مناطق سيطرة «قسد» فلتان أمني وانعدام للخدمات
| وكالات
هز انفجاران أحدهما استهدف مقراً لميليشيا «قوات سورية الديمقراطية- قسد» في الحسكة وآخر ناتج عن سيارة مفخخة وسط مدينة الرقة الخاضعة لسيطرة « قسد»، والتي تعاني من نقص شديد في الخدمات.
وذكرت وكالة «سبوتنيك» للأنباء، بظهور مقطع فيديو منشور على شبكة الإنترنت يؤكد أن انفجاراً قوياً هز أمس، مقراً لميليشيا «قسد» في مدينة الحسكة.
يشار إلى أن سكان الحسكة العرب يعبرون عن عدم رضاهم على وجود ميليشيا «قسد» المدعومة من قوات «التحالف الدولي» الذي تقوده واشنطن في المنطقة، والتي ما فتئت تحاول فرض قوانينها وثقافتها ولغتها على سكان المنطقة الأصليين وهو ما يدفعهم للمقاومة.
على خط مواز، نقل الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم» عن وكالة «هاوار» الكردية تأكيدها، أن انفجاراً وقع أمس، عند دوار الساعة وسط مدينة الرقة ناتج عن سيارة مفخخة، دون ورود أي أنباء عن وقوع قتلى وجرحى، في حين تحدثت مصادر أخرى عن انفجار لغم في شارع تل أبيض في المدينة دون ورود أنباء عن أي إصابات كذلك.
في الغضون، أفادت وكالات معارضة أن شخصين استشهدا وأصيب عدد آخر بانفجار أمس، جراء انفجار وقع أثناء عمل جرافة على إزالة أنقاض أحد المباني وسط مدينة الرقة، من دون تحديد سبب الانفجار بشكل نهائي.
ونقلت الوكالات عن مصادر قولها: إن انفجاراً كبيراً وقع قرب دوار الدلة وسط المدينة، استهدف آلية «تركس» تابعة لفريق الاستجابة الأولية أثناء عملها على رفع أنقاض أحد الأبنية المهدمة ضمن مشروع فتح الطرقات في المدينة.
وأوضحت المصادر، أن سبب الانفجار غير معروف بدقة، إذ يمكن أن يكون بسبب سيارة مفخخة، أو بسبب وجود ألغام كبيرة غير متفجرة تحت أنقاض المبنى، انفجرت أثناء إزالة الأنقاض.
وكانت ميليشيا «قسد» قد استولت على مدينة الرقة بعد اتفاق أبرم بين التحالف الدولي وتنظيم داعش الإرهابي يقضي بخروج الأخير من المدينة من دون قتال.
ويأتي ذلك، عقب قيام دوريات تابعة لميليشيا «قسد» باعتقال عدة شبان من مدينة الطبقة بريف الرقة الغربي، بحجة التجنيد الإجباري، وفق ما ذكرت مواقع معارضة.
ونقلت المواقع عن أحد سكان الطبقة ويدعى عباس الخضر قوله: إن «دوريات تابعة لقسد شنت صباح الجمعة، حملة اعتقالات واسعة طالت عدة شبان من مواليد 1986 إلى 2000، لسوقهم للتجنيد الإجباري».
وذكر المصدر، أن «ذلك أدى لخلق حالة من الفوضى والتذمر لدى ذوي الشبان، حيث اكتفوا بالتوجه لشيوخ العشائر ووجهاء المنطقة، للوساطة وإطلاق سراح أبنائهم»، وفق قوله.
على خط مواز، نشرت صحيفة «واشنطن بوست» مقالاً لكاتبه تامر الغباشي، يتحدث فيه عن رحلةٍ قام بها إلى مدينة الرقة، المعقل السابق لتنظيم داعش الإرهابي في سورية.
وقال الكاتب: كانت مدينة الرقة السورية ساحةً لحرب مكثفة بين الأطراف الرئيسية في الحرب المدمرة التي دامت سبع سنوات في سورية، فقد شهدت المدينة خلال تلك الفترة ثلاث مراحل مختلفة، أولها عندما سقطت المدينة من يد الحكومة السورية ليحكمها من سماهم «الثوار»، وثانيها عندما سيطر داعش عليها ليعلنها عاصمة له، وأخيراً «قوات سورية الديمقراطية- قسد»، المكونة من المقاتلين العرب والأكراد، حيث تمكنوا بدعم من السلاح الجوي الأميركي من دحر داعش وتسوية المدينة إثر عمليتهم.
وأكد الكاتب حول الأوضاع في المدينة، أن «الرقة الآن معزولة بشكل استثنائي عن بقية المدن، فلا خطوط هاتف تعمل، ولا أبراج الهواتف النقالة تعمل، أما المسؤولون عن إدارة المدينة فهم مجلس مدني منحاز إلى قوات سورية الديمقراطية، مركزهم الإداري في مدينة عين عيسى التي تبعد مسافة ساعتين عن الرقة، والتي لا يستطيع سكانها تحمل تكاليف السفر إليها. على حين أعضاء المجلس المدني لا يمكنهم التواصل مع نظرائهم في الرقة إلا من خلال اللقاء الشخصي مع القيادات، الأمر الذي يستغرق منهم 4 ساعات سفر وأحياناً يمتد ليصل إلى يومين».
وأضاف: «حتى بالنسبة لي كمراسل أجنبي ذي موارد جيدة كانت الرحلة اليومية إلى الرقة من مدينة كوباني الكردية مرهقة جسدياً ومليئة بالقلق، خاصة عند نقاط التفتيش الأمنية، فالرحلة تستغرق أربع ساعات تقريباً مع العلم أن عين عيسى تقع في منتصف الطريق».