بين زخات المطر تدندن فيروز
على وجه فنجان قهوة دمشقي ترسم فيروز
في حالات العشق تغني فيروز
وفي سكنات الفراق تبكي فيروز
على أرصفة التائهين تجلس فيروز
وبين استراحة المقاومين تشتعل فيروز
وفي 21 تشرين الثاني من كل عام تصمت فيروز لينشد كل مبتل عاشق مفارق تائه ومقاوم تراتيل الغرام بميلاد سيدة الكون نهاد وديع حداد.
ترويض الإبداع
اليوم تكمل السيدة فيروز ٨٤ عاماً قضت جلها في ترويض الإبداع وتسكينه بكلمات أصبحت قانوناً شرعياً لكل صباح ومساء، فلم تغن فيروز كيفما اتفق ولم تشدُ بكلمات كيفما كانت، إذ قدمت مئات الأغاني التي وصفها النقاد بأنها أحدثت ثورة في الموسيقا العربية واتسمت ببساطة التعبير وقصر المدة على عكس الأغاني العربية السائدة في فترات زمنية متفاوتة، إضافة إلى تنوع المواضيع، إذ غنت فيروز للأطفال، والوطن والأم والقضية الفلسطينية إلى جانب أغاني الحب.
قيثارة السماء
تعددت الألقاب التي أطلقت عليها منها: «قيثارة السماء» و«سفيرة العرب» و«ياسمينة الشام» و«ملكة الصباح» و«جارة القمر» و«سفيرة النجوم» و«صوت الملائكة».
والنقاد يعتبرون أن بداية انطلاقتها الحقيقية في العام 1952 عندما بدأت الغناء لعاصي الرحباني، وبدأت شهرتها في العالم العربي منذ ذلك الوقت. وكانت أغلب أغانيها آنذاك للأخوين رحباني عاصي ومنصور. وفي 1955 تزوجت من عاصي الرحباني، وأنجبت منه زياد وهالي وليال وريما.
صوت تخطى الحدود
بصوتها العذب استطاعت الوصول إلى مختلف البلدان وغنت لحبيبتها الشام ومصر وبغداد وعمان وفلسطين وهو ما قد يفسر المكانة التي تتمتع فيروز بها ليس في قلوب اللبنانيين فحسب، بل في قلوب جمهورها الممتد في مختلف أنحاء العالم.
كما قدمت عدداً كبيراً من أغانيها ضمن مسرحيات من تأليف وتلحين الأخوين رحباني وصل عددها إلى خمس عشرة مسرحية تنوعت مواضيعها لتشمل المقاومة والبطولة والحب، وكان من أشهرها (بياع الخواتم، وميس الريم، وأيام فخر الدين، وهالة والملك)، وكان آخر ظهورٍ لفيروز على المسرح في كانون الأول عام 2011 في مسرحية «صح النوم».
غنت الأغاني الشعبية، والموشحات، والقصائد، وأغاني مقتبسة من اللحن الغربي، ولحن لها كبار الملحنين في عصرها، من أهمهم: سيد درويش، والأخوان رحباني، ومحمد عبد الوهاب، وفيلمون وهبة.
ملكة الصباح
أسلوبها وصوتها ومفرداتها جعلت من أغانيها أشبه بصلاة مفروضة في إذاعات أنحاء العالم العربي كافة وفقرة رئيسية لا يُستساغ صباح أو مساء من دونها، وأطلق عليها لقب «ملكة الصباح» ووصل رصيدها من الأغاني إلى أكثر من 800 أغنية.
وهذا كله جعل فيروز تغني وتستند إلى شعراء قدامى ومحدثين من قصائد الأخطل الصغير وجرير وعنترة بن شداد وأبي نواس، إلى إيليا أبو ماضي وجبران خليل جبران ونزار قباني.
الجوائز
حصدت فيروز العديد من الجوائز والأوسمة منها وسام الاستحقاق اللبناني من الرئيس «كميل شمعون» عام 1957 وهو أعلى وسام في الدولة، ووسام الأرز عام 1962، ووسام الاستحقاق اللبناني، كما حصلت علي ميدالية الكرامة عام 1963 من الملك حسين، ووسام النهضة الأردني من الدرجة الأولى.
وفي عام 1988، حصلت فيروز على وسام جوقة الشرف الوطني الفرنسي ووسام الثقافة الرفيعة من تونس، وجائزة القدس من فلسطين عام 1997م، وفي عام 1975م تم إصدار طوابع بريدية تذكارية عليها صورتها تكريماً لها، كما تم منحها الدكتوراه الفخرية من الجامعة الأميركية ببيروت لتصبح أول مطربة تحصل على هذا اللقب.
ورشحها الرئيس الفرنسي الراحل فرانسوا ميتيران لنيل وسام الجمهورية الفرنسية للثقافة والفنون، وهو أرفع وسام ثقافي في فرنسا، كما نالت العديد من الأوسمة العالمية في الكثير من الدول الأخرى.
آخر ألبوماتها
وكان آخر ألبوماتها بعنوان «ببالي»، رقم 99 في مسيرتها الفنية الطويلة، الذي تعرض لتعليقات وآراء متباينة، فبينما عبر البعض عن خيبة أمله بقي الكثيرون على ولائهم وحبهم لأداء المطربة التي عرف جمهورها بالتنوع على المستويات كافة، العمرية والثقافية والاجتماعية والجغرافية.
ويتضمن الألبوم الجديد عشر أغنيات، كانت قد طرحت ثلاثاً منها في بداية الصيف في إطار الترويج للألبوم.
حيث ترجمت ريما الرحباني كلمات الأغاني عن أغنيات أوروبية كان معظمها شائعاً في ستينيات القرن الماضي. وجاء الألبوم بعد ترقب طويل لعشاق فيروز استمر سبع سنوات، حيث لم تقدم جديداً منذ عام 2010. من خلال ألبوم «إيه في أمل».
وهذا ما جعل بعض معجبي فيروز، يرفضونه وهو أن تغيب سبع سنوات وتعود بأغنيات ليست لها. وقد أخذت معظم أغاني الألبوم من أغان عالمية مثل «قبلني كثيراً» أو «بيسامي موتشو» التي كانت أول من غنتها كونسويلو فيلازكيز و«تخيل» التي غناها جون لينون.