بعد أيام على إخفاق «مؤتمر وارسو»، وفي ظل غياب سورية التي يضربها الإرهاب، تنطلق اليوم أول قمة بين دول عربية أوروبية لبحث الإرهاب واللجوء، وسط توقعات «متواضعة».
وقالت وكالة «رويترز» للأنباء: إن مصر ستستضيف أول قمة مشتركة لقادة الجامعة العربية والاتحاد الأوروبي يوم الأحد (اليوم) وهي قمة تخيم عليها انقسامات داخلية في التكتلين ومحادثات حاسمة بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد.
من جهتها نقلت وكالة «الأناضول» بياناً للخارجية المصرية، أوضح أن القمة تعقد تحت شعار «الاستثمار في الاستقرار» وستركز على «كيفية تحقيق الاستقرار في المنطقة، ومخاطر الإرهاب، وعملية السلام في الشرق الأوسط، إلى جانب موضوعات الهجرة غير الشرعية، وتدفقات اللاجئين إلى داخل أوروبا».
بدوره حدد الاتحاد الأوروبي، في بيان، أهداف القمة في نقاط عدة، أهمها «تعزيز العلاقات المشتركة، ودفع التعاون بمجالات التجارة والاستثمار، والهجرة، والأمن، بالإضافة إلى الوضع في المنطقة» وفق «الأناضول».
وأشار رئيس وفد مفوضية الاتحاد الأوروبي في القاهرة، إيفان سوركوش إلى أن «24 من أصل 28 دولة عضو في الاتحاد الأوروبي ستحضر لشرم الشيخ هذا الأسبوع لحضور القمة، على حين نقلت «الأناضول» عن وسائل إعلام محلية مصرية أن 16 دولة عربية ستشارك في القمة.
واعتبرت «رويترز»، أن القمة التي تستمر يومين في منتجع شرم الشيخ على البحر الأحمر تعد «نقطة بداية لتعزيز التعاون بين الاتحاد والجامعة فيما يتعلق بالأولويات الإستراتيجية المشتركة بما يشمل الهجرة والأمن والتغير المناخي».
وتوقعت الوكالة، أن تشمل النقاشات التنمية الاقتصادية والقضية الفلسطينية والصراعات (الأزمات) في ليبيا وسورية واليمن.
لكن الوكالة، ذكرت أنه «وبعد فترة إعداد للقمة شهدت مواجهة المسؤولين لصعوبات للاستقرار على أجندة وعلى بيان ختامي فإن التوقعات بشأن اتخاذ إجراءات ملموسة حيال أي من هذه القضايا متواضعة على أفضل تقدير».
من جهتهم، رأى مراقبون، أن هذه القمة ستكون ثاني إخفاق عربي أوروبي بعد «مؤتمر وارسو» الذي شاركت فيه دول عربية وأخرى أوروبية منتصف الشهر الجاري في العاصمة البولندية بدعوة أميركية.
ونقلت «رويترز» عن مسؤول بارز من الاتحاد الأوروبي قوله: «لا نتفق مع العالم العربي في وجهات النظر بشأن كل تلك القضايا… لكن العلاقات المتبادلة تدعو إلى الحوار وإلى التواصل المشترك. أيا كان ما يحدث هناك فهو مرتبط بنا والعكس».
ولم تخف الوكالة، أن مصر والسعودية هيمنتا على التحضيرات للقمة على الجانب العربي.
ونقلت الوكالة عن المحلل في مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية بشير عبد الفتاح قوله «غالباً الطرف الأوروبي يكون موقفه شبه موحد بعكس الطرف العربي الذي لا يكون موقفه في الغالب بنفس التقارب والتفاهم والتنسيق» وهو ما قد يدفع تركيز القمة نحو منع الهجرة ومكافحة الإرهاب.
وقال الأمين العام السابق للجامعة العربية عمرو موسى: إن الدول العربية بحاجة إلى التأكيد على مصالحها. وأضاف: «إذا استضعف الجانب العربي نفسه، فإن أوروبا ستفرض أجندتها، إنما إذا وقف الجانب العربي وقال نحن لنا مصالح كما لكم مصالح فسنجعل المصالح المشتركة هي عنوان الأجندة».
ووفق «الأناضول» من المقرر أن تعقد الجلسة الافتتاحية لأعمال القمة مساء اليوم، تعقبها جلسة مفتوحة بين القادة المشاركين فيها، أو منصة حوارية للاتفاق على المسائل المهمة التي سيتم البدء بتنفيذها.
وتتواصل الجلسات في اليوم التالي (الإثنين)، على أن يعقد مؤتمر صحفي مساء وإعلان البيان الختامي.
ويمثل الاتحاد الأوروبي في القمة دونالد توسك، رئيس المجلس الأوروبي، وجان كلود يونكر رئيس المفوضية الأوروبية، وفيدريكا موغريني مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد.