قبل وبعد كل أزمة ثمة أزمة قيد الانتظار.
المسألة ليست وليد اليوم، وعلى مدى التاريخ كنا في بحر الأزمات نصارعها وغالباً ما يكون الأمر سجالاً، لكن في العقود الأخيرة أصبحت الأعاصير أكثر قوة في بحر أزماتنا، ومن الواضح أننا الآن في خضم أعاصير جديدة.
هل أخفق ربيع 2010 وجاء الآن شتاء 2020؟
في منطقتنا عفريت وهذا العفريت لديه موعد مع إعلان «يهودية الدولة»!!
وما يجري في كثير من الأحيان أن العملية تحتاج إلى تحضير كل الجوار وجوار الجوار لتكون يهودية الدولة أمراً سهلاً وبلا ثمن.
عنوانان يطغيان على المشهد؟!
لدى الآخر مشروع وهذا المشروع لأسباب كثيرة ضار ومؤذٍ وجودياً لنا.
والعنوان الثاني أننا بلا مشروع.. وأن كل منا لديه مشروعه «الصغير» الذي في غالب الأحيان يتقاطع سلباً مع مشاريع المجموعة بحيث تكون محصلة القوى سالبة!
هذا هو المضمون الرئيسي للب المشكلة.. أن للآخر خطة في حين نحن بلا خطة.
أو على الأغلب خطتنا كيف نتفادى اللكمات المتلاحقة!
هذه المنطقة لم تلتق على مشروع واحد إلا في تواريخ قصيرة ولم يكن من الممكن أن تجمع هذه المصالح المتناثرة على قلب واحد!
لكن هذا هو الواقع، وهذا هو التاريخ وليس من الحكمة إلا التعامل معه من داخله.
عندما تفشل خطة «للآخرين» فإنهم يجربون الخطة البديلة وعلى ما يتبدى لنا أن كل الخطط تحصل على قطعة من النجاح ثم يأتي ما بعدها ليكمل هذا النجاح.
الجميل في الموضوع أن الأمور أصبحت أكثر وضوحاً، وما كنا نتحدث عنه على أنه «غرف سوداء» أصبح يصدر عن البيت الأبيض!
بمعنى لم تعد «مؤامرة» أصبحت خطة ومن الغباء إنكار أن هذه الخطة تتبدل حسب الظروف والوقائع وهي من المرونة لدرجة استخدام أي أسلوب حتى القذر منها.
لكن يبقى السؤال الصعب أين خطتنا؟!
«نا» الجماعة التي استخدمتها هنا تشكل مشكلة جديدة فهي غير متوافرة.. وكل دولة تكاد وحدها تشكل ضميراً منفصلاً يلعب بين «الكبار» وليس معهم!
لاشك أننا أمام مرحلة ملتهبة بالفوضى ومليئة بالأخطار ولا شيء يساعد على تغيير المصائر إلا الاستعداد لها.
في سورية استطعنا أن ننجز الكثير في إفشال ما دبّر لنا في ليل ونهار، لكن لسنا جزيرة معزولة ونحتاج إلى مشروع وطني يمتن أولاً البيت الداخلي.. ثم لدينا مسؤولية تاريخية طالما تصدت لها سورية بأن تكون حارسة الأمل وقائدة المستقبل.
شتاء 2020.. هو شوارع تخرج تحت عناوين بلا طائفية.. لكن هذه الشوارع ما تلبث تتحول إلى شوارع طائفية.. والشرارات موجودة والبنزين موجود والشوارع جاهزة.
مسؤوليتنا أننا أبقينا على الشرارات ووفرنا البنزين ولم نهتم بأمر الشوارع ومن فيها.
أقوال:
– قد يكون الحظ صدفة… إلا أن النجاح رسالة.
أُفضّل الحقيقةَّ المضرة على الخطأ المفيد، فالحقيقة تشفي الأذى الذي تسببت به.
– جوهر المرء في ثلاث: كتمان الفقر حتى يظن الناس من عفتك أنك غني وكتمان الغضب حتى يظن الناس أنك راضٍ وكتمان الشدة حتى يظن الناس أنك متنعم.
– سيحتاج الناس إلى كثير من الوقت والأزمات لتقوية عضلاتهم النفسية.