بمناسبة يوم البيئة.. مصانع الإسمنت السورية ذات تكنولوجيا متخلفة … أهالٍ يسألون: هل يمكن مقاضاة شركتي طرطوس وفرعون من المرضى؟
| طرطوس- محمد حسين
أكد المهندس الاستشاري حسين باشا أن دول أوروبا تقوم بترحيل مصانع الإسمنت من بلدانها إلى دول الجنوب ومنها سورية، نظراً لخطورتها على البيئة واستهلاكها الكثيف للطاقة والموارد الطبيعية. جاء ذلك خلال مشاركته في الندوة البيئية التي أقامتها مديرية البيئة بطرطوس ظهر أمس بمناسبة يوم البيئة العالمي الذي يحتفل فيه هذا العام تحت شعار (تلوث الهواء والأثر البيئي لصناعة الإسمنت).
وقال باشا: إن مصانع الإسمنت في سورية قديمة وذات تكنولوجيا متخلفة ولا تتجاوب في أغلب الأحيان مع المتطلبات الحديثة في ظل غياب أي إدارة بيئية تعمل بموجبها هذه المصانع.
وبين في محاضرته أن كل طن من الإسمنت يستلزم 1 طن و600 كغ من المواد الأولية والسؤال الأهم ليس أين تذهب هذه الـ700 كغ المفقودة باعتبارها الملوثات الناتجة، بل كيف نتعامل معها؟ فكل طن كلينكر ينتج عنه طن من غاز الفحم أي إن مصانع الإسمنت مسؤولة عن 5% من انبعاثات غاز الفحم.
وحول استخدام الطاقة البديلة في معامل الإسمنت لتخفيف التلوث أشار المحاضر لوجود مركز لمعالجة النفايات الصلبة في طرطوس الذي ينتج عنه السماد العضوي والمواد القابلة للتدوير، مؤكداً ضرورة استخدام المرفوضات في المركز كوقود في معامل الإسمنت بالإضافة إلى أن الطاقة الشمسية يمكن أن تشكل بديلاً محتملاً للطاقات الأحفورية.
وتركزت نقاشات الحضور حول الانبعاث الدائم للغبار والدخان من مصنع إسمنت طرطوس رغم الأحاديث المتكررة عن قيام شركة فرعون بتركيب 43 فلتراً للتخلص منها.. وحول إمكانية مقاضاة شركتي إسمنت طرطوس وفرعون من قبل أهالي المصابين بمرض السرطان باعتبار التلوث سبباً من الأسباب المحتملة لذلك، مع الإشارة إلى أن إحدى المداخلات تحدثت عن قيام مركز البحوث الزراعية بدراسة حول الأثر المتبقي للانبعاثات في البيئة المحيطة بالمعمل وصولاً إلى الشيخ بدر والتي أكدت أنها تتجاوز النورمات العالمية في هذا المجال وهذا يفسر تزايد حالات الإصابة بالسرطان في هذه المنطقة متجاوزة النورم العالمي أيضاً.