ضيوف البريميرليغ والبوندسليغا لموسم 2019-2020 … أبطال عائدون ويونيون برلين حكاية أخرى
| خالد عرنوس
أيام قليلة ويعود الصخب إلى الملاعب الأوروبية على صعيد الدوريات المحلية الكبرى من خلال موسم 2019/2020 وسط ضجيج سوق الانتقالات الصيفية التي شهدت صفقات وصف بعضها بالكبيرة بانتظار أخرى قد يكون لها صدى مدوّي، وتدخل بعض الأندية المنافسة من دون بعض نجومها التي مازالت في إجازتها السنوية وينتظر الكبار تحدياً كبيراً للحفاظ على الألقاب بعدما نجحوا بذلك في الموسم الماضي الذي لم يشهد تتويجاً جديداً على مستوى البطولات الخمس الكبرى.
هذا بالنسبة للأبطال أما بالنسبة للضيوف الجدد فلديهم تحديهم الخاص المتمثل بالصمود في الدرجة الأعلى ومن هؤلاء أبطال قاريون قدامى وأبطال محليون اضطرتهم الظروف إلى معاناة اللعب في الدرجة الثانية وبعضهم هبط إلى الثالثة قبل أن يعودوا إلى الأضواء ومنهم أندية عادية اعتادت التأهــل إلى الدرجــة الأولى في بــلادها ومن ثم العودة إلى مكانهــا الطبيعي في الدرجة الأدنى ومنهم من يظهر للمرة الأولى بين الكبار وعليه إثبات ذاته من خلال مجاراتهم وتحقيق النتائج التي تكفــل الاستمرار بينهم.
بطل شرقي قديم
ونقصد على هذا الصعيد نادي يونيون برلين الذي سيظهر للمرة الأولى في البوندسليغا بعد رحلة طويلة من المعاناة بين ثلاث درجات بدأها بالثالثة عقب توحيد ألمانيا علماً أنه كان بطلاً للدوري في القسم الشرقي من البلاد موسم 1990/1991 ويعد النادي الذي تأسس عام 1906 من أعرق أندية العاصمة ولا يسبقه سوى هيرتا المؤسس قبله بثماني سنوات وسبق ليونيون الذي أعيد تكوينه عام 1966 بضم عدد من الأندية الصغيرة بعد أن حل وصيفاً للدوري الألماني الموحد بنظامه القديم عام 1923 وتوج بطلاً للدوري الشرقي عام 1985 و1991 وبلغ نهائي كأس ألمانيا 2001 وفيه خسر أمام شالكه.
مع توحيد ألمانيا صنف يونيون بالدرجة الثالثة وبقي فيها تسعة مواسم وجاء صعوده إلى الدرجة الثانية 2001 وبعد ثلاثة مواسم عاد إلى الثالثة ثم إلى الرابعة حيث قضى هناك موسم 2005/2006 قبل أن يعود أدراجه في الموسم التالي إلى الثالثة ثم الثانية بعد 3 مواسم أخرى حيث بقي حتى كتب تأهله إلى الأولى في نهاية الموسم المنصرم بعد حلوله بالمركز الثالث متقدماً على هامبورغ بنقطة وبفارق الأهداف فقط عن بادربورن الثاني ما وضعه أمام شتوتغارت سادس عشر البوندسليغا في مباراتي الملحق فتعادلا على أرض شتوتغارت 2/2 ثم صفر/صفر في برلين ليتأهل يونيون إلى الأضواء بفضل ميزة الأهداف خارج الأرض، وبتأهله ارتفع عدد أندية العاصمة التاريخية في الدرجة الأولى إلى اثنين بوجود هيرتا.
ويدرب الفريق المدرب السويسري آرس فيشر منذ عام 2018 ويعد صاحب الفضل في وجود يونيون بين الكبار للمرة الأولى وسبق لابن الـ53 عاماً أن قاد أندية زيوريخ وتون وبازل في سويسرا وحقق معهم عدداً من الألقاب المحلية على مستوى الكؤوس.
عودة الفارس الأول
وكان فريقا كولن وبادربورن حجزا المقعدين الأول والثاني المؤهلين إلى البوندسليغا بحلولهما بطلاً ووصيفاً للدرجة الثانية فجمع الأول 63 نقطة مقابل 57 للثاني، وإذا كان بادربورن صعد للمرة الثانية بتاريخه فقط إلى الدرجة الأولى بعد موسم 2014/2015 فإن كولن يعد أحد الفرق المؤسسة للبطولة الاتحادية التي انطلقت عام 1963 بل كان بطلها الأول أيام طيب الذكر (الأسطورة) أوفي زيلر ثم عاد وتوج موسم 1977/1978 وحمل كأس ألمانيا 4 مرات وكان وصيفاً للأولى 5 مرات وبالثانية 6 مرات وكان طرف نهائي كأس الاتحاد الأوروبي 1986 يوم خسر أمام ريال مدريد.
وينتمي كولن وبادربورن إلى منطقة شمال الراين وفيستيفاليا حالهما حال خمسة أندية أخرى في البوندسليغا هذا الموسم وهي دورتموند ومونشن غلادباخ وشالكه وليفركوزن وفورتونا دوسلدورف وكان كولن عاش مواسم صعبة في السنوات الأخيرة فقضى سبعة مواسم خلال الألفية الثالثة بين أندية الدرجة الثانية وآخرها بالموسم الماضي بعد 4 مواسم بالأولى.
