أكدا على رؤية مشتركة للحفاظ على سيادة ووحدة سورية … لافروف: معظم الدول العربية تدرك أهمية إعادة الاتصالات مع دمشق … شكري: الشعب السوري هو من يقرر مستقبله ويصيغ الحكومة التي تمثله
| وكالات
أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس، أن بلاده على يقين بضرورة عودة سورية إلى الأسرة العربية، وأن معظم الدول العربية تدرك أهمية إعادة الاتصالات مع دمشق، في حين اعتبر وزير خارجية مصر، سامح شكري، أنه من الضروري عودة سورية إلى الجامعة والحاضنة العربية، مؤكداً أن الشعب السوري هو من سيقرر مستقبله وسيصيغ الحكومة التي تمثله في الانتخابات المقبلة.
وخلال مؤتمر صحفي مشترك عقده لافروف مع شكري بعد محادثاتهما في القاهرة، شدد حسبما ذكر الموقع الالكتروني لقناة «روسيا اليوم» على أن موسكو على يقين بضرورة عودة سورية إلى الأسرة العربية، مشيراً إلى أن نداءات روسيا المتكررة في هذا الاتجاه بدأت تلقى آذانا صاغية لدى شركاء في المنطقة.
بدورها نقلت وكالة «سبوتنيك» عن لافروف قوله: يجب أن تدرك الجامعة العربية ودمشق أيضاً الميزات الناجمة عن عودة سورية إلى عضوية الجامعة، وحتمية الحفاظ على وحدة الأراضي السورية، وحق الشعب السوري في تقرير مصيره.
ولفت لافروف إلى أن لدى روسيا رؤية مشتركة مع مصر بشأن الالتزام بتنفيذ القرار الأممي 2254 والحفاظ على سيادة ووحدة الأراضي السورية واحترام حق الشعب السوري في تقرير مستقبله بعيداً عن أي تدخل خارجي، مشدداً على ضرورة تسهيل عودة اللاجئين السوريين إلى بلدهم والمساهمة في إعادة الإعمار، وذلك حسبما ذكرت وكالة «سانا».
بدوره أكد شكري، وفق «روسيا اليوم» أنه من الضروري عودة سورية إلى جامعة الدول العربية والحاضنة العربية.
وأضاف: إن «مصر تألمت لما عانى منه الشعب السوري خلال السنوات الماضية»، وتابع: إن الجميع شاهد أيضاً التدخلات والاستهداف الإرهابي لسورية، وأمل في عودة سورية لما كانت عليه من استقرار، ولكي يستمتع الشعب السوري بممارسة الحياة السياسية، مؤكداً أن الشعب السوري هو من سيقرر مستقبله وسيصيغ الحكومة التي تمثله في الانتخابات المقبلة.
وأوضح شكري، أن سورية جزء من العالم العربي وتربطها بمصر علاقات تاريخية، مضيفاً: إن «هناك توافقاً في الرؤى بين مصر وروسيا لدعم مفاوضات جنيف الخاصة»، حسبما ذكر الموقع الإلكتروني لقناة «الميادين».
وفي مقابلة مع صحيفة «الأهرام»، أوضح لافروف، أن سورية هي دولة عربية شاركت في تأسيس جامعة الدول العربية وقد لعبت دوراً بارزاً في منطقة الشرق الأوسط.
وأضاف: «الأحداث الدراماتيكية التي لم تكن مصر بمنأى عنها خلال السنوات الماضية أدت إلى تصعيد التوتر الملحوظ في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ولذا من المهم إدراك الظروف التي تم اتخاذ القرار فيها في تشرين الثاني 2011 بشأن تجميد عضوية سورية في الجامعة، وفي الوقت الحالي وبعد مرور 10 سنوات تدرك معظم الدول العربية أهمية إعادة الاتصالات مع دمشق، ونحن من جانبنا نؤيد بالكامل هذا الاتجاه».
وتابع: إنه «على سبيل المثال خلال المباحثات الأخيرة في الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية قد أكدنا وزملاءنا على التزامنا بسيادة الجمهورية العربية السورية ووحدتها الوطنية وسلامة أراضيها بالإضافة إلى حق السوريين في تقرير مصيرهم وفقاً لقرار مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة 2254 ونتائج مؤتمر الحوار الوطني السوري في مدينة سوتشي، ويبدو أن قادة السعودية والإمارات ينظرون بإيجابية إلى عودة سورية إلى الأسرة العربية التي كانت سورية ولا تزال جزءاً لا يتجزأ منها».
وأكد لافروف، أنه كلما اتخذت هذه الخطوة بشكل أسرع كلما كان ذلك أفضل، علاوة على ذلك يمكن أن تسهم هذه الخطوة في خلق المناخ الملائم للتوصل إلى التفاهم بين السوريين فيما يتعلق بالتسوية الشاملة اللازمة بما في ذلك في المجال السياسي.
من جهة ثانية، حذّر لافروف خلال المؤتمر الصحفي النظام التركي وأطرافاً أخرى من مغبة تشجيع النزعات العدوانية لأوكرانية على خلفية تصعيد التوتر في دونباس جنوب شرق البلاد، مضيفاً: إن كييف قد تنزلق إلى تصرفات متهورة لا تحمد عقباها.
وأكد، أن لدى روسيا ومصر رؤية مشتركة لتطور العلاقات الثنائية بين البلدين، وكذلك للملفات الإقليمية والدولية.
وأشار لافروف إلى أن موقف موسكو من قضية سد النهضة يؤكد أهمية توصل أطراف المفاوضات الثلاثة إلى حل تفاوضي توافقي فيما بينها يحفظ مصالح الجميع ويكون حلاً فعالاً.
وفي الشأن الليبي، أكد لافروف دعم موسكو مقررات اللجنة العسكرية المشتركة المعروفة بلجنة 5+5 وكل ما توصل إليه الليبيون لحل أزمتهم بأنفسهم، في حين عبّر عن الاقتناع بإمكانية إيجاد حل لمشاكله وتشكيل حكومة في لبنان بجهود داخلية بين المكونات اللبنانية نفسها بعيداً عن الوصفات التي تطلق من الخارج.