بينما تباكت «هيئة التفاوض» المعارضة والسيناتور الأميركي، ليندسي غراهام، على تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي في إدلب، اعتبرت «منصة موسكو» للمعارضة أن «الهيئة» والغرب يسعون إلى حماية «النصرة» وتأبيد وجودها في الشمال.
وقالت المنصة في تصريح صحفي تحت عنوان «النصرة تعتدي والغرب يتباكى!»: صدر صباح اليوم الثلاثاء 7 أيار، بيان عن هيئة التفاوض السورية بخصوص التصعيد الجاري في محافظة إدلب السورية وريفها والريف الشمالي لمحافظة حماة.
ولفتت المنصة إلى أن بيان «الهيئة» أغفل أي ذكر لسبب التصعيد المتمثل في الاعتداءات المتكررة التي يقوم بها تنظيم «النصرة» الإرهابي والتنظيمات المشابهة له، وليس آخرها قتل عشرات الضحايا خلال اليومين الماضيين.
وأشارت إلى أن الجهات الغربية، كانت وما تزال، تريد من اتفاق «سوتشي» أن يتحول إلى اتفاق لحماية «النصرة» وتأبيد وجودها في الشمال السوري، وهو ما يتناقض مع جوهر هذا الاتفاق وغاياته.
وقالت: إن «بيان الهيئة هذا ليس إلا إحدى أدوات الحملة الغربية التي بدأت بالتصعيد الذي قامت به «النصرة»، وتحاول الآن أن ترفع درجة التوتر في ملف إدلب للحفاظ على حالة الاستعصاء ولإعاقة جهود أستانا في تفكيك هذه المعضلة».
واعتبرت منصة موسكو أن التهرب المستمر من الإقرار بالتصعيد والجرائم التي يقوم بها تنظيم «النصرة»، هو جريمة كبرى بحق هؤلاء المدنيين بالذات عبر استخدامهم كدرع سياسية لحماية «النصرة».
وشددت على أن حماية المدنيين، تكون أولاً وقبل كل شيء آخر، بالتوقف نهائياً عن التبعية والانبطاح للغرب وتنفيذ طلبياته، وعلى العكس من ذلك فإن حمايتهم تكون بتسريع العمل على توحيد البنادق السورية جميعها باتجاه «النصرة» وشبيهاتها، وبالتعاون الحقيقي مع مسار أستانا لتسريع هذه العملية وتسريع عملية الوصول إلى حل سياسي شامل للأزمة السورية عبر القرار 2254.
وفي وقت سابق من يوم أمس أصدرت «هيئة التفاوض»، التي تعتبر «منصة موسكو» أحد مكوناتها، بياناً أدانت العملية العسكرية السورية والروسية الرامية إلى استئصال تنظيم «النصرة» الإرهابي من شمالي البلاد، وإيقاف جرائم تلك التنظيمات بحق المدنيين الآمنين في المنطقة التي تعد إحدى مناطق «خفض التصعيد» التي نتجت عن محادثات «مسار أستانا» حول سورية.
وفي محاولة لقلب الحقائق، زعمت «هيئة التفاوض»، في البيان بحسب ما ذكرت مواقع إلكترونية معارضة، بأن العملية العسكرية ضد «النصرة»، «تشير إلى توقف روسيا عن التزامها باتفاقية خفض التصعيد، وعدم جديتها في السعي إلى الحل السياسي».
وسعت إلى تحريض المجتمع الدولي من أجل المزيد من التدخل في سورية عبر حديثها في البيان عن «تفاقم الكارثة الإنسانية الجديدة» التي تتعرض لها إدلب، وتناست الخروقات والتصعيد المتكرر والاستفزازات الكيميائية التي يحضر لها في إدلب من «النصرة» وحلفائها لاستهداف المدنيين الآمنين.
وناشدت مجلس الأمن الدولي إلى المبادرة فوراً بالعمل على الصعد كافة لوقف القصف على مقرات «النصرة» في شمالي البلاد.
من جانبه، تباكى غراهام، على «النصرة» وحلفائها، ودعا الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، إلى «التدخل وحماية» محافظة إدلب من العملية العسكرية للجيش، بحسب ما ذكرت مواقع إلكترونية معارضة.
وغرد غراهام عبر حسابه في «تويتر» أمس، بأنه على ترامب والعالم التحدث بخصوص ما سماه «هجوماً جديداً» من الجيش وحلفائه على «مدينة إدلب»، ومن الملاحظ أنه ورغم أن عمليات الجيش العربي السوري وحلفائه لا تستهدف سوى تنظيم النصرة» الإرهابي والميليشيات المسلحة التابعة له إلا أن غراهام أراد أن يشوه سعي الدولة السورية إلى مكافحة الإرهاب وإظهار أن العملية تستهدف مدينة إدلب، متناسياً أن «النصرة» هي من تسيطر عليها وتحتجز أهلها وتستخدمهم كدروع بشرية.
ومن الجدير ذكره أن غراهام الحريص على سورية والسوريين كان قد زار الجولان العربي السوري المحتل، ووعد كيان الاحتلال الإسرائيلي بالمساعدة في الحصول على اعتراف أميركي بـ«سيادة إسرائيل» على الجولان وهو ما تم.