ملف خاص: الحرب على سورية تدخل عامها العاشر.. والسوريون يقفون على أعتاب النصر النهائي … سوسان: ما حصل هو تنفيذ لسيناريو أُعدّ بشكل محكم لهذه المنطقة … مخلوف: أعدنا ملايين المهجّرين.. الخليل: الإرهاب والعقوبات تحالفا ضد السوريين
| سيلفا رزوق - مازن جبور
مع دخول الحرب على سورية عامها العاشر، يقف السوريون على أعتاب آخر ربع ساعة من إعلان نصرهم النهائي، وهم ينجزون خطوة ميدانية جديدة على تخوم إدلب، مستعيدين آلاف الكيلومترات من قبضة الإرهاب وداعميه، معلنين عن ثقتهم وقدرتهم على النهوض مجدداً ببلادهم، التي تآمر وعاث فيها الإرهاب المدعوم أميركياً وغربياً فساداّ وتخريباً.
معاون وزير الخارجية والمغتربين أيمن سوسان وفي تصريح لـ«الوطن» أكد أن سورية والسوريين ومع مرور تسع سنوات من الحرب الظالمة التي تشن على البلاد، يسيرون بخطا واثقة نحو تحقيق النصر النهائي على الإرهاب وتحقيق وحدة بلادهم، وتحقيق قرارها الوطني المستقل.
وأشار سوسان إلى ما قالته المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، خلال اجتماع مع كتلة حزبها النيابية في الـ5 من الشهر الجاري، حيث انتقدت سياسة الغرب تجاه سورية، ولفتت إلى أنه تبين أن تغيير الحكم من الخارج غير ممكن، وأن الحرب لن تؤدي إلا إلى زيادة التطرف، معتبراً أن هذا التصريح يظهر تماماً حقيقة ما تعرضت له سورية، وأن ما حصل هو تنفيذ لسيناريو أُعد بشكل محكم لهذه المنطقة من أجل تغيير التوجهات السياسية لها بما يضمن مصادرة القرار السياسي واتخاذ خيارات تتماشى مع مصالح الولايات المتحدة والحلف الذي يدور في فلكها.
وقال: «منذ البداية كنا مدركين وواعين لما تتعرض له بلادنا، وكان نهج الدولة السورية والشعب السوري في مقاومة هذه المؤامرة نابعاً من الإدراك العميق لمرامي ما تتعرض له بلادنا والمنطقة والذي ظهر اليوم بشكل كبير، فهم استعملوا شتى أنواع الخداع وأساليب الحروب».
قدرة السوريين على مقاومة المؤامرة، جاءت بتضحيات أبطال الجيش العربي السوري وصموده الأسطوري، كما وصف مصدر عسكري لـ«الوطن»، حيث سطّر الجيش أقوى الملاحم البطولية، وقدم آلاف الشهداء مستعيداً أكثر من 95 بالمئة من الأراضي السورية، مشيراً إلى أن المعارك الأخيرة التي خاضها الجيش مع المحتل التركي في ريف حلب وسراقب ومعرة النعمان، والتي سيسجلها التاريخ، دفعت أنقرة لطلب المساعدة الروسية، والوصول لـ«اتفاق موسكو»، كمرحلة جديدة من عمر الحرب التي لن تنتهي إلا باستعادة كامل ترابها.
ملف المهجرين شكل عنواناً إضافياً من عناوين الحرب التي تحدث عنها وزير الإدارة المحلية والبيئة حسين مخلوف، مؤكداً أن الدولة تمكنت من إعادة خمسة ملايين مهجر داخلي وأكثر من مليون مهجر خارجي إلى منازلهم، مشدداً على أن الدولة السورية تقوم بالكثير من الإجراءات بهدف عودة كل أبنائها.
مخلوف وفي تصريح لـ«الوطن»، أوضح أن تنفيذ توجيهات الرئيس بشار الأسد بإعادة الخدمات والبنى التحتية كافة بعد تحرير كل منطقة طوال سنوات الأزمة السورية، أثمر عن عودة نحو خمسة ملايين مهجر داخلي إلى منازلهم.
وأضاف: «كذلك فإنه ونتيجة للإجراءات التي اتخذتها الدولة السورية من تبسيط وتسهيل الإجراءات وعلى رأسها مراسيم العفو التي أصدرها الرئيس الأسد ومروراً بإجراءات تسهيل عودة المهجرين السوريين فقد بلغ عدد العائدين من الخارج أكثر من مليون مهجر».
وبالنسبة للاقتصاد فقد شكل هدفاً أساسياً للمتآمرين على سورية، فبادروا سريعاً لرفع سيف العقوبات دعماً لأدواتهم على الأرض، التي كان عليها لعب دور المخرب لكل ما تقع عليه أيديهم بحسب تصريح وزير الاقتصاد محمد سامر الخليل لـ»الوطن»، لينال هذا التخريب من قطاعات الكهرباء والطاقة والصناعة والزراعة، وتستكمل أميركا وحلفاؤها الغربيون، التخريب بتشديد الإجراءات القسرية أحادية الجانب ضد السوريين، الذين لوحقوا حتى بدوائهم ولقمة عيشهم.
الخليل، أشار إلى أن الأثر السلبي للعقوبات لا يقتصر على الجانب الاقتصادي فحسب بل يتعداه للجانب الاجتماعي نتيجة صعوبة تأمين فرص العمل وارتفاع البطالة وانخفاض الدخول، مشيراً إلى أن العمليات التخريبية تسببت بخسائر مالية هائلة على الاقتصاد الوطني، قدرت بحوالي 60 مليار دولار.