«سفاح تكساس» تحدث عن خيبة أمل وإحباط ممزوجين بالغضب إزاء الواقع الأميركي … ترامب: إطلاق النار عمل جبان ولا مبرر لقتل الأبرياء.. وبوتين يعزي
| روسيا اليوم- وكالات
ارتفعت حصيلة ضحايا إطلاق النار في ولاية تكساس الأميركية أول أمس إلى 20 قتيلاً و26 جريحاً في حادث وصفه الرئيس دونالد ترامب بأنه عمل جبان، لا يبرر قتل الأبرياء.
وكتب ترامب على «تويتر»: «لم يكن إطلاق النار في إل باسو مأساوياً فحسب بل كان عملاً جباناً. أقف مع كل شخص في هذا البلد لإدانة عمل الكراهية الذي وقع اليوم. لا توجد أسباب أو أعذار تبرر قتل الأبرياء أبداً».
من جانبه، قال الرئيس المكسيكي مانويل لوبيز أوبرادور إن ثلاثة مكسيكيين بين القتلى وستة ضمن المصابين، معرباً عن تعازيه للشعبين المكسيكي والأميركي في هذه المأساة.
بدوره بعث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ببرقية إلى نظيره الأميركي دونالد ترامب، أعرب فيها عن تعازيه بضحايا حادثي إطلاق النار المأساويين في ولايتي تكساس وأوهايو، حسب بيان نشر على صفحة الكرملين الرسمية.
ووقع أول أمس إطلاق نار في منطقة أوريغون بمدينة دايتون في ولاية أوهايو، ونجم عن ذلك مقتل عشرة أشخاص بينهم المهاجم، وأصيب 16 آخرون. وفي اليوم نفسه، شهدت مدينة إل باسو الواقعة في ولاية تكساس الأميركية إطلاق نار داخل متجر «والمارت» أسفر عن سقوط 20 قتيلاً و26 جريحاً على الأقل حسب آخر حصيلة رسمية، وتم القبض على القاتل وهو الشاب الأميركي باتريك كروزياس البالغ 21 عاماً.
وقالت السلطات: إن الشرطة ألقت القبض على الجاني بعد عملية أمنية استغرقت 21 دقيقة وأظهر تسجيل مصور اقتياد الشرطة له مكبل اليدين.
وقال غريغ ألين قائد شرطة إل باسو: إن السلطات حصلت على بيان من الجاني يشير إلى أن «هناك رابطاً محتملاً بين جريمته وفكر كراهية».
وقبيل إقدامه على الجريمة، نشر سفاح متجر «وولمارت» بياناً عبر فيه عن كرهه للمهاجرين، الذين يرى فيهم أكبر خطر على مستقبل بلاده، وأكد أن تصرفاته تهدف لحماية الولايات المتحدة من «الغزو الأجنبي» الذي يضر بالاقتصاد والثقافة الأميركيين، وأعرب عن دعمه للهجوم المسلح على مسجدي مدينة كرايست تشيرتش بنيوزيلندا.
وأعلن كروزياس عن نيته تنفيذ الهجوم في بيان مكون من 4 صفحات نشره تحت عنوان «الحقيقة المزعجة» قبل نصف ساعة تقريباً من الهجوم، وقالت الشرطة إنه رغم علمها بصدور المنشور، لم يكن لديها متسع من الوقت لتحديد هوية الناشر وهدف الهجوم المحتمل.
ويكشف بيان كروزياس عن خيبة أمل وإحباط ممزوجين بالغضب إزاء الواقع الأميركي لدى شخص اعتنق الفكر العنصري وعقيدة تفوق العرق الأبيض.
فقد نقلت قناة «إي بي سي» عن مصادر أمنية، أن كروزياس أكد أنه كان ينوي قتل أكبر عدد ممكن من المكسيكيين، دون المساس بالأميركيين، وأضاف: «لو شرعت في قتل الأميركيين، لترك ذلك صدى أكبر بكثير من استهدافي للمكسيكيين، إلا أنني لم أفكر أبداً بالإقدام على المساس بحياة أبناء جلدتي الأميركيين».
ومن سخرية القدر، تبين أنه لم يكن في المتجر المنكوب سوى 3 مكسيكيين بين القتلى الـ20 الذين سقطوا في الهجوم.
وفي بيانه، قال كروزياس إن هجومه كان رداً على الغزو «الهسباني» في إشارة إلى المنحدرين من دول أميركا اللاتينية، الذين يعتبر تدفقهم على الولايات المتحدة سبباً رئيساً لـ«تعفن» البلاد من الداخل.
وتوصل كروزياس إلى استنتاج أنه ليس هناك من وسائل سلمية لوقف انهيار الدولة الأميركية في ظل خذلان الديمقراطيين والجمهوريين لها على مدى عقود، والذين اتهمهم بالتواطؤ أو التورط في «أكبر خيانة» للجمهور الأميركي في التاريخ.
وهاجم البيان بشكل خاص الحزب الديمقراطي باعتباره مؤيداً للهجرة والمهاجرين، لكنه لم يستثن الجمهوريين من انتقاداته. على حين حاول كروزياس الفصل بين سياسات الرئيس ترامب وهجومه، قائلاً: إن «بعض الناس ووسائل الإعلام «الكاذبة» سيلومون ترامب وخطابه حول الهجرة بعد الهجوم، «لكن الأمر ليس كذلك»، مشدداً على أن فكرته «لم تتغير منذ عدة سنوات»، وأن آراءه حول الهجرة ومواضيع أخرى تسبق ترامب وتوليه الرئاسة.
لكن أميركيين كثيرين يلمسون صلة مباشرة بين خطاب ترامب وجرائم الكراهية ضد المهاجرين، حيث ذكّر رواد على شبكات التواصل بأن ترامب هو الذي اعتاد الحديث عن «غزو» يزحف على الولايات المتحدة من وراء الحدود المكسيكية.
كما أعادت مجزرة إل باسو إلى الواجهة مجدداً قضية انتشار السلاح في أيدي الأميركيين والمخاطر الناجمة عن ذلك، حيث خرجت في واشنطن فور وقوع الهجوم مظاهرات حاشدة تطالب السلطة بالتحرك العاجل من أجل وضع حد للجرائم باستخدام الأسلحة النارية في البلاد.