وصفها بـ«مبادرة الحرب والفوضى».. ونبّه لخطورة المرحلة … عبد الهادي لـ«الوطن»: «صفقة القرن» لن تمر مادام هناك فلسطيني على سطح الأرض
| سيلفا رزوق
اعتبر رئيس الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية في سورية السفير أنور عبد الهادي، أن أهم أداة يملكها الفلسطينيون لمواجهة مؤامرة «صفقة القرن» هو الحق، وأن الأداة الثانية أن لديهم إرادة وتصميماً على أنهم لن يفرطوا في أرضهم مهما قدموا من تضحيات.
عبد الهادي وفي تصريح لـ«الوطن»، شدد على أن «صفقة القرن» لن تمر، مادام يوجد فلسطيني واحد على سطح الكرة الأرضية، مؤكداً أن «هذه المؤامرة خطيرة جداً ليس على الشعب الفلسطيني فقط وإنما على العالم أجمعه، لأنها خرق للقوانين الدولية، وهي عبارة عن وصمة عار في وجه كل من سيصمت على إجراءات الرئيس الأميركي دونالد ترامب».
وبين عبد الهادي، أن ما تسمى «صفقة القرن» لا قيمة قانونية لها، وأنها مجرد عبارات تصدر من رئيس يعاني من قصور سياسي، وأضاف: «هو يسميها مبادرة سلام، وهي في الحقيقة مبادرة حرب وفوضى في كل المنطقة، والشعب الفلسطيني لن يرضخ وسيقاوم بكافة الوسائل».
عبد الهادي أشار إلى الموقف العربي، معتبراً أن العرب «أمام مسؤولية كبرى، وعليهم عدم الاكتفاء بالاستنكار والبيانات وإنما عليهم اتخاذ إجراءات واضحة في عزل سياسة الولايات المتحدة وسياسة ترامب الذي تحول إلى جزء من الاحتلال الإسرائيلي، واتخاذ إجراءات واضحة سياسية واقتصادية، وإلا فإننا مقبلون على كارثة ليس في المنطقة وإنما في العالم».
وشدد عبد الهادي على أن الشعب الفلسطيني يناضل من أجل حقوقه منذ سبعين عاماً ولن يصمت ولن يكل إلا عندما تعلن دولته الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية وفق قرارات الشرعية الدولية.
ولفت إلى أن الشعب الفلسطيني قدم كل ما يستطيع من أجل السلام وفقاً للشرعية الدولية، ولكن إذا أصبحت هذه الشرعية عاجزة عن لجم هذه الخروقات لها، فعلينا السعي لنظام أممي جديد وعلى أسس جديدة تواجه سياسة الاستكبار التي تمارسها الولايات المتحدة.
وأكد رئيس الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية، أنه عند إعلان الصفقة سيجري اتخاذ خطوات تصعيدية على كل المستويات، وأولى هذه الخطوات ستكون إلغاء المرحلة الانتقالية التي نصّ عليها اتفاق أوسلو، والانتقال للدولة الفلسطينية كما اعترفت بها الأمم المتحدة.
وقال: إن «الفلسطينيين تحت الاحتلال، وبالنسبة للسلطة الفلسطينية وبما أن «إسرائيل» لم تنفذ «أوسلو»، وبما أن أيضاً الفلسطينيين أخذوا اعترافاً من الأمم المتحدة بالدولة الفلسطينية على خط الرابع من حزيران، بالتالي سيتم العمل على هذا الأساس وسيقاوم الفلسطينيون أي محتل للأرض الفلسطينية التي اعترفت بها الأمم المتحدة، إضافة إلى المقاومة التي هي جزء أساسي ولن يجري التخلي عنها أبداً.
وطالب عبد الهادي العرب والمسلمين بالصحوة، مذكراً بأن «هذه الصفقة ليست موجهة ضد الفلسطينيين، وإنما موجهة للسيطرة على المنطقة ولذلك عليهم أن يصحوا»، متمنياً على العرب اتخاذ إجراءات فورية ومقاطعة أميركا وإسرائيل، محذراً بأن عدم اتخاذ الإجراءات سيعني أنهم «مساهمون» في «صفقة القرن».
عبد الهادي، أكد أن المنطقة أمام مرحلة خطيرة جداً، وقال: «ترامب ونتنياهو واهمان إذا كانا يظنان أن هذه الصفقة ستنفذ، والشعب الفلسطيني المناضل لن يقبل بهذه الصفقة، وهو قبل بالشرعية الدولية من أجل السلام ولكن إذا كانت إسرائيل لا تريد الشرعية الدولية فنحن نريد فلسطين كاملة، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة من النهر إلى البحر».