مع مواصلة قوات الاحتلال التركي ومرتزقتها من التنظيمات الإرهابية عدوانها على قرى ريفي الحسكة والرقة، ومضيها في عملية التغيير الديمغرافي في المناطق التي احتلتها، أبدى رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان مزيدا من أطماعه الاستعمارية في سورية وعدم وجود نية لديه للانسحاب من الأراضي التي يحتلها في شمال وشمال شرق سورية.
واستشهد مدني في قرية تل الورد بالقرب من بلدة تل تمر بريف الحسكة الشمالي الشرقي جراء القصف المدفعي التركي، الذي يستهدف المنطقة، في حين شهدت القرى المحيطة بمنطقة أبو راسين بريف تل تمر ليل الإثنين- الثلاثاء قصفاً عنيفاً من مدفعية الاحتلال التركي تسبب بأضرار مادية، في وقت تعرضت قريتا عريضة وأبو زهور بريف تل أبيض شمال الرقة لقصف أيضاً من مدفعية الاحتلال ومرتزقته من الإرهابيين، ما تسبب بأضرار مادية، وفق ما ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض.
ولم تكتف قوات الاحتلال التركي ومرتزقتها بمواصلة العدوان على المدنيين بل واصلت عمليات التغيير الديمغرافي في المناطق التي احتلتها في شرق الفرات، حيث نقل «المرصد» عن مصادر وصفها بـ«الموثوقة» أن قوات الاحتلال التركي لا تزال تمنع مسلحي مرتزقتها الإرهابية من الذهاب إلى مناطق سيطرتها في ريف حلب الشمالي، في حين سمحت لهم بجلب عوائلهم من ريفي حلب وإدلب إلى المناطق التي احتلوها خلال العدوان التركي على شرق البلاد.
وذكر «المرصد» أنه حصل على صور ضوئية لعدة مستندات تثبت الانتهاكات التي يتعرض لها المدنيون في مدينة رأس العين المحتلة بريف الحسكة، مشيراً إلى أن الوثائق تتضمن أسماء شخصين ينحدران من رأس العين توجها إلى منزليهما، إلا أنهما فوجئا بالميليشيات المسلحة الموالية للاحتلال التركي تعتقلهما وتنقلهما إلى ما يسمى «مركز الشرطة»، حيث طالبتهما بإثبات ملكية المنزلين عن طريق شهود أو وثائق، وبعد أن أثبت هذان الشخصان ملكية المنازل، أجبرتهما تلك الميليشيات على توقيع وثائق من أجل إخلاء أغراضهما من المنزلين والخروج من رأس العين تماماً.
وأكد «المرصد»، أن جميع المدنيين الذين يدخلون إلى المدينة يتم التعامل معهم بهذه الطريقة، والهدف هو إفراغها بشكل كامل من سكانها الأصليين.
وبالترافق مع تلك التطورات، ذكر رئيس النظام التركي في كلمة نقلتها وكالة «الأناضول»، أن «علاقاته مع روسيا وأميركا تتميز بالشفافية والخلو من الأجندات السرية».
وجدد أردوغان الإعلان عن أطماعه الاستعمارية في سورية وعدم وجود نية لديه للانسحاب من الأراضي التي يحتلها في شمال وشمال شرق سورية، بإعلانه من جديد أن قوات بلاده المحتلة ستنسحب من الأراضي السورية، عندما يتم تطهيرها مما سماه «التنظيمات الإرهابية» وخروج جميع القوات الأجنبية من هذا البلد.
من جهة ثانية، ذكر «المرصد» أن اشتباكات عنيفة اندلعت بعد منتصف ليل الإثنين-الثلاثاء بين الميليشيات الكردية وميليشيا «الجيش الوطني» الموالية للاحتلال التركي على محور الياشلي بريف مدينة منبج الشمالي شمال شرق حلب، من دون ورود معلومات عن وقوع خسائر بشرية.
ترافق ذلك، مع إعادة افتتاح معبر «عون الدادادت» الذي يصل مناطق سيطرة الميليشيات المسلحة الموالية للاحتلال التركي بمناطق سيطرة ميليشيا «قوات سورية الديمقراطية- قسد» من جهة مدينة جرابلس باتجاه ريف مدينة منبج في ريف حلب الشمالي الشرقي، وفق «المرصد» الذي ذكر أن ذلك جاء بعد إغلاق المعبر أمام حركة المدنيين منذُ نحو 60 يوماً.