الطقس كسلاح
حسن م. يوسف :
هل كانت العاصفة الرملية التي اجتاحت سورية وبعض دول المنطقة خلال الأيام الماضية عملاً مدبراً من فعل البشر؟
يوم الأربعاء الماضي نشر المتنبئ الجوي باسل كيلاني على صفحته في الفيس بوك لسان حال طويلاً قال في بدايته إن أغلب كبار العمر قد أجمعوا على أن هذه العاصفة الغبارية التي تضرب سورية لم يحدث مثيل لها في القوة ولا في التوقيت منذ 80 عاماً، وتساءل عما إذا كان حدوث هذه العاصفة هو نتيجة «لعب في قوانين الطقس عن طريق «مشروع هارب» أو غيره»؟
وبناءً على التشخيص الذي تقدم به المتنبئ الجوي باسل الكيلاني، أطلق أحد المواقع الإخبارية التساؤل التالي: «هل استخدمت أميركا سلاح الطقس لتعطيل سلاح الجو السوري؟»
فما مشروع هارب هذا؟
قبل كل شيء لابد أن أشير إلى أن آلة الهارب الموسيقية الشهيرة لا علاقة لها بهذا البرنامج من قريب ولا من بعيد رغم تشابه الاسمين لفظاً. يتكون اسم برنامج HAARP من خمس كلمات هي High frequency Active Auroral Research Program وتعني برنامج بحوث الشفق النشط عالي التردد، ويقال إنه برنامج أبحاث حول الغلاف الجوي الأيوني يتم تمويله من سلاحي الجو والبحرية الأميركيين بالتعاون مع جامعة ولاية ألاسكا، ووكالة مشاريع البحوث الدفاعية المتقدمة DARPA.
تشير المراجع الإلكترونية إلى أن برنامج هارب تم ابتكاره وتطويره من شركة BAEAT للتكنولوجيا المتقدمة، بغرض «تحليل الغلاف الأيوني والبحث في إمكانية تطوير وتعزيز تكنولوجيا المجال الأيوني لأغراض الاتصالات اللاسلكية والمراقبة». لكن القسم الأخطر من مشروع هارب هو أداة البحث الأيونوسفيري (IRI) التي هي عبارة عن وحدة إرسال الترددات اللاسلكية العالية «لإثارة وتنشيط منطقة محدودة من المجال الأيوني بشكل مؤقت. تشتمل هذه الوحدة على منظومة من الهوائيات الضخمة التي تعمل معاً كهوائي عملاق تصل قدرته إلى 36 مليون واط، ويستطيع خلق تغييرات مسيطر عليها في الطبقة الأعلى من الغلاف الجوي الأيونوسفير، تعمل كقرص عاكس لحزم الطاقة الهائلة تلك، بحيث يمكن التحكم بها وإعادتها إلى الأرض لتتسبب بالزلازل واختلاط الفصول وهطول الأمطار والثلوج الغزيرة في غير وقتها.
وقد كتبت دورية عسكرية روسية أن التجارب الأيونوسفيرية لبرنامج هارب «قد تؤدي إلى سلسلة من الإلكترونات التي بدورها يمكن أن تقلب أقطاب الأرض المغناطيسية رأساً على عقب».
بعض الناس يعتقدون أن نظرية المؤامرة هي التي تقف وراء خلق وتضخيم مشروع هارب، لكن كثرة البحوث الجادة حول هذا المشروع تثبت أنه لا دخان بلا نار.
قبل فترة رأيت فيلماً بعنوان «حرب العواصف» أنتجته هوليوود قبل أربعة أعوام وهو من إخراج تيودور شابكانوف، وتأليف بول بيركت. حيث يقوم عالم في شؤون المناخ تم طرده من عمله، باستهداف العاصمة الأميركية واشنطن بسلسلة من الكوارث المناخية تؤدي إلى تدمير المدينة.
ليست لدي أي أدلة على أن مشروع هارب يقف وراء التغيرات المناخية التي تشهدها منطقتنا، لكنني على يقين تام أن جنون الطبيعة هو امتداد لجنون البشر ونتيجة له.
في عام 1970 تنبأ بريجنسكي مستشار الأمن القومي للرئيس كارتر: «في المستقبل سوف تحكم طبقة من «الصفوة» المجتمعات وسوف تستخدم التكنولوجيا في إحكام قبضتها على تلك المجتمعات وتوجيهها عن طريق إبهارها، لن تتردد تلك الصفوة في استخدام أحدث الأساليب التكنولوجية للتأثير في سلوك العامة وإبقاء المجتمع تحت المراقبة اللصيقة».
لست متأكداً أن أميركا تقف وراء عاصفة الغبار التي سممتنا، لكنني أؤمن أن أميركا التي استخدمت القنبلة الذرية ضد اليابانيين، والنابالم ضد الفييتناميين، واليورانيوم المنضب ضد العراقيين، لن تتردد في استخدام شرورها وسمومها ضد السوريين!