أزمة نقل بين المدينة والريف في حمص.. وسائقون: مخصصات المازوت لا تكفي … خضور لـ«الوطن»: نقص المازوت خفض عدد الآليات إلى النصف .. مدير النقل الداخلي: نقص السائقين والفنيين يعوق تشغيل باصات إضافية
| حمص - نبال إبراهيم
تحدث العديد من أهالي مدينة حمص وريفها لـ«الوطن» عن معاناتهم اليومية في قطاع النقل وعدم تمكنهم من تأمين التنقل والركوب في وسائل النقل العامة إن كان داخل المدينة أو من المدينة إلى الريف وبالعكس نتيجة لقلة عدد السرافيس وباصات النقل العاملة على مختلف الخطوط.
ولفتوا إلى أن عدد السيارات العاملة حالياً لا يلبي 50 بالمئة من احتياجات الركاب في المدينة والريف، علