عاد أكثر من 200 مهجر سوري إلى أرض الوطن قادمين من أراضي لبنان خلال الــ24 ساعة الأخيرة، في حين تخلى النظام التركي عن المواطنين في مناطق سيطرة التنظيمات الإرهابية الموالية له في الشمال السوري، وتركهم يواجهون مصيرهم بأنفسهم.
وقال المركز الروسي لاستقبال وتوزيع وإيواء اللاجئين في سورية في بيان، أمس، حسب موقع قناة «المنار» الإلكتروني: عاد خلال الـ24 ساعة الماضية 221 لاجئاً إلى الأراضي السورية من لبنان عن طريق معبري جديدة يابوس – تلكلخ الحدوديين.
وذكر المركز أنه لم يتم تسجيل عودة أي لاجئين إلى سورية من الأراضي الأردنية عن طريق معبر نصيب الحدودي خلال الساعات الأخيرة.
ياتي استئناف عودة اللاجئين السوريين من الخارج بعد توقفها خلال الأشهر والأسابيع الماضية بسبب الإجراءات الوقائية من انتشار فيروس «كورونا»، حيث أدى إغلاق الحدود السورية اللبنانية بين الحين والآخر، بسبب الإجراءات الاحترازية لمواجهة الفيروس، إلى انخفاض كبير في عدد المهجرين السوريين العائدين إلى بلدهم.
كما يأتي بعد عقد المؤتمر الدولي حول عودة اللاجئين السوريين في دمشق يومي 11 – 12 الشهر الماضي بمشاركة دولية واسعة، حيث دعا المؤتمر المجتمع الدولي إلى تسهيل عودة اللاجئين السوريين إلى الوطن في ظل وباء فيروس «كورونا»، بما في ذلك التركيز على العوائق التي يسببها الحصار الاقتصادي الجائر المفروض على سورية.
وقد تزايدت عودة اللاجئين السوريين من لبنان إلى أرض الوطن بعد عقد المؤتمر الدولي حول عودة اللاجئين السوريين في دمشق، حيث عادت دفعة في منتصف الشهر الماضي، تبعتها عودة دفعة أخرى في 25 الشهر نفسه.
وذكر المركز في بيانه، أن الوحدات الفرعية التابعة لسلاح الهندسة العسكرية في الجيش العربي السوري قامت بتطهير 1.7 هكتارات من الألغام في مدينة دوما بريف دمشق، ومدينة درعا وبلدة عتمان بريف درعا، حيث تم اكتشاف وتدمير 20 عبوة ناسفة قابلة للانفجار، من بينها عبوة ناسفة يدوية الصنع.
بموازاة ذلك، ذكرت مواقع إلكترونية معارضة، أمس، أن الفقد المستمر للنطق والسمع يهدد عشرات الأطفال السوريين القاطنين ضمن مناطق سيطرة التنظيمات الإرهابية الموالية للاحتلال التركي في الشمال السوري على طرفي الحدود السورية- التركية.
وأرجعت المواقع ذلك إلى سببين: أولهما تشخيص حالة ممن يوجدون في الداخل كـ«حالات باردة» وبالتالي الحرمان من الدخول إلى تركيا للعلاج، والثاني تكاليف العلاج الباهظة لمثل هذه الحالات.
وذكرت المواقع أن حالة طفل يدعى صالح البالغ من العمر أربع سنوات، تمثل واحدة من عشرات الحالات التي تسابق الزمن للعلاج قبل فوات الأوان، حيث يستقر الطفل مع عائلته في مدينة دورتيول جنوب تركيا، وكان أصيب بمرض السحايا بعد أيام من ولادته، ما أفقده السمع بشكل كامل.
ووفقاً للمواقع، فإن صالح كان قد دخل إلى تركيا مع والده منذ ثلاث سنين بهدف العلاج وإجراء عملية زرع قطعة «الحلزون» في أذنيه، لتساعده على السمع مجدداً، إلا أنه أثناء انتظار دوره لإجراء العملية فوجئ بإيقاف الدعم المادي لهذا النوع من العمليات من قبل وزارة صحة النظام التركي، بسبب تكاليف العلاج الباهظة التي تبلغ قرابة 10 آلاف دولار للأذن الواحدة، ما دفع والده إلى طرق أبواب كل من استطاع الوصول إليهم ليؤمن تكاليف العملية ولكن دون جدوى.
وأوضحت المواقع أنه يوجد في تركيا أكثر من 50 حالة مشابهة تعيش حلم الشفاء كل يوم، استطاع البعض منهم من خلال تبرعات جمع تكاليف العملية.
وأضافت: إن تسنيم واحدة من عشرات الحالات المشابهة لأطفال مصابين بالصم في مناطق سيطرة التنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة الموالية لقوات الاحتلال التركي في الشمال السوري، ولا يستطيعون الدخول إلى الأراضي التركية بغرض العلاج بسبب امتناع سلطات النظام التركي عن استقبالهم كون حالتهم المرضية تصنف حسب ادعائها، كـ«حلات باردة» و«غير مميتة» ولا يمكن إجراء العلاج والعمليات إلا بعد دفع التكاليف الكاملة لها.