بكين تعلق شراء منتجات أميركا الزراعية وانخفاض «اليوان» يربك سوق العملات والبورصات تنهار

ردت الصين على طريقتها، وبالشكل الذي تفهمه إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب جيداً، على الحرب التجارية التي قررت واشنطن خوضها ضدها، وقررت «إيلام» ترامب من اليد التي صوتت له في انتخاباته والتي ينتظر تصويتها في الانتخابات القادمة، معلنة تعليق شراء المنتجات الزراعية الأميركية.
الرد الصيني «المؤلم» و«المدروس» بعناية وذكاء شديدين، كان أنتج سابقاً تراجعاً أميركياً عن العقوبات التكنولوجية ضد شركة «هواوي»، ومن المتوقع أن ينتج الرد الأخير تراجعاً أميركياً جديداً على اعتبار أن ناخبي ترامب الأساسيين، يتمركزون في الأرياف وليس في المدن الأميركية الكبرى.
وكالة «شينخوا» الرسمية الصينية، أفادت أمس بأن بكين علقت شراء المنتجات الزراعية الأميركية، ولم تستبعد إمكانية رفع التعريفات الجمركية المفروضة على تلك البضائع المشتراة بعد الـ3 من آب الحالي.
وجاء في بيان رسمي نشرته الوكالة، إن هذه الخطوة تأتي رداً على قرار واشنطن فرض رسوم إضافية بنسبة 10 بالمئة، على سلع صينية بقيمة 300 مليار دولار، اعتباراً من أول أيلول المقبل.
رد بكين على حرب أميركا التجارية ضدها، كان سبقه رد من نوع آخر، حمل عنوان «حرب العملات»، أثمرت انخفاضاً في اليوان الصيني أمس إلى أقل مستوى في 11 عاماً، وتخطت العملة الصينية بشكل مفاجئ حاجز السبعة يوان للدولار، وهو مستوى يعتبره بعض المتعاملين في السوق مستوى الحاجز النفسي.
ورغم أن بكين قالت: إن اليوان ينخفض بناء على عوامل السوق العرض والطلب، فقد اعتبر بعض المحللين أنه رد على إعلان ترامب الأخير، على اعتبار أن تخفيض اليوان سيربك سوق العملات، وهو ما حصل مباشرة، حيث دفعت خسائر اليوان، العديد من عملات المنطقة للهبوط، وفقد الدولار الأسترالي 35 بالألف متراجعا إلى 0.6773 دولار أميركي، مقترباً من أقل مستوى في سبعة أشهر عند 0.6748 دولار أميركي.
وتراجع الدولار أمام عملات الملاذ الأمن التقليدية، حيث دفع تنامي القلق إزاء الحرب التجارية المستثمرين للجوء للأصول، حيث ارتفع الين الياباني لأعلى مستوى في 7 أشهر مقابل الدولار.
الخطوة الصينية أثارت غضب الرئيس الأميركي، الذي وصف ما جرى بأنه «انتهاك كبير»، وكتب ترامب في تغريدة على «تويتر»: «خفضت الصين سعر عملتها إلى مستوى تاريخي متدن تقريباً، هذا يسمى «تلاعباً بالعملة»، هل تسمعونني يا مجلس الاحتياطي الاتحادي؟ هذا انتهاك كبير سيضعف الصين بصورة كبيرة بمرور الوقت»!
من جهتها رفضت الصين الاتهامات بالتلاعب بعملتها، وقال محافظ بنك الشعب الصيني يي قانغ: إن بكين لن تستغل عملتها كأداة للتعامل مع اضطرابات خارجية مثل النزاعات التجارية.
وأضاف: إن سعر صرف اليوان عند مستوى مناسب حالياً يتماشى مع العوامل الاقتصادية الأساسية والعرض والطلب في السوق.
وأثارت التطورات الأخيرة في الحرب التجارية اضطرابات كبيرة في أسواق المال العالمية، وسجلت بورصة نيويورك هبوط 800 نقطة، الأمر الذي وصف باليوم الأسوأ في 2019 بالنسبة للبورصات.