المعارضة السودانية تعلن شروطها لفض اعتصامها … السودان سيشكل حكومة مدنية بالتشاور مع القوى السياسية
| وكالات
قال الرئيس الجديد للمجلس العسكري الانتقالي في السودان أمس: إن حكومة مدنية ستشكل بالتشاور مع القوى السياسية وتعهد بأن الفترة الانتقالية الجديدة ستستمر لعامين بحد أقصى، في وقت أعلنت المعارضة السودانية ثلاثة شروط لفض اعتصامها أمام مقر القيادة العامة للقوات المسلحة.
وقال الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان في أول خطاب تلفزيوني له: إنه ألغى حظر التجول الذي فرضه سلفه وأمر بإطلاق سراح كل المحتجزين بموجب الطوارئ التي فرضها الرئيس المعزول عمر البشير.
في هذه الأثناء قالت وسائل إعلام رسمية سودانية: إن مدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني استقال من منصبه أمس بعد يوم من استقالة وزير الدفاع فجأة من رئاسة المجلس العسكري الانتقالي في أعقاب الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير على حين يواصل المحتجون المطالبة بالتغيير.
وكان مدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني صلاح عبد اللـه محمد صالح المعروف باسم صلاح قوش أكثر الشخصيات نفوذاً في البلاد بعد البشير وحمله محتجون مسؤولية قتل متظاهرين يطالبون بإنهاء الحكم العسكري. واستقال وزير الدفاع الفريق أول ركن عوض بن عوف من رئاسة المجلس العسكري الانتقالي الجمعة بعد يوم واحد فقط له في المنصب مع مطالبة المحتجين بتغيير سياسي أسرع.
وقالت وكالة الأنباء السودانية الرسمية أمس: «صدّق الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان عبد الرحمن رئيس المجلس العسكري الانتقالي على الاستقالة التي تقدم بها الفريق أول مهندس صلاح عبد اللـه محمد صالح من منصبه كرئيس لجهاز الأمن والمخابرات الوطني».
وكان البرهان ثالث أكبر قائد عسكري في القوات المسلحة السودانية ولا يعرف عنه الكثير في الحياة العامة. وتولى منصب قائد القوات البرية وهو على صلات وثيقة بكبار القادة العسكريين في الخليج.
وانطلقت احتفالات صاخبة في شوارع الخرطوم خلال الليل بعد استقالة بن عوف، ولوح آلاف المحتجين بالإعلام وبهواتفهم المحمولة المضاءة وأطلق البعض أبواق السيارات، وقال شهود: إن مواطنين رددوا هتاف «سقط التاني!» في إشارة إلى بن عوف بعد البشير وفقاً لرواية شهود. إلى ذلك ذكر متحدث باسم الشرطة السودانية في بيان صدر في وقت متأخر من ليل الجمعة أن ما لا يقل عن 16 شخصاً قتلوا يومي الخميس والجمعة «بأعيرة نارية طائشة في الاعتصامات والتجمهرات».
وأضاف المتحدث هشام: علي إن مباني حكومية وخاصة تعرضت لهجمات أيضاً.
وتظاهر مئات الآلاف من المحتجين في شوارع الخرطوم يوم الجمعة لمطالبة الجيش بتسليم السلطة لحكومة مدنية انتقالية.
في هذه الأثناء أعلنت المعارضة السودانية ثلاثة شروط لفض اعتصامها أمام مقر القيادة العامة للقوات المسلحة، وذلك بعد تنحي رئيس المجلس الانتقالي العسكري عوض بن عوف، وخلافة عبد الفتاح البرهان له.
ونصت المطالب التي طرحتها «قوى إعلان الحرية والتغيير» على التالي: «ضمان عملية النقل الفوري للسلطة إلى حكومة مدنية انتقالية عبر المجلس القيادي لقوى إعلان الحرية والتغيير، إلغاء أي قرارات تعسفية من قيادات لا تمثلها ولا تمثل الشعب، التحفظ على رموز السلطة الماضية من المتورطين كافة في جرائم بحق الشعب».
وأكدت القوى المعارضة أنه «وحتى تنفيذ هذه المطالب بشكل كامل علينا أن نتمسك باعتصامنا أمام القيادة العامة للقوات المسلحة بالعاصمة وفي ولايات السودان المختلفة وبالإضراب الشامل حتى تنقل السلطة بالكامل لحكومة مدنية انتقالية».
بدوره كشف قائد قوات الدعم السريع في السودان الفريق أول محمد حمدان دقلو، المعروف بـ«حميدتي»، وقائع الأيام الأخيرة للرئيس السوداني عمر البشير في السلطة وملابسات عزله.
وقال حميدتي في حوار تليفزيوني أمس: «الإطاحة بالبشير جاءت بعد إصراره منذ أربعة أشهر على استخدام الأدوات الأمنية لمكافحة المظاهرات السلمية التي تشهدها البلاد، والمؤسسة العسكرية قدمت عدة مقترحات لإخراج السودان من الأزمة، ولكن للأسف البشير لم يأخذ بها، وهو ما أجبر القوات المسلحة على إدارة الموقف لحين اتخاذ قرار بعزله لإنقاذ البلاد».
وأشار حميدتي، إلى أن المؤسسة العسكرية أبلغت البشير قرارها الحاسم بأنه تم عزله وعليه التنحي، وقد خضع للأمر الواقع المفروض عليه.
ونفى حميدتي، صحة الأنباء بشأن مغادرة البشير البلاد وعدم وجوده داخل السودان، مؤكداً أن الرئيس المعزول وضع تحت الإقامة الجبرية وهو في مكان آمن في العاصمة السودانية الخرطوم ولم يغادرها.