قال رئيس الوزراء الأردني، بشر الخصاونة: إن حادثة مستشفى السلط ستصعب على المواطنين الأردنيين استعادة الثقة، مشيراً إلى أن حكومته تتحمل مسؤولية الحادثة ولن تتهرب منها.
وأشار الخصاونة أمام جلسة مجلس النواب الطارئة، التي عقدت أمس لمناقشة الحادث، إلى أن ما حدث في مستشفى السلط «لا يمكن تبريره ولا أن نخوض في سبل تبريره، لأنه أفضى إلى وفاة أردنيين»، مضيفاً: إن بلاده تحتاج إلى ثورة إدارية واستثمارية.
وأكد رئيس الحكومة أنه ينتظر نتائج التحقيقات القضائية والعسكرية لمعرفة تفاصيل الحادثة التي نتجت عنها وفاة عدة أشخاص بسبب نقص الأوكسجين.
على خط مواز، أكد رئيس مجلس الأعيان الأردني فيصل الفايز أنه ستتم محاسبة المسؤولين عن حادثة مستشفى السلط، لافتاً إلى أن هناك تقصيراً من الحكومة، وعدم التزام من المواطنين أيضاً بشأن أزمة كورونا التي تعصف بالبلاد.
وقال فيصل الفايز في تصريح لـ«سكاي نيوز عربية»: إن رئيس الوزراء «تحمل المسؤولية الأخلاقية للحادثة، كما أن وزير الصحة قدم استقالته»، معتبراً أن هذه الإجراءات لا تزال «غير كافية».
وأضاف: «القضاء هو الفيصل.. تحويل المسؤولين للقضاء ومحاسبتهم على هذه المصيبة هما شيئان أساسيان، كان هناك تقصير وإهمال من موظفي مستشفى السلط للأسف، وكل من تسبب بالكارثة يجب أن يدفع الثمن».
وتابع: «وزير الصحة لا يتحمل المسؤولية وحده، وبالنسبة للمتورطين الآخرين فإن الطريق الوحيد لمحاسبتهم هو القضاء، والتهمة هنا هي الإهمال الذي يؤدي إلى الوفاة».
وخلال الجلسة الطارئة التي عقدها مجلس النواب، قاطع عدد من النواب وزير الداخلية مازن الفراية، المكلف إدارة وزارة الصحة بعد استقالة الوزير نذير عبيدات، لامتناعه عن تحديد عدد الوفيات الناتجة عن انقطاع الأوكسجين في المستشفى، إلا أن الجلبة التي أحدثها النواب اضطرته للكشف عن وجود 9 وفيات، موضحاً أنه على السلطات معرفة سبب الوفاتين الأخريين.
بدوره، أعلن النائب أندريه العزوني أن كتلة «المستقبل» المكونة من 31 عضواً قررت حجب الثقة عن حكومة الخصاونة.
في غضون ذلك، مثل وزير الصحة السابق نذير عبيدات أمام مدعي عام السلط على خلفية حادثة مستشفى السلط، بينما أوقفت النيابة العامة الأردنية مدير مستشفى السلط عبدالرزاق الخشمان، الذي أمره الملك الأردني بالاستقالة، و3 من مساعديه ومسؤول التزويد في المستشفى، وتم إسناد تهمة التسبب بالوفاة بالاشتراك للموقوفين.
في سياق متصل، أعلن وزير الداخلية الأردني مازن الفراية، المكلف أعمال وزارة الصحة، أن القوات المسلحة الأردنية بدأت بإنشاء مصنع لإنتاج الأوكسجين سيكون جاهزاً خلال 3 أسابيع.
ولفت الفراية إلى أنه خلال مدة 3 أسابيع سيكون المصنع قادراً على تزويد 600 أسطوانة من الأوكسجين، وفي بداية الشهر الرابع سيكون قادراً على تزويد 10 أطنان من الأوكسجين، على أن يكون في شهر حزيران المقبل قادراً على تأمين كمية كافية من الأوكسجين للبلاد.
وشهدت مدينة السلط حالة احتجاجية رفضاً للحادثة، ولم يمنع دخول وقت حظر التجول الليلي المفروض بسبب الانتشار الكثيف لفيروس كورونا، مئات المحتجين من الوجود أمام المستشفى.