ويعد المدرب ماركوس أنفانغ صاحب إنجاز عودة كولن إلى الأضواء إلا أنه أقيل قبل نهاية الموسم وفي نهاية الموسم تعاقدت الإدارة مع أشيم بييرلوزير القادم من ريسنبرغ أحد أندية الدرجة الثانية، أما بادربورن فيدربه ستيفان بومارت منذ عام 2017 أحد المدربين المغمورين في ألمانيا وعمره 47 عاماً.
بطل أوروبا
في إنكلترا لا يمكن الحديث عن العراقة فمعظم الأندية هناك ظهرت للوجود في القرن التاسع عشر أي إنها مملوءة بالعراقة والتاريخ المجيد مقارنة بأندية عالمية حديثة العهد، فنادٍ مثل أستون فيلا الذي عاد إلى البريميرليغ بعد ثلاثة مواسم يبلغ من العمر 144 عاماً ويعد من الأندية العملاقة في الكرة الإنكليزية ويتفوق على عدد من الأندية المتوجة باللقب في الآونة الأخيرة كالسيتي وتشيلسي وليستر من حيث الألقاب ففي سجله 7 ألقاب دوري ومثلها على صعيد الكأس و6 مرات بكأس الأندية المحترفة وأكثر من ذلك فهو بطل أندية أوروبا أبطال الدوري عام 1982 وبطل السوبر الأوروبي في العام ذاته.
بعد خمسة أعوام من المجد القاري شكل سقوط أستون فيلا إلى الدرجة الثانية وقضى هناك موسمين قبل أن يعود عام 1989 ليبقى ضمن الصفوة حتى عام 2016 عندما غادر البريميرليغ للمرة الأولى وفي الموسم التالي حل بالمركز 13 وفي موسم 2017/2018 احتل المركز الرابع لكنه فشل بتجاوز الملحق أمام فولهام وفي الموسم الفائت احتل المركز الخامس ليخوض الملحق من جديد فتجاوز ويست بروميتش بالترجيح بعد تبادلهما الفوز 2/1 و1/صفر وفي المباراة الحاسمة فاز على ليدز 2/1 حاجزاً مقعده بين الكبار من جديد.
عراقة من دون إنجازات
بالمقابل لا يمكن مقارنة إنجازات الفيلانز (أستون فيلا) بمرافقيه إلى البريميرليغ نوريتش سيتي بطل الدرجة الأولى (الشامبيون شيب) وشيفيلد يونايتد فالأول لم يسبق له أن توج بالدوري (الأول) سوى مرة واحدة كانت قبل 121 عاماً وبلقب الكأس 4 مرات آخرها عام 1925 وقد لعب بالدرجة الأولى 60 موسماً بينها 3 مواسم في البريميرليغ فكان أحد أنديته في أول موسمين قبل أن يعود إليه موسم (2006/2007) وقد تأسس عام 1989 وذلك ليكون النادي الثاني في مدينة شيفيلد بعد وينزداي الذي أنشئ 1867، وتعود الحصة الأكبر من ملكية النادي إلى رجل أعمال سعودي وبالتالي فإنه يتوقع أن تكون مسيرته على غرار السيتي وسان جيرمان إنما بطريقة أبطأ ربما ذلك أن عبد الله بن مساعد اشترى 50% من أسهم النادي عام 2013 ويسير منذ ذلك الوقت بشكل تصاعدي، أما نوريتش فيعد من الأندية الحديثة العهد قياساً للبقية ذلك أنه تأسس عام 1902 ولم يسبق له أن توج بلقب الدوري وفي سجله لقبان فقط على مستوى كأس رابطة المحترفين عامي 1963 و1985.
الكناري بالألماني
نوريتش سيتي وتسميته على غرار مانشستر سيتي وليستر سيتي وهكذا فهو ممثل مدينته الكروي ويلقب بالكناري ذلك أن مدينة نوريتش اشتهرت بهذه الطيور منذ القدم ولهذا اختار المسؤولون عنه اللباس الأصفر والأخضر، ويشترك نوريتش مع شيفيلد في أنهما كانا من أندية البريميرليغ في موسمه الأول وكذلك سقطا إلى الدرجة الأولى قبل ثلاثة مواسم وكانت المرة الرابعة التي يهبط في تاريخ البريميرليغ علماً أن حضوره الأول في الدرجة العليا مطلع السبعينيات, ويعود الفضل في تتويج نوريتش بلقب الدرجة الأولى إلى المدرب الألماني الشاب دانييل فاركي الذي تسلم تدريب الفريق قبل عامين فقط قادماً من دورتموند حيث درب لموسمين الفريق الثاني هناك، وقد نجح فاركي البالغ من العمر 42 عاماً بالتتويج رغم تراجع ترتيب الفريق في موسمه الأول إلى المركز 13 وهو الذي احتل المركز السابع في موسم 2016/2017، وقد أنهى نوريتش الموسم الماضي برصيد 94 نقطة عبر 27 فوزاً و13 تعادلاً و6 هزائم، وبالمجمل فقد قاد فاركي فريق الكناري في 103 مباريات (48 فوزاً و30 تعادلاً و25 هزيمة)، وسيكون فاركي الألماني الثاني في البريميرليغ بعد يورغن كلوب مدرب ليفربول وكان الألماني يان سيويرت مدرباً لهيدرسفيلد بالموسم الماضي إلا أنه هبط معه.