ارتفاع عدد قتلى المحتجين في بغداد إلى 23 … الرئيس العراقي يؤكد على تجريم العنف ضد المتظاهرين السلميين
| الميادين – روسيا اليوم – أ ف ب - رويترز – سانا – سبوتنيك
أكد الرئيس العراقي برهم صالح ضرورة تجريم كل رد فعل مسلح وعنيف ضد المتظاهرين السلميين المطالبين بإصلاحات.
وقال بيان صادر عن مكتب الرئيس: إن «صالح يتابع باهتمام شديد مع الجهات الحكومية المختصة ما حصل من اعتداء إجرامي مسلح قامت به عصابات مجرمة وخارجون على القانون ذهب ضحيته عدد من الشهداء والجرحى في الاحتجاج الشعبي».
وشدد البيان على «الحق المشروع لأي مواطن بالاحتجاج والتظاهر السلميين» مؤكداً أن «مسؤولية أجهزة الدولة الأمنية إضافة إلى حماية المتظاهرين السلميين والممتلكات العامة والخاصة والحفاظ على أرواح العراقيين هي ملاحقة المجرمين الخارجين على القانون والقبض عليهم وإحالتهم إلى القضاء العادل لينالوا العقاب الرادع الذي يستحقونه».
هذا وقالت الشرطة ومصادر طبية: إن عدد قتلى هجوم نفذه مسلحون ليل الجمعة السبت على مكان الاعتصام الرئيسي في بغداد ارتفع إلى 23 قتيلاً على حين يعد هذا أدمى حادث تشهده العاصمة العراقية منذ أسابيع.
وقالت الشرطة والمصادر الطبية: إن 127 شخصاً آخرين أصيبوا بالرصاص وأعمال الطعن خلال الهجوم الذي استهدف المحتجين المناوئين للحكومة قرب ساحة التحرير.
ومن بين القتلى ثلاثة من رجال الشرطة.
وأعقبت الهجوم عمليات تخويف أخرى في وقت مبكر من صباح السبت عندما مر مسلحون مجهولون في قافلة من السيارات في الشارع الرئيس المطل على النهر والمؤدي إلى ساحة التحرير وأطلقوا النار باتجاه الساحة.
في هذه الأثناء أفادت قناة «الميادين» باتفاق أمني أعقب اجتماعات بين قيادة عمليات بغداد والمعاون لسرايا السلام وقادة من التيار الصدري، وذلك على خلفية أحداث السنك والخلاني، ويشمل الاتفاق إعادة انتشار الجيش في المنطقة، وتولي مسؤولية حماية المتظاهرين، فيما تتولى اللجان الأمنية لأصحاب القبعات الزرقاء، التابعين لسرايا السلام، حماية ساحات التظاهر من المندسين، ومنع أي احتكاك مع القوات الأمنية.
كذلك، يتضمن الاتفاق التعاون على حظر دخول أي سلاح إلى ساحات التظاهرات.
من جهته، دعا مكتب زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، لتظاهرة حاشدة في مدينة النجف، رداً على استهداف مقره في المدينة بطائرة مُسيرة.
وقال مصدر في مكتب الصدر، أمس: إن «التيار الصدري يحشد أنصاره لتظاهرة مليونية في النجف»، مؤكداً «تعرّض مقر السيد الصدر لقصف بطائرة مُسيرة»، كما نقلت وكالة «سبوتنيك».
وأعلن المقرب من الصدر، صالح محمد العراقي، في بيان: «بعد أن وجدنا المصلحة بنشر الخبر أقول: تعرضت الحنانة إلى قصف من طائرة مسيرة، وذلك رداً على الأوامر التي صدرت من الصدر للقبعات الزرقاء بحماية الثوار ليلة البارحة في بغداد والنجف».
وأفادت قناة الميادين بسقوط عدد كبير من الشهداء والجرحى جرّاء إطلاق نار كثيف من قبل مسلحين مجهولين في ساحة الخلاني وقرب جسر السنك.
وشهدت العاصمة بغداد تظاهرات سلمية منددة بالتدخلات الأميركية الإسرائيلية في الشؤون العراقية. المشاركون رفعوا شعارات رافضة لأعمال التخريب كما أحرقوا العلمين الإسرائيلي والأميركي، ورفعوا لافتات ورددوا هتافات داعمة للمرجع الديني علي السيستاني.
هذا وأكد عضو لجنة الاقتصاد والاستثمار النيابية رياض التميمي أن العراق خرج من حرب أهلية حقيقية بحكمة العشائر وخطابات المرجعية، مشدداً على أن الإساءة إلى الحشد الشعبي تعني الإساءة إلى سيادة العراق.
بدوره أكد الأمين العام لحركة بابليون النيابية العراقية ريان الكلداني، عبر قناة الميادين، أن ما حدث في الأيام الأخيرة للتظاهرات من اضطراب أمني ووقوع شهداء «جعلنا نشك بوجود أطراف تحاول زرع الفتنة بين القوات المسلحة العراقية والمتظاهرين».
وأضاف الكلداني: إن حركة بابليون أيّدت مطالب المتظاهرين منذ الأيام الأولى، لكن «حين تنحرف التظاهرات إلى قتل وحرق وضرب مقرات الحشد الشعبي يجب أن نتوقف هنا ولن نجامل أحداً على حساب دمائنا».
وفي السياق، قال مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط ديفيد شينكر: إن الولايات المتحدة فرضت عقوبات على شخصيات عراقية موالية لإيران أبرزها الأمين العام لحركة عصائب أهل الحق قيس الخزعلي وشقيقه ليث الخزعلي، وزعم شينكر أن هذه العقوبات تساعد الحكومة العراقية على تقوية مؤسساتها الدستورية، مشيراً إلى أن مسار العقوبات متواصل وسيستهدف مسؤولين آخرين، ولفت شينكر إلى أن سياسة الضغط القصوى ضدّ إيران «تؤتي ثمارها».