مباحثات أردنية روسية حول الجنوب.. وموسكو تنتقد عدم قيام أميركا بدورها في «خفض التصعيد» … لافروف: لن يكون هناك تساهل مع «النصرة» و«داعش» في جنوب سورية
| وكالات
أكدت روسيا أنه لن يكون هناك تساهل مع تنظيمي «جبهة النصرة» وداعش الإرهابيين في منطقة «خفض التصعيد» في جنوب البلاد، منتقدة الولايات المتحدة الأميركية التي لا تقوم بدورها في هذه المكافحة. ورأت موسكو أن جميع اللاعبين الدوليين يجب أن يقدموا مساعدات إنسانية لسورية، دون شروط سياسية مسبقة، على حين تنتظر الأردن موافقة دمشق لأول مرة لإدخال مساعدات إلى الهاربين من التنظيمات الإرهابية في الجنوب.
وفي تموز من عام 2017 أعلن عن اتفاق أميركي روسي أردني على إنشاء منطقة «خفض تصعيد» في جنوب غرب البلاد، حددت مدته بستة أشهر. وبحسب وكالة «سبوتنيك» الروسية، دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الأردني أيمن الصفدي في موسكو، الدول الضامنة في منطقة «خفض التصعيد» الجنوبية بسورية إلى الكف عن استخدام الحيل لكي لا تحارب الإرهابيين، في إشارة اعتبرها مراقبون إلى أميركا.
وأضاف: «إن روسيا نفذت التزاماتها بمنطقة خفض التصعيد الجنوبية وتسعى لنفس الشيء من الشركاء»، مؤكداً أنه لن يكون هناك أي تساهل مع «النصرة» و«داعش». وأوضح لافروف أن روسيا والأردن سيواصلان تنفيذ الاتفاقيات حول «خفض التصعيد» في المنطقة الجنوبية من سورية، إضافة إلى مكافحة الإرهابيين، وتابع: «المسألة التي لا تزال في رأس قائمة الأولويات». وكان لافروف قال في مستهل لقائه الصفدي: «اتفقنا اليوم على أن نناقش أولاً أوضاع التسوية السورية مع التركيز على منطقة خفض التصعيد جنوب غربي سورية. نحن نشير إلى استمرار الاتصالات المفيدة بين عسكريينا وعسكريي الأردن وعسكريي الولايات المتحدة الأميركية في إطار الآلية ومركز مراقبة منطقة خفض التصعيد الجنوبية المؤسس في عمان».
وذكر لافروف، أن اللقاء القادم حول التسوية السورية سيعقد في نهاية الشهر الجاري، وقال في هذا الصدد: «نحن نثمن أيضاً دور الأردن كمراقب في عملية أستانا، والتي سيعقد في إطارها لقاء جديداً في نهاية هذا الشهر».
من جانبه نقل موقع قناة «روسيا اليوم» الإلكتروني، عن لافروف قوله: إن الإرهابيين يسيطرون على نحو 40 بالمئة من أراضي المنطقة الجنوبية لخفض التصعيد، مشدداً في الوقت ذاته على أن مهمة مكافحة الإرهابيين جنوب سورية لا تزال الأكثر أهمية.
كما شدد على أن جميع اللاعبين الدوليين يجب أن يقدموا مساعدات إنسانية لسورية، من دون شروط سياسية مسبقة.
وعن الجانب الإنساني قال لافروف: «ناقشنا هذه المسألة (المساعدات للاجئين) التي لا تزال تثير قلقاً في الأردن. وأقصد هنا وجود مئات آلاف اللاجئين السوريين في أراضي المملكة. وتدل بعض التقديرات على أن عددهم يبلغ مليوناً ومئتي ألف شخص. كما أنه يوجد هناك ازدحام للاجئين على الجزء السوري من الحدود بين البلدين». وتابع: «إننا متفقون على أن هؤلاء الناس يحتاجون إلى مساعدات إنسانية، وبحثنا بعض الإجراءات الملموسة التي ستسمح بتسهيل وتوسيع إيصال مثل هذه المساعدات».
ومضى لافروف قائلاً: «أؤكد لكم مرة أخرى، أننا سنسهم في درعا وفي الجنوب السوري عموماً وبالتزامن مع طرد الإرهابيين، في تقديم المساعدات الإنسانية للمدنيين وخلق الظروف الأكثر ملاءمة لأولئك الذين غادروا منازلهم للعودة في أقرب وقت ممكن».
من جهته قال الصفدي: «يثير الوضع جنوب سورية قلقاً كبيراً، يجب حل هذه القضية، إنها حيوية للغاية. يجب البدء من وقف إطلاق النار ثم الانتقال إلى حل المسائل التي ستساعد في منع وقوع كارثة إنسانية في هذه المنطقة». وبحسب متحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، فإن وزير الخارجية مايك بومبيو ناقش وقفاً لإطلاق النار في جنوب سورية مع نظيره الروسي سيرغي لافروف يوم الثلاثاء، وذلك في اتصال هاتفي.