«لأجلك أمي».. معرض تشكيلي يكرس تضحيات الأم … التعبير عن قضايا المجتمع وماعاشته المرأة السورية والأم خاصة
| سارة سلامة
لأنه ليس هناك من عطاء يشبه عطاءها أو تضحية تقارب تضحيتها أو إحساس يتغلب على إحساسها.. لأن قلبها وطن صغير تحتضن فيه أبناءها.. كان لابد من إقامة المعارض وإطلاق العنان للإبداع في تكريمها، حيث افتتحت وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل الدكتورة سلوى عبدالله ووزيرة الثقافة الدكتورة لبانة مشوح معرضاً للفن التشكيلي بعنوان «لأجلك أمي» وذلك ضمن فعاليات حملة أيام الأسرة السورية في خان أسعد باشا في دمشق.
بمشاركة 26 فناناً وفنانة تشكيلية من الشباب الذين قدموا لوحات زيتية وأعمالاً نحتية عبر عدة مدارس «الواقعية والواقعية التعبيرية والرمزية» في تعبير عن معاني الأمومة ورسالة واضحة إلى الأم وأهمية دورها في الحياة.
وقدم الفنانون أعمالاً جسدت المرأة والأم بأجمل صورها، بمشاركة عدد من أطفال «دار الرحمة لرعاية الأيتام» الذين خضعوا لدورة تدريبية على خط الرقعة وقدموا لوحات حروفية كتبوا فيها عبارات بالخط العربي تصف الأم والأسرة.
الارتقاء بالإنسان
وأوضحت وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل خلال افتتاح المعرض أن الوزارة تقوم حالياً بحملة واسعة تلقي الضوء من خلالها على أهمية ودور الأسرة في بناء المجتمع وتماسكه، مشيرةً إلى أن الأم هي ركيزة الأسرة الأساسية، وتتوجه أكثر فعاليات الحملة لها، وذلك لتزامن الحملة مع مناسبات يوم المرأة العالمي وعيد الأم، وبينت أن المعرض هو نتاج لمكانة الأم ودورها في تنشئة الأسرة ويتضمن رسالة مجتمعية واضحة عن فكرة تمسكنا بالأسرة وانتمائنا لها.
من جهتها أشارت وزيرة الثقافة إلى أن شراكة الوزارة مع كل الوزارات المعنية ببناء الإنسان هدفها الارتقاء بالإنسان خلقاً وفكراً وانتماءً للوطن، وأن يخرج أفضل ما لديه بوسائل التعبير الحضارية، مضيفة: إن طريقة مواجهتنا لمشاكلنا تحدد درجة تحضرنا ونحن شعب متحضر نستطيع التغلب على مشاكله بوسائل تعبير حضارية تتمثل بالفن والآداب والموسيقا.
وبدوره بين رئيس الهيئة السورية لشؤون الأسرة والسكان الدكتور أكرم القش أن: «الهدف من الفعالية تسليط الضوء على الجانب الثقافي في إظهار أهمية الأسرة والروابط الأسرية ودور المرأة كأم وعاملة ومربية، معتبراً أن اللوحات نجحت بتقديم إضاءات مختلفة على أدوار المرأة، وأوضح القش أن الهيئة بالتعاون مع مختلف الوزارات والمؤسسات المعنية تسعى لبناء إستراتيجية متكاملة لقضايا الأسرة لتسليط الضوء على احتياجاتها والبنى الاقتصادية والمجتمعية الداعمة لها، لافتاً إلى أن فعاليات الحملة الحالية نواة لهذه الإستراتيجية».
معاناة المرأة السورية
وأكد عدد من الفنانين المشاركين أهمية الفن بالتعبير عن قضايا المجتمع، حيث أشار عدنان القاسم خريج معهد أدهم إسماعيل للفنون التشكيلية إلى أنه عبّر من خلال لوحتين عن معاناة المرأة السورية خلال الحرب الإرهابية على البلاد وما عاشته من خوف على أطفالها وعائلتها، على حين أوضحت راما أوسو طالبة في كلية الفنون الجميلة أنها اختارت لوحة بورتريه لوجه والدتها للتعبير عن قدسية الأم، متمنية أن يكون المعرض منبراً للاهتمام أكثر بالأسرة التي تعتبر السبب الرئيس ليكون المجتمع بخير.
ويذكر أن وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل بالتعاون مع الهيئة السورية لشؤون الأسرة والسكان أطلقتا بداية آذار الجاري حملة «أيام الأسرة السورية» لتعزيز الوعي الفردي والجماعي بمكانة الأسرة في المجتمع، وتشمل فعالياتها كل الشرائح والفئات العمرية.
ويشار إلى أن المعرض مستمر على مدى ثلاثة أيام اعتباراً من الساعة الواحدة ولغاية الساعة السادسة مساءً وذلك في خان أسعد باشا في دمشق.
الفنانون المشاركون: «إلهام شرارة، أماني غالاتي، بنان العمري، بشرى مارديني، دعاء الطويل، راما أوسو، راما ريحان، رشا أحمد، رشا عبيد، رغد الطحان، رغد مسلماني، رنا بيضون، رنا ريحان، رنا طه، رهام طرقجي، ريم قبطان، سدرة حسن، سهام محيسن، عبير العودات، عبير محسن، عدنان قاسم، محمد وسام الطحان، محمود شباط، نداء الطويل، ونسمة عابد».
وكانت وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل والهيئة السورية لشؤون الأسرة والسكان أطلقت حملة «أيام الأسرة السورية» الوطنية، بهدف تعزيز الوعي الفردي والجماعي بالمكانة المحورية للأسرة كأساس لبنيان المجتمع وتعافيه واستنهاض دورها في صون الهوية الوطنية وتعزيز المواطنة والقيم الأخلاقية والسلوكيات الإيجابية والتماسك والتلاحم الاجتماعي والتنمية بكل مجالاتها وأبعادها.
وتشمل نشاطات وفعاليات الحملة المجال «الاجتماعي والتربوي والصحي والثقافي والبيئي والرياضي والفكري والبحثي والتوعوي والتدريبي والإعلامي والاقتصادي» وتشمل كل شرائح المجتمع والفئات العمرية.