المشهد الأخير للدوري الممتاز قبل التوقف القسري … الكبار يبحثون عن المزيد والمفاجآت تحتاج عزماً من حديد
| ناصر النجار
جاءت نتائج مباريات الأسبوع الماضي (السابع) من ذهاب الدوري الممتاز منطقية استناداً إلى مكامن القوة والضعف في الفرق المتبارية، وخلت هذه المباريات من المفاجآت قولاً واحداً.
فتشرين الذي فاز على الطليعة هو الأفضل بشكل عام وإن كانت المباراة لم تعكس هذه الأفضلية لكنه فاز وهذا الأمر بعيد عن الرأي بوجوب ركلة جزاء يستحقها الطليعة.
أما حطين فخسارته كانت طبيعية لسببين، أولهما: أنه لم يكن في أفضل أيامه وبدا لاعبوه وكأنهم أشباح في الملعب، وثانيهما: أن منافسه الوحدة ليس من الفرق الطريّة وكان سيد الميدان.
الأهداف الأربعة التي سجلها الاتحاد وكذلك النواعير بمرميي الفتوة والساحل، جاءت على حساب هشاشة الدفاع في الفريقين الخاسرين، فكانت الغلة كبيرة والفوز منطقياً قياساً على مواقع الفرق الأربعة على سلم الترتيب.
فوز الجيش على الشرطة جاء بضربة حظ، والكرامة فاز على حساب تواضع جبلة، والوثبة أفضل من الجزيرة بمراحل كثيرة. وكما نلاحظ لم تنته أي مباراة من المباريات السبع إلى التعادل، وأخفقت ستة فرق بالتسجيل! ما يدل على حالة اللاتوازن بالدوري الذي يسير مع الفريق الغني على حساب تعاسة الفرق التي لا حول لها ولا قوة.
والأسبوع والثامن الذي سينطلق اليوم ظهراً، سيبنى على ما انتهت إليه مباريات الأسبوع من حيث القوة والضعف والحالة العامة، رغم أننا سنجد ملامح منافسة جادة في بعض المباريات، فعلى صعيد الكبار سيجد تشرين حرجاً بلقاء الشرطة، وكذلك الاتحاد بلقاء النواعير وحطين عندما يستقبل الكرامة والوحدة أمام مباراة صعبة بمواجهة الطليعة في حماة، وهنا ننتظر من الفرق الكبرى ونقصد هنا الاتحاد وحطين وتشرين والوحدة أن تحسم هذه المواقع لتثبت أنها الأفضل، ولتثبت أنها فرق أعمال وليست فرق مال فقط.
أما مباراة الوثبة مع الجيش فهي مباراة توازن، لأنها بالأصل متكافئة، ولأن الفريقين لم يسرفا بالمال كما أسرف غيرهما على الاحتراف الهش والضعيف.
وعلينا أن ننظر إلى مباراتي المواقع المتأخرة نظرة موضوعية، لأن النقاط هنا مضاعفة، فهل يتمكن من يمتلك الأرض والجمهور أن تسعفه هاتان الميزتان فيعالج جراحه على حساب نزيف الضيفين، ربما حدث ذلك، وربما كانت النهاية غير سارة للجميع وأقصد هنا التعادل.
مشهد الدوري في الأسبوع الثامن مشهد إثبات الوجود للصغير والكبير قبل الاستراحة الاضطرارية كرمى منتخبنا الأولمبي الذي يستعد للنهائيات الآسيوية، وإليكم التفاصيل.
عامل المباغتة
ليس من الضرورة بمكان أن تكون زيارة متصدر الدوري تشرين إلى دمشق لمواجهة الشرطة ناجحة وإن كانت منطقية كرة القدم تصب في مصلحة تشرين الذي يملك كل عوامل الفوز، من روح معنوية عالية، وإصرار على المنافسة، فضلاً عن أوراق رابحة في كل المراكز وهجوم فعال قادر على اختراق أصلب دفاع.
هذه المباراة لا تتوقف عند تشرين، إنما تتوقف عند الأسلوب الذي سيواجه به الشرطة ضيفه ومدى تطبيق اللاعبين لتعليمات المدرب الحرفية، الشرطة قادر على إيقاف هجوم تشرين بدفاع قوي منظم، لكن هل سيكون قادراً على هز شباك ضيفه؟
تلك المسألة تتطلب تركيزاً عالياً في المباراة دون أخطاء أو هفوات، وبالذكاء يمكن التغلب على الضيف إن أحسن تعطيل مفاتيح لعبه.
كل الطرق تقود إلى فوز البحارة والشرطة قادر على المباغتة.
بدورة الانتصار تعادل الفريقان سلباً، وفي ذهاب الموسم الماضي فاز تشرين بهدف المرمور، وتعادلا إياباً بهدف محمد العقاد مقابل هدف خالد عكلة.
مطالب كثيرة
الحوت على أرضه مطالب بالصدارة وهو أعد لها العدة المناسبة، لذلك من غير الطبيعي أن يفرط بالنقاط وهو متهيئ للبطولة، في لقاء الكرامة هو أمام مهمتين، أولاهما: استعادة بريقه وتعويض أدائه الباهت قبل خسارته، وثانيتهما الثأر من الكرامة الذي فاز عليه في آخر مواجهتين، فخسر حطين ودياً بحمص بهدف لهدفين سجل له حسين جويد من جزاء وسجل للكرامة أحمد العمير وعماد الحموي، كما خسر في إياب الموسم الماضي بثلاثية سجلها زيد غرير ونصوح نكدلي وأحمد العمير، والفوز الوحيد للحوت كان ذهاباً بهدف عمر الترك.
المقارنة بين اليوم والموسم الماضي تبدو ظالمة، فالكرامة رغم أنه استعاد هيبته بفوزين متتاليين فهذا لا يعني أنه بخير، وحطين رغم خسارته أمام الوحدة فهذا لا يعني أنه مريض، لكن من حق الضيف أن يتابع انطلاقته ويبحث عن مفاجأة مدوية فينزل الخسارة الأولى بالحوت على أرضه.
كل شيء بكرة القدم ممكن، لأنها لا تعترف بالكثير من الأحوال بالمنطق والتوازنات والغني والفقير.
الكفاءة والخبرة
يحلم أبناء الاتحاد بالصدارة وهم يرون أنهم قادمون لها، ويرون بمدربهم التونسي المنقذ من أهوال كرة القدم، ويتمنون بالوقت ذاته أن تستجيب كرة القدم لدعائهم فيتعثر تشرين وحطين.
وهذه الأمنيات كلها قابلة للتحقيق، لكن ما موقف النواعير الضيف؟ وهل مهمته أن يكون جسراً تعبر عليه أحلامهم الحمراء؟
أخبار الموسم الماضي كانت اتحادية الشكل والمضمون ففاز الاتحاد بحلب بهدفي عمار شعبان من جزاء ومحمد الأحمد وأكد فوزه بالإياب بجزاء أخرى لعمار شعبان.
حالة التفوق هذه تفرض على الاتحاد التمسك بها وهو قادر على ذلك، لكنه سيصطدم أمام فريق منتش بإنجازات عديدة منها تعادله مع تشرين وفوزه على الجيش ومركزه المتقدم على سلم الدوري الذي يدخله المباراة شريكاً ومنافساً لا ضيف شرف.
بالمنطق من المفترض أن نجد الحلول عند التونسي وافرة لتحقيق الفوز ومن غير المنطق ألا يجد النواعير بنفسه الكفاءة فيحقق إحدى مفاجآت الدوري.
فرصة من ذهب
الوثبة أمام امتحان جديد بمواجهة الزعيم، وسبق له أن تجاوز مباريات أصعب بنجاح أمام الاتحاد وتشرين والوحدة، وإذا أراد الاستمرار بين الكبار وصولاً إلى هدفه الأغلى (بطولة الدوري) فعليه أن يتجاوز الجيش.
المباراة بكل تفاصيلها ستكون مثيرة ومتكافئة بين الفريقين مع أفضلية نسبية سيحوز عليها صاحب الضيافة لدعم جمهوره.
بالفريقين هناك أوراق رابحة لابد من الحذر منها، وتضييق الخناق على الواكد لا يمنع شباك الوثبة من الصمود، وكذلك حال الجيش فهناك أكثر من لاعب قادر على المباغتة والتسجيل من أي زاوية من زوايا الملعب.
أرى المباراة متعادلة، وفوز أحدهما ليس بغريب، الوثبة مطالب بالثأر من الجيش الذي فاز بكأس السوبر 2/صفر، وفاز إياباً بهدف باسل مصطفى بينما تعادلا بالذهاب 2/2 فسجل للجيش عز الدين عوض ومحمد الواكد وللوثبة أنس بوطة من جزاء وعلي غصن.
فوز آخر
في حماة سيجتهد الوحدة لتحقيق فوز جديد يدنيه من كبار القائمة علّه يدخل المنافسات التي ضاعت منه أول الدوري، وما قدمه البرتقالي في مباراة حطين يدل على علو كعبه وتجاوزه عثرات البداية التي أضاعت عليه الكثير من النقاط.
والطليعة صاحب الضيافة يدرك حجم أهداف ضيفه ويعرف ما ينتظره من مهام صعبة في مواجهة لا تعرف السكون في أي لحظة من دقائقها.
وهو بالوقت ذاته ما زال في موقف حرج أمام جمهوره الغاضب من نتائج لا تليق بإعصار العاصي ويريدها انتفاضة قبل أن يدخل الفريق في العناية المشددة فلم يعد هناك متسع من الوقت لهدر المزيد من النقاط.
من المنطقي أن يفاجئ الطليعة ضيفه ولو بالتعادل، ومن الطبيعي أن يفوز الوحدة، والفريقان تبادلا الفوز في الموسم الماضي بهدف.
ففاز الوحدة بهدف قصي حبيب والطليعة بهدف مروان صلال.
نار المؤخرة
تشتعل النار في المؤخرة بلقاءين صعبين لأربعة فرق لم يحالفها التوفيق في المباريات الأخيرة وهي تحتل المواقع الأخيرة بالدوري، مواجهتان صعبتان لأن كل فريق يظهر أنه قادر على الفوز باعتبار الطرف الآخر ضعيفاً، ولأن النقاط بالمحصلة العامة مضاعفة، ولأن الفرق تتوق إلى فوز يرفع من روحها المعنوية التي بلغت الحضيض.
التركيز سيكون على الأرض والجمهور، وقد يكونان نعمة على صاحبي الضيافة جبلة والساحل، وقد يكونان نقمة.
مواجهة جبلة ستكون مع الفتوة، والساحل سيستضيف الجزيرة، والتوقع للمباراتين ضرب من المستحيل.
نذكر آخر لقاءات الفرق، ففي موسم 2016- 2017 تعادل جبلة مع الفتوة بالفيحاء بهدف سليمان سليمان وأدرك جمال درويش التعادل لجبلة، وفاز الفتوة على جبلة بثلاثية سجل منها سليمان سليمان هدفين أحدهما من جزاء وسجل إبراهيم سواس الهدف الثالث.
أما الساحل والجزيرة فتقابلا في الدوري التصنيفي موسم 2016- 2017 وتعادلا مرتين بلا أهداف.
أخيراً جميع المباريات ستجري بتمام الساعة الثانية ظهراً باســتثناء مباراة حطيــن والكرامــة فستجري في السادسة مساء.