شن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس السبت، هجوماً لاذعاً على النواب الجمهوريين، مكرراً اتهاماته بأن الانتخابات الرئاسية الأخيرة في الولايات المتحدة «مزورة ومسروقة».
وكتب ترامب الذي ترشح عن الحزب الجمهوري في الانتخابات الأميركية، في تغريدة: «إذا وجد مرشح رئاسي ديمقراطي أن الانتخابات مسروقة ومزورة، مع وجود دليل على مثل هذه الأفعال على مستوى لم يسبق له مثيل، سيعتبر النواب الديمقراطيون أن ذلك عمل حربي وسيقاتلون حتى الموت».
وأضاف إن «زعيم الأغلبية الجمهورية بمجلس الشيوخ ميتش ماكونيل والجمهوريين لا يفعلون شيئاً، فقط يريدون لذلك أن يمر».
وتابع «وزارة العدل ومكتب التحقيقات الفدرالي لم تفعل شيئاً حيال تزوير أصوات الناخبين في الانتخابات الرئاسية لعام 2020».
في السياق، نشرت صحيفة «واشنطن بوست» تقريراً يقول إن مايك بنس نائب الرئيس الأميركي يتعرض لضغوط شديدة من الرئيس دونالد ترامب ومن بعض السياسيين الجمهوريين والمؤيدين المتشددين لترامب لعرقلة إجراءات إعلان فوز الرئيس المنتخب جو بايدن.
وأوردت أن بعض أنصار ترامب المتشددين يقولون إن بنس سيكون خائناً إذا لم يعرقل الإجراءات بطريقة ما، مشيرة إلى أنه لا توجد طريقة واضحة لفعل ذلك حتى لو أراد بنس، لكن مثل هذه المطالب تزيد من الضغط عليه، ومن غير المرجح أن يفلت من غضبهم أو غضب ترامب.
وكان بنس حث جمهور الناشطين الشباب المحافظين في وقت سابق من الأسبوع الماضي على «البقاء في القتال»، حيث هتفوا «4 سنوات أخرى» و«أوقفوا السرقة» للتعبير عن اعتناقهم لفكرة أن ترامب هو المنتصر الحقيقي في الانتخابات الأخيرة.
وقال بنس أمام أولئك الشباب «سأقدم لكم وعداً، سنواصل القتال حتى يتم احتساب كل صوت قانوني، وسنواصل القتال حتى يتم التخلص من كل تصويت غير قانوني».
ولكن في أقل من أسبوعين، يقول التقرير، سيكون على بنس إعلان انتهاء القتال وخسارة ترامب، إذ ستتخذ الجلسة المشتركة للكونغرس في 6 كانون الثاني الخطوة الأخيرة في إضفاء الطابع الرسمي على فوز بايدن، وسيترأس بنس هذه الجلسة.
وقال جويل غولدشتاين الأستاذ في كلية الحقوق بجامعة سانت لويس «ربما يقول ترامب لبنس اذهب وأعلن إعادة انتخابنا»، مضيفاً إن على بنس ألا ينخرط في سلوك يهدد دعامة المؤسسات الديمقراطية في البلاد.
وقال مساعدون لبنس إنه يأمل في دور هادئ في 6 كانون الثاني ولا يخطط لأي دراما غير ضرورية، وإنه يتطلع إلى رحلة للخارج بعد فترة وجيزة.
وذكر التقرير أن ترامب أدرك مؤخراً فقط أن بنس يمكنه أن يلعب دوراً بارزاً في ذلك اليوم وكان يسأل شركاءه، بمن فيهم بنس، ما الذي يمكن فعله لعرقلة فوز بايدن.
وقال مستشارون إن نائب الرئيس سعى إلى تجنب الظهور بمظهر الانفصال عن الرئيس، في حين كان يحاول تجنب تكرار بعض أكثر خطابات ترامب عدوانية، ومع ذلك، ظل على مدار أسابيع بالقرب من مركز الجهود الفوضوية اليائسة لإبقاء ترامب في منصبه.
كذلك حضر بنس الأسبوع الماضي اجتماعات في البيت الأبيض مع الجمهوريين المحافظين في مجلس النواب العازمين على الطعن بالنتائج في جلسة الكونغرس المشتركة.
وقال شخص مطلع على الاجتماع تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن بنس قال لهم إن واجبه الدستوري سيكون فتح وعد النتائج، وليس تحديد شرعيتها.
وكانت الشائعات حول سلطة بنس في الجلسة المشتركة قد بالغت بشكل كبير.
ويصر بعض أنصار ترامب على أنه يمكن أن يستخدم دوره كضابط رئيس لإبطال النتائج من مختلف الولايات.
وأوضح التقرير أن هذا سوء فهم لما ورد في قانون الولايات المتحدة الذي يحصر دور نائب الرئيس في حثّ أي ولاية على إرسال أصواتها الانتخابية على وجه السرعة إذا لم تقدمها بحلول يوم الرابع من كانون الأول، ولا يعطيه سلطة رفض أي تصويت انتخابي.
وقال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية إن ترامب «غاضب من الجميع»، وليس بنس فقط، لأنه يريد من فريقه بالكامل أن يقاتل.
وأشار التقرير إلى أن الخطر الذي يواجهه بنس ربما يكمن في أن لقطات إعلانه بايدن الفائز قد تضر بآفاقه السياسية داخل الحزب الجمهوري، خاصة إذا سعى بنس للرئاسة في عام 2024.
وكان المجمع الانتخابي قد أكد فوز بايدن في الانتخابات الرئاسية بحصوله على 306 أصوات من أصوات الهيئة الناخبة الـ538 متجاوزاً العدد المطلوب للفوز بالرئاسة أي 270 صوتاً، مقابل 232 صوتاً للرئيس دونالد ترامب ليفوز رسمياً بالرئاسة.
وبهذا يقترب جو بايدن، خطوة أخرى إلى البيت الأبيض مع تصديق الولايات الرئيسة في نظام المجمع الانتخابي رسمياً، على فوزه في انتخابات الثالث من تشرين الثاني الماضي، مما ينهي بشكل فعلي سعي ترامب لتغيير النتائج.