مشكلة انجراف وانهيار التربة في سرير الغمقة بجوار حي الطليعة بطرطوس الذي حدث الشتاء الماضي أثار الكثير من القلق لدى الأهالي القاطنين هناك خوفاً على أبنيتهم التي اقترب الانهيار من أساساتها. وتمت متابعة الموضوع من قبل الجهات المعنية بما فيهم لجنة المتابعة الوزارية ولجنة السلامة العامة في المحافظة التي تم تكليفها بتقييم الواقع وتنظيم محضر بالواقعة..
الآن الشتاء القادم على الأبواب والمشكلة لا تزال على حالها فلا آليات في الموقع ولا أعمال يتم القيام بها كي لا تتكرر تلك المشكلة مع أحاديث كثيرة عن حلول ومقترحات لا ينقصها كما قيل سوى التمويل كي يتم تنفيذها فما هي هذه الحلول وهل فعلاً يتوقف الحل على نقص التمويل؟!
رئيس مجلس مدينة طرطوس محمد الزين بين لـ«الوطن» أنه تم تكليف لجنة السلامة العامة في المدينة بتقييم الواقع وقامت بتنظيم محضرها رقم 1991 تاريخ 14/3/2019 والمنتهي إلى توصيات بحلين حل مؤقت تضمن تعريض مجرى النهر من الجهة الشمالية في موقع حي الطليعة وردم الجهة الجنوبية المتاخمة للأبنية المجاورة لنهر الغمقة بما يؤمن الحماية المؤقتة للأبنية وذلك عند انخفاض مستوى النهر ريثما يتم تنفيذ مشروع التكسية من قبل مديرية الموارد المائية، وتم وضع الموقع تحت المراقبة الدائمة والمستمرة من قبل المدينة للتدخل واتخاذ الإجراءات اللازمة في حال حصول أي طارئ. مضيفاً: وانتهى فصل الشتاء دون حصول أي أضرار أو خطورة محدقة، وتم انتظار انخفاض أو جفاف مجرى النهر للبدء بتنفيذ الحل المؤقت والسريع كتدبير احترازي ريثما يتم تأمين التمويل اللازم لتنفيذ الحل الدائم قبل حلول موسم الأمطار القادم، وقامت المدينة بالتعاون مع بعض جهات القطاع العام بتأمين كافة الآليات والورش، وذلك بالتزامن مع زيارة رئيس اللجنة الوزارية – وزير النقل للموقع ولقائه مع أهالي الحي وتم وعدهم بتأمين التمويل اللازم لتنفيذ الجزء المتاخم للحي في الحد الجنوبي للنهر وفق الدراسة المعدة من قبل مديرية الموارد المائية والمدينة مع الشارع الواقع على حد النهر الجنوبي بعرض 14 م. ط والذي يخدم المدرسة التي تنفذ من قبل مجلس محافظة طرطوس والتي يعود ريعها لأبناء الشهداء وبطول 420 م. ط، وتابع: وحالياً تم إعداد الكشف التقديري لتهذيب كامل مجرى نهر الغمقة الواقع ضمن المخطط التنظيمي والممتد من الكورنيش الشرقي وحتى جسر 8 آذار مع الطريق الموازي لمدرسة أبناء الشهداء وكانت قيمة الكشف 686 مليون ليرة سورية تقريباً. على حين إن قيمة الكشف التقديري لتهذيب مجرى النهر بطول 420 متراً من الكورنيش الشرقي وحتى مدرسة أبناء الشهداء تقدر بـ494 مليون ليرة سورية تقريباً.
وأردف قائلاً: لاحقاً لذلك وردنا كتاب رئيس اللجنة الوزارية – وزير النقل بتاريخ 3/6/2019 الموجه لمحافظ طرطوس والمتضمن من حيث النتيجة أن قدرة مجلس مدينة طرطوس هي القيام بمعالجة إسعافية فقط وبأن الحل الجذري هو تأمين التمويل اللازم. مع العلم بأن قانون التشريع المائي رقم 31 لعام 2005 تضمن في المادة 21 منه بأن يتم استثمار وصيانة المصادر المائية (ومن بينها مياه الأنهار) وفقاً لتعليمات تصدرها وزارة الموارد المائية، كما تنص المادة 51 منه على أن الولاية على الأملاك المائية العامة وصلاحية إدارتها وتمثيلها من اختصاص وزارة الموارد المائية باستثناء ما يخضع منها لولاية جهة عامة أخرى بموجب قوانين خاصة.
واقترح الزين الإسراع بتأمين التمويل اللازم والبدء بتنفيذ المشروع وإنهائه من الجهة المناط بها ذلك قبل حلول فصل الشتاء القادم لدرء أية أخطار مستقبلية وذلك حرصاً على السلامة العامة ومصلحة المواطنين والمصلحة العامة.
بدوره بين مدير الشؤون الفنية في المدينة حسان حسن أنه وخلال الاجتماع مع الوزراء في مبنى الأمانة العامة للمحافظة الثامن عشر من الشهر الماضي طلب وزير الموارد المائية حسين عرنوس أن يتم تدقيق الدراسة التي أعدتها مدينة طرطوس من قبل جهة متخصصة، مضيفاً: وبالفعل حضر مدير عام شركة الدراسات يوم الأحد 21/7 إلى المدينة مع فريق فني كامل من ضمنهم مدير مركز طرطوس واطلعوا على الدراسة وطلبوا مهلة أسبوع لتدقيقها وعادوا يوم الثلاثاء الماضي 30/7 وبينوا قبولهم الدراسة المعدة من المدينة دون أي تعديل وقاموا باعتمادها والتوقيع على المخططات الهندسية كجهة مدققة وأصبح الموضوع جاهزاً تماما للتعاقد والتنفيذ بعد تأمين التمويل اللازم الذي نأمل نحن والمواطنون ألا يتأخر.