مدير «بورصة دمشق» لـ«الوطن»: سعر الصرف دفع مستثمرين إلى تسييل الأسهم فانخفضت أسعارها
| علي محمود سليمان
صرّح المدير التنفيذي لسوق دمشق للأوراق المالية عبد الرزاق قاسم لـ«الوطن» بأن أسباب الانخفاض في أسعار الأسهم الذي يعبر عنه بانخفاض قيمة المؤشر يعود بشكل أساسي إلى تقلبات سعر الصرف خلال الفترة الماضية نتيجة الظروف التي يمر بها الاقتصاد السوري، إذ يلعب سعر الصرف دوراً محورياً في أي اقتصاد، ولاسيما من حيث تأثيره على الأسواق المالية، على اعتبار أنه توجد علاقة سببية بين المؤشر العام لأسعار الأسهم وبين سعر الصرف، الأمر الذي كان له أثر على أداء المستثمرين في السوق وتفضيلاتهم، حيث توجه العديد منهم إلى تسييل أسهمهم (بيعها) وهذا ما أدى إلى زيادة العرض في أسهم بعض الشركات المدرجة وبالتالي هبوط أسعارها.
ولفت إلى أنه ما يزال هنالك خوف وتردد لدى المستثمرين من تقلبات سعر الصرف، لذلك لا يوجد ضخ سيولة كبير في السوق المال، كما أن زيادات رأس المال التي قامت بها العديد من الشركات ساهمت أيضاً في انخفاض أسعار الأسهم أيضاً، الأمر الذي أدى إلى انخفاض سعر السهم بسبب تعديل السعر المرجعي لتلك الورقة المالية.
وبين قاسم أن السوق حققت ارتفاعات كبيرة في أحجام وقيم التداول خلال العام الجاري (2019)، حيث بلغ حجم التداول منذ بداية العام وحتى تاريخه 15/12/2019 حوالي 64 مليون سهم، بقيمة إجمالية تقارب 26.5 مليار ليرة سورية، موزعة على 17.122 صفقة ، مقارنة مع حجم التداول خلال العام 2018 بلغ حوالي 30.7 مليون سهم، وبقيمة إجمالية مقدارها 25.9 مليار ليرة موزعة على 21. 778 صفقة.
ولفت إلى أن أحجام التداولات تضاعفت لتبلغ نسبة النمو 108 بالمئة، وبالتالي تطور متوسط حجم التداول اليومي ليبلغ 283 ألف سهم.
وبلغت القيمة السوقية الكلية لجميع الشركات المدرجة ما يتجاوز الألف المليار ليرة سورية في هذه الفترة لعام 2019، حيث ارتفعت بنسبة 51 بالمئة نظراً لإدراج أسهم كل من شركة سيرياتيل وشركة MTN وشركة أسمنت البادية في السوق، وزيادة رأسمال العديد من الشركات المدرجة.
وتصدر قطاع البنوك المرتبة الأولى بنسبة تداول تتجاوز 87 بالمئة من القيمة الإجمالية للتداول خلال العام 2019، يليه قطاع التأمين بنسبة تتجاوز 6 بالمئة من القيمة الإجمالية للتداول.
أما الأسهم الأكثر تداولاً خلال عام 2019 من حيث قيم تداولها، نجد في المقدمة سهم بنك سورية والخليج بقيمة 9 مليارات ليرة، ومن ثم سهم بنك سورية الدولي الإسلامي بقيمة 5.2 مليارات ليرة، وبنك البركة – سورية بقيمة 3 مليارات ليرة تقريباً.
وأشار قاسم إلى إدراج أسهم ثلاث شركات مساهمة عامة في السوق خلال عام 2019 وهي شركة سيرياتيل وMTN وريا للاتصالات وشركة اسمنت البادية برأسمال تجاوز 14.6 مليار ليرة، وتقوم السوق حالياً بالتواصل مع الشركة العربية للمنشآت السياحية وشركة المشرق العربي للتأمين لكونها من الشركات المحققة لشروط الإدراج في السوق، إلا أن هناك بعض القضايا المعلقة على الشركة العربية للمنشآت السياحية التي يجب أن تعالج قبل الإدراج، ولاسيما تلك الجوانب الخاصة بعلاقة تلك الشركة مع وزارة السياحة من جهة توحيد أنواع الأسهم الموجودة في الشركة حيث يوجد إشكالية حقيقية بإدراجها لكونها ذات طبيعة مختلفة (ممتازة أو عادية).
ولفت إلى أنه تم إجراء بعض المناقصات من أجل إتمام عملية الانتقال إلى مبنى البورصة في يعفور، إلا أنه وبسبب الظروف السائدة لم يلتزم بعض العارضين بعروضهم، أما بقية الأعمال فقد قام السوق بإنجاز صيانة كاملة للبناء، وتم التعاقد على إحضار التجهيزات المكتبية من شاشات ومفروشات لصالة التداول وسيتم انجاز بقية الأعمال خلال الفترة القادمة، وسوف تسعى السوق خلال عام 2020 إلى إطلاق خدمة التداول الالكتروني، ونقل عملية توزيع الأرباح النقدية لجميع المساهمين إلى السوق عبر مركز المقاصة والحفظ المركزي، وإنجاز جميع العمليات المستثناة من التداول ولا سيما (التحويلات العائلية والارثية) من خلال المصارف العاملة من دون الحاجة إلى حضور طالب العملية إلى مبنى السوق.
وبين قاسم أنه بالنظر إلى نتائج الشركات المدرجة في الربع الثالث 2019، فإن معظم الشركات حققت ارتفاعات ملحوظة في مجموع الموجودات وحقوق المساهمين وصافي الأرباح المحققة خاصة (قطاع المصارف والصناعة والخدمات)، حيث وبالنظر إلى قطاع المصارف مثلاً الذي يتصدر المرتبة الأولى في تداولات السوق بلغ إجمالي موجودات هذا القطاع (الشركات المدرجة فقط) 2.5 ألف مليار ليرة، أي بنسبة نمو تبلغ 12 بالمئة عن نهاية العام 2018، كما بلغ مجموع حقوق المساهمين 356 مليار ليرة أي بنسبة نمو قدرها 8 بالمئة عن عام 2018، كما بلغ مجموع الإيرادات ما يتجاوز 65 مليار ليرة، أما صافي الدخل فبلغ 21 مليار ليرة، محققة نسبة نمو 75 بالمئة وهي تعتبر نسبة ملحوظة تعبر عن تحسن أداء المصارف خلال العام الحالي 2019.