رياضة

نحن والمونديال

| ناصر النجار

نقطة البداية معروفة، يعرفها الصغير قبل الكبير، لكن التنفيذ يبدو صعباً ليس لعلّة في كرة القدم، بل لعلّة في أنفسنا.
كرة القدم لم تعد لعبة جميلة وحسب، بل هي علم وبناء وتكتيك، وها هي اليابان التي كسبت الاحترام والتقدير، لم تصل إلى هذا الأداء والمرتبة الرفيعة إلا لأنها احترمت كرة القدم وبنتها ورعتها وفق الأصول لدرجة أنهم يخططون من الآن للظفر بكأس مونديال 2050 .
والتقدم الكرواتي المذهل سواء بالنتائج أم الأداء كان حصيلة المدارس الكروية التي رعاها اتحاد كرة القدم فأنتجت جيلاً كروياً موهوباً ذكرنا بجيل سوكر وأيامه.
التعداد هنا كثير والأمثلة كثيرة، لكن السؤال الذي يفرض نفسه ماذا قدمت لنا الأكاديميات الكروية والمدارس الصيفية والشتوية وغيرها على اختلاف التسميات؟ لا نريد أن نسمّي أندية صرفت الأموال الطائلة على هذه المدارس والأكاديميات من دون أن تقدم لكرة القدم شيئاً.
المشكلة في هذا الموضوع أننا نسينا الهدف ولحقنا الهوامش وبعض التفاصيل، فعندما تكون الغاية من هذه المدارس ربحيّة في الدرجة الأولى فإننا ننسى الهدف الرئيس وهو اكتشاف المواهب وتنميتها ورعايتها أصولاً.
ونحن هنا لا نشير إلى نادٍ معين أو مدرسة بحد ذاتها، بل نشير إلى حالة عامة وقعت بها كل أنديتنا حبّاً بما تجنيه هذه المدارس من فوائد باستثناء الفائدة التي أقيمت من أجلها.
اتحاد كرة القدم الجديد وحسب ما تناهى إلى سمعنا أنه يفكر جدّياً ببناء أكاديمية كروية للصغار في محافظات عدة وفق الرؤية الأوروبية لهذه المدارس، وهذا أمر يبشر ويدعو إلى التفاؤل.
لكن هل ستتدخل أصابع الشيطان في تفاصيل العمل ليصبح مثله مثل أي مشروع كروي فاشل لم نجن منه إلا الصرف والإنفاق والتبذير!
مونديال روسيا وضعنا مباشرة في جو كرة القدم، وأطلعنا على الكثير من التفاصيل الجميلة التي بتنا نتمنى أن نراها في ملاعبنا وأنديتنا، المسؤولية هنا لا تقع على اتحاد كرة القدم وحده، بل على كل المؤسسات الكروية وفي طليعتها أنديتنا، اعملوا من الآن لتلحقوا ركب اليابان في مونديال 2050.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن