، والمنضوين تحت قيادة «الفيلق»، إلى اتهام الأخير متمثلاً بقائده عبد الناصر شمير، بـ«سرقة المخطوطات والآثار التي كانت موجود في الكنيس اليهودي»، ما صعَّد التوتر بين الطرفين بشكل أكبر، وأكدت المصادر أن الآثار الموجودة ثمينة جداً.
وفي 29 من آذار الفائت أكدت مصادر معارضة مصرع متزعم في «الفيلق» في محافظة إدلب، بعد وصوله إليها، على يد أحد شركائه من التجار داخل الغوطة الشرقية، بعد خلاف جرى بين مسؤول مالية «الفيلق»، والذي يكنَّى بأبي عصام عوكة، وأحد شركائه من التجار في الغوطة الشرقية، على خلفية أخذ المسؤول المالي للفيلق، الأموال الموجودة في خزينة الأخير، ونقلها معه إلى إدلب، وحين وصولهم إلى إدلب، بعد خروجهم ضمن الدفعات التي خرجت ضمن اتفاق جوبر – زملكا – عربين، جرى خلاف بينه وبين شريكه، وأدى إلى قتل أبي عصام عوكة.
في الأثناء نفت ميليشيا «جيش الإسلام»، التي عملت سابقاً في الغوطة الشرقية لدمشق، الدخول بتحالف عسكري في الشمال، بعد المعلومات التي تحدثت عن تشكيل جديد سيعلن عنه في الأيام المقبلة من ميليشيات «جبهة تحرير سورية» وفصائل «صقور الشام» و«جيش الإسلام» و«الجبهة الشامية».
وذكر «جيش الإسلام» عبر معرفاته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي أمس، أن الشائعات التي انتشرت في الساعات الماضية عبر مواقع التواصل الاجتماعي «حول تشكيل تكتل فصائلي جديد غير صحيحة» نافياً ما سماها «الشائعات» التي جاءت على خلفية صور تم نشرها لمتزعمي «جيش الإسلام»، ضمن زيارة إلى مدينة مارع، ولقائهم قيادة ميليشيا «الفيلق الثالث» المنضوية في ما يسمى «الجيش الوطني» المدعوم تركياً.
وكانت مواقع إخبارية، تناقلت مؤخراً معلومات عن اتفاق يقضي بدخول «جيش الإسلام» إلى الرقة بدعم سعودي أميركي، عقب إخراج ميليشيا «سورية الديمقراطية» من المدينة، إلا أن الناطق العسكري للجيش نفى هذه الأنباء.