لافروف: أبلغنا أنقرة باستمرار العمليات العسكرية وجنودنا موجودون على الأرض … الجيش يسيطر بالنار على «خان شيخون» وإرهابيو أنقرة يحتمون بنقطة مراقبتها
| سيلفا رزوق - خالد زنكلو
أمام الضربات النارية المركزة، والعمليات العسكرية الناجحة لوحدات الجيش العربي السوري، هرولت الجماعات الإرهابية في خان شيخون، بعيداً عن تحصيناتها المزعومة، بعد إخفاق الراعي التركي في إنقاذها، وتخليه السريع وعلى الطريقة الأميركية عن كامل أدواته، التي يبدو أنها كانت تعول على كثير من الدعم التركي، والغربي، والذي تعودت عليه لسنوات مضت.
الانهيار السريع لإرهابيي خان شيخون وجوارها، يبدو أنه سيشكل عامل «تسريع» في المحاولات التي يخوضها أهالي معرة النعمان وسراقب للمصالحة مع الدولة، خصوصاً مع التأكيدات الواردة من هناك، عن انقلاب المزاج الشعبي، في وجه الإرهابيين وداعمهم التركي.
الجيش العربي السوري استكمل سيطرته النارية بشكل كامل أمس على مدينة خان شيخون في ريف إدلب الجنوبي، التي تسللت «جبهة النصرة» وميليشيا «جبش العزة» من طرقاتها الترابية وبساتينها من آخر أحيائها الشمالية الشرقية، قبل أن يمد الجيش نفوذه إلى جزء من الطريق الدولي الذي يصلها بحماة وحلب.
وأكد مصدر ميداني لـ«الوطن»، أن بسط الجيش السوري سيطرته كاملة على خان شيخون ومحاصرة مدن اللطامنة وكفر زيتا ومورك وبلدات لطمين ولحايا ومعركبة في ريف حماة الشمالي، والتي هربت الميليشيات المسلحة منها باتجاه ريف إدلب الجنوبي شمال مدينة معرة النعمان.
وأوضحت مصادر معارضة مقربة من «الجبهة الوطنية للتحرير»، التي شكلتها تركيا لـ«الوطن» أن بعض فلول الميليشيات التابعة للنظام التركي، التجأت إلى نقطة المراقبة التركية في تل الصوان بمورك، واحتمت فيها بعد فرض الجيش حصاره على آخر جيب لها شمال حماة.
وأشارت إلى أن أنقرة تفاوض موسكو على سحب نقطة مراقبة مورك، لإنشاء نقطة أو نقطتي مراقبة بديلتين شمال خان شيخون، دون أن تتسرب أي معلومات عن نتائج المفاوضات، لكنها رجحت رفض الاقتراح التركي من موسكو ودمشق.
وبينت المصادر أن الرتل العسكري التركي، الذي أرغمه الجيش السوري أول من أمس على التوقف في أطراف معرة النعمان الشمالية، من دون الوصول إلى خان شيخون، ما زال منتشراً على الطريق الدولي حلب حماة في المنطقة التي تصل بلدتي معر حطاط وبسيدا شمال خان شيخون، في مسعى لمنع الجيش السوري من استكمال تطهير المنطقة، وصولا إلى معرة النعمان وسراقب الواقعتين على الطريق ذاته، والذي يستهدف الجيش إعادة افتتاحه لوصل حلب بحماة، كما كان مقرراً بموجب اتفاق «سوتشي».
وحملت المصادر، نقلاً عن قادة ميليشيات في «الوطنية للتحرير» و«جيش العزة»، النظام التركي مسؤولية انهزامها بطريقة دراماتيكية، وخلال فترة وجيزة من أهم معاقلها شمال حماة وجنوب إدلب، بسبب وعود أنقرة الخلبية بأنها لن تتخلى عنهم، وستتدخل عسكرياً، عبر نقاط مراقبتها للحؤول دون سقوط معاقلهم.
روسيا بالمقابل حملت تركيا المسؤولية عن مواصلة هؤلاء الإرهابيين اعتداءاتهم، وقال وزير خارجيتها سيرغي لافروف في مؤتمر صحفي أمس: إن «الجيش التركي أنشأ عدداً من نقاط المراقبة في إدلب، وكانت هناك آمال معقودة على أن وجود العسكريين الأتراك هناك سيحول دون شن الإرهابيين هجمات، لكن ذلك لم يحدث».
وشدد لافروف على أن الجهود من أجل التصدي لاعتداءات مسلحي تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي، والقضاء على الإرهابيين في إدلب ستتواصل، وأن النظام التركي تم إبلاغه بذلك.
وأشار لافروف إلى أن روسيا تراقب مستجدات الوضع في إدلب عن كثب، مضيفاً إن العسكريين الروس موجودون «على الأرض» هناك، وأنهم على تواصل مستمر مع نظرائهم الأتراك ويبحثون معهم التطورات الأخيرة.
على صعيد مواز، وصف عضو مجلس الشعب عن محافظة إدلب صفوان قربي أن ما يجري في الميدان شمالاً يمكن وصفه بأنه إعادة قراءة بالنار، وبمنطق القوة الذي يفهمه الطرف الآخر، والوقت الذي استهلكه التركي بالمماطلة يتم حرقه الآن، كاشفاً عن مصالحات يتم الاشتغال عليها في معرة النعمان وأيضاً في مدينة سراقب.
وفي تصريح خاص لـ«الوطن»، لفت قربي إلى أن العملية التي يخوضها الجيش، تعتبر من أنجح العمليات العسكرية على مدى العامين الماضيين، وخروج مدن خان شيخون واللطامنة وكفر زيتا، والتي كانت تسمى مثلث الموت، من المعادلة العسكرية وبهذه المدة القصيرة، كان على غاية الأهمية، كما أن الجديد في هذه العملية هو العامل العسكري الليلي، والذي شكل إجراء مهماً جداً، أربك حسابات الإرهابيين، وألغى «التاو» و«الكورنيت»، وأخرجها خارج المعادلة.