الاحتلال يعمّد نقل السفارة الأميركية بالدم.. مواقف عربية ودولية خجولة.. ودمشق: هي معركتنا أيضاً … فلسطين تنتفض.. والقدس لن تكون إلا عربية إسلامية مسيحية
| الوطن – وكالات
آثرت الولايات المتحدة الأميركية أن يتزامن موعد نقل سفارتها لدى كيان الاحتلال الصهيوني إلى عاصمة فلسطين التاريخية القدس، مع الذكرى السبعين للنكبة، فرد الكيان الصهيوني الدين لها بمجازر في غزة راح ضحيتها أكثر من خمسين شهيداً ومئات الجرحى من أبناء الشعب الفلسطيني الأعزل الذين تظاهروا احتجاجاً على نقل السفارة.
وعلى حين كانت المواقف الدولية خجولة لا ترتقي إلى حجم الحدث كانت دمشق تؤكد أن معركة فلسطين ضد الاحتلال هي معركتها أيضاً.
وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن الولايات المتحدة دشنت رسمياً سفارتها في مدينة القدس أمس «في خطوة مثيرة للجدل في حفل تضمن كلمة مصورة للرئيس الأميركي دونالد ترامب»، وسار الحفل كما كان مخططاً له، بحسب الوكالة، وبحضور مسؤولين أميركيين بينهم ابنة ترامب إيفانكا وزوجها جاريد كوشنر، وكلاهما يشغلان منصب مساعدين في البيت الأبيض.
وتجاهل ترامب في كلمته كل حقوق الشعب الفلسطيني زاعماً أن «أملنا الأكبر هو للسلام»، وأضاف: إن واشنطن «تبقى ملتزمة بشدة بتسهيل اتفاق سلام دائم».
من جانبه، أكد رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو في كلمة له: «الرئيس ترامب، عبر اعترافك بالتاريخ فإنك دخلت التاريخ»، مؤكداً: «نحن في القدس ونحن هنا لنبقى».
وشهدت أمس القدس أمام «مبنى السفارة الأميركية الجديد» وعدة مدن فلسطينية أخرى تظاهرات حاشدة ضد الاحتلال الإسرائيلي، كما تجمع منذ صباح أمس آلاف الفلسطينيين في مناطق مختلفة على طول حدود قطاع غزة، وحاول عدد منهم الاقتراب من السياج الأمني وقاموا بإلقاء الحجارة باتجاه جنود الاحتلال الذين ردوا بإطلاق النار، قبل أن يعلن جيش الاحتلال بعد ظهر أمس أن «40 ألف فلسطيني يشاركون حالياً في أعمال شغب وعنف في 13 موقعاً على طول السياج الأمني مع قطاع غزة» وفق زعمه، لكن وزارة الصحة الفلسطينية أعلنت في بيان لها عن «سقوط 43 شهيداً برصاص الاحتلال من بينهم سبعة أطفال وإصابة قرابة ألفين بجروح»، قبل أن تنقل وكالات فلسطينية أن العدد ارتفع إلى أكثر من 50 شهيداً.
ولم يكتف جيش الاحتلال بالرصاص الحي بل شارك طيرانه في عمليات القتل، وأعلن أنه شن غارة جوية على «خمسة أهداف في مخيم للتدريب العسكري التابع لحركة حماس» شمال قطاع غزة.
الرئيس الفلسطيني محمود عباس أعلن الحداد 3 أيام على أرواح ضحايا الاشتباكات مع جنود الاحتلال، وإضراباً عاماً في الذكرى الـ70 للنكبة الفلسطينية، وذلك في كلمة له في مستهل اجتماع القيادة الفلسطينية، أمس.
أما مندوبو فلسطين والكويت والسعودية لدى الأمم المتحدة فدعوا أمس إلى جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي لمناقشة الأوضاع الملتهبة في فلسطين، وكشف المندوب الفلسطيني أن المجلس قد يعقد جلسة طارئة خلال 24 ساعة.
وفي أبرز المواقف الدولية، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف: «لقد أعطينا، وبشكل علني، تقييماتنا السلبية لهذا القرار (نقل السفارة)، وتحدث عن ذلك الرئيس فلاديمير بوتين»، على حين اكتفى الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس بالإعراب عن «قلقه العميق» إزاء الوضع في غزة، ودعت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني إلى «أقصى درجات ضبط النفس»، في وقت دعت فرنسا «جميع الفرقاء» إلى تجنب «تصعيد جديد» في الشرق الأوسط.
وفي دمشق أدان مصدر مسؤول في وزارة الخارجية والمغتربين بأشد العبارات المجزرة الوحشية التي ارتكبتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي محملاً الإدارة الأميركية الحالية بشكل خاص هي وشركاؤها وحلفاؤها مسؤولية دماء هؤلاء الشهداء بسبب اتخاذها لقرارها الإجرامي واللا شرعي بنقل سفارتها إلى مدينة القدس الأمر الذي أدى إلى تشجيع إسرائيل على استخدام قوتها لاقتراف هذه المذبحة التي لا يمكن اعتبارها إلا جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية.
وشدد المصدر في تصريح نقلته وكالة «سانا» للأنباء على أن سورية تؤكد أن معركة الشعب الفلسطيني ضد إسرائيل هي معركة سورية أيضاً لأن إسرائيل التي تقتل الشعب الفلسطيني هي ذاتها التي تدعم المجموعات الإرهابية المسلحة التي تقتل الشعب السوري.
بموازاة ذلك نظمت اللجنة التنفيذية للاتحاد العام للطلبة العرب اعتصاماً طلابياً وشبابياً عربياً أمام مقر منظمة الأمم المتحدة بدمشق، وسلموا المستشار الإعلامي للممثل المقيم للبرنامج الإنمائي للأمم المتحدة في سورية خالد المصري رسالة إلى غوتيريس، أكدوا فيها أن «الطلبة العرب سيواجهون بحزم ونضال دائم جميع القرارات الواقعة خارج نطاق القانون الدولي وشرائع الأمم المتحدة».