«إسرائيل» تتهرب من اتهامات أميركا.. و«الحشد» يطالب بتحقيق سريع ويؤكد: لن يبقى دون رد … بغداد: أي استهداف لأي قوات تحارب داعش هو مساعدة للتنظيم
| وكالات
أكدت بغداد أن أي استهداف للقوات التي تحارب تنظيم داعش الإرهابي بشتى مسمياتها ومواقع قتالها هو دعم لتنظيم داعش الإرهابي ومساعدة له على التمدد ومحاولة تنظيم صفوفه مِن جديد، وذلك تعليقاً على استهداف «التحالف الدولي» أحد المواقع العسكرية السورية بريف دير الزور المحاذي للحدود العراقية. وتهربت «إسرائيل» من اتهامات واشنطن لها بالقيام بالعدوان، الذي ترددت أنباء متضاربة حول رد عليه استهدف القوات الأميركية في قاعدة لها بالعراق.
وأول من أمس أكد مصدر عسكري سوري أن «التحالف الأميركي اعتدى على أحد المواقع العسكرية في بلدة «الهري» جنوب شرق البوكمال بريف دير الزور ما أدى إلى ارتقاء عدد من الشهداء وإصابة آخرين بجروح»، بينما تحدثت وكالة «فرانس برس» عن استشهاد أكثر من 50 مقاتلاً، ولفتت إلى أن غالبيتهم من القوات الحليفة والرديفة.
وأعلنت وزارة الخارجية العراقية أمس في بيان نقلته وكالة الأنباء العراقية «واع» «رفضها واستنكارها للعمليات الجوية التي تستهدف القوات المتواجدة في مناطق محاربة تنظيم داعش الإرهابي سواء كانت في العراق أو سورية أو أي مكان آخر في ساحة مواجهة هذا العدو الذي يهدد الإنسانية».
وقال المتحدث الرسمي باسم الخارجية العراقية أحمد محجوب في البيان: «في الوقت الذي تؤكد فيه الوزارة دعوتها لجميع دول العالم للتضامن والتكاتف في مواجهة هذه الجماعات المتطرفة فإنها ترى ضرورة التنسيق الدائم والدقيق بين التحالف الدولي والقوات التي تواجه هذه التنظيمات الإرهابية ومساعدتها وتقديم الدعم والإسناد لها».
وأضاف محجوب: إن «أي استهداف لهؤلاء المقاتلين بشتى مسمياتهم ومواقع قتالهم هو دعم لداعش ومساعدة لها على التمدد ومحاولة تنظيم صفوفها مِن جديد بعد أن تعرضت للهزيمة الكبرى على أيدي القوات العراقية البطلة التي خاضت المواجهة الأشرس نيابة عن العالم بشتى صنوفها وتشكيلاتها من جيش وشرطة وحشد شعبي وبيشمركة وقوات مكافحة الاٍرهاب بإسناد ودعم التحالف الدولي والدول الصديقة والشقيقة وكل القوى الخيرة والشجاعة التي واجهت هذا التنظيم في كل العالم وأعانت الإنسانية في تضييق الخناق عليه».
وبعد أقل من يوم من تأكيد مصدر أمريكي مسؤول في تصريحات نقلتها شبكة «سي إن إن» الأميركية: إن «إسرائيل هي من قامت بالضربة الجوية»، نقلت «فرانس برس» عن مسؤول أميركي، قالت إنه طلب عدم نشر اسمه: «لدينا أسباب تدفعنا للاعتقاد بأنها ضربة إسرائيلية». وكان المتحدث باسم «التحالف الدولي « شون رايان والمتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» اريك باهون، أكدا أول من أمس أن الولايات المتحدة أو التحالف لم يشنا الضربة.
في المقابل، أكدت «سي إن إن» أن جيش الاحتلال الإسرائيلي، و»بحسب سياسته المعتادة، رفض التعليق على مجريات الضربة»، كما قالت ناطقة باسمه وفق «فرانس برس»: نحن لا نعلق على تقارير صادرة في الخارج، على حين أوضح مسؤولون أميركيون أن العديد من القوات الرديفة «والمنحازة إلى إيران تقع على الحدود السورية العراقية»، مضيفين: أن «على «إسرائيل» اجتياز العديد من العقبات اللوجيستية الكبيرة لضرب المنطقة، التي تقع على بعد من إسرائيل» بحسب ما ذكرت «سي إن إن».
وكان رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أكد في اجتماع حكومته الأحد الماضي، أن كيانه «سيتخذ واتخذ بالفعل، كل الإجراءات اللازمة ضد الجهود الرامية لتأسيس وجود عسكري لإيران في سورية أو حدودها».
في الأثناء اتهمت حركة «عصائب أهل الحق» في بيان لها أمس: طائرات تنحصر هويتها بين الأميركية والإسرائيلية، بشن الاعتداء، مشددة وفق الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم» على ضرورة أن تتخذ الحكومة العراقية الإجراءات المطلوبة والكفيلة بالكشف عمن ارتكب هذه الجريمة بأسرع وقت مهما كان الفاعل»، إضافة إلى «ضرورة تفعيل تنسيقها مع الحكومة السورية والقوات المتواجدة على الحدود مع العراق وعدم الاهتمام بالاعتراضات الأميركية التي لا تصب في خدمة الأمن القومي العراقي».
ورأت الحركة، أن هدف الاعتداء هو «إضعاف قدرات القوات التي تتصدى للتنظيمات التكفيرية، وخصوصا على جانبي الحدود، لغرض تمكين التنظيمات الإرهابية من التنقل بين العراق وسورية».
بدورها حملت كتائب «حزب الله-العراق» في بيان أصدرته أمس، بخصوص الحادث الذي أودى بأرواح عدد من عناصرها، الولايات المتحدة وإسرائيل المسؤولية عن تنفيذ الغارة، متهمة إياهما بالحرص على إبقاء داعش «مخلب قط وخنجرا مسموما مغروزا في الجسد الإسلامي» وفق ما نقلت «روسيا اليوم». واعتبر البيان، أن هذا الهجوم سيعيد فتح المواجهة مع الولايات المتحدة و»إسرائيل»، وشدد على أن هذا الحادث لن يبقى من دون رد، متوعداً بالكشف عن الطرف المسؤول عنه في الأيام القادمة واتخاذ «موقف يتناسب مع حجم الجريمة».
ويوم أمس تداول نشطاء على صفحات التواصل الاجتماعي أن «الحشد» استهدف القوات الأميركية المتمركزة في قاعدة عين الأسد (قاعدة القادسية سابقاً) ثاني أكبر القواعد الجوية بالعراق الواقعة في محافظة الأنبار قرب نهر الفرات.
وتداول النشطاء فيديو مصوراً قالوا: إنه قصف نفذته كتائب «حزب الله العراقية» على قاعدة عين الأسد بأكثر من 50 صاروخ كاتيوشا رداً على القصف الأميركي لها على الحدود السورية، بينما أشارت مصادر أخرى إلى أن القصف نفذ من قبل «كتائب الإمام علي» المنضوية أيضاً في «الحشد».
في المقابل نفت مصادر من داخل القاعدة لوسائل إعلام عراقية هذه الأنباء، مبينةً أن «ما يتم تداوله بهذا الشأن عارٍ من الصحة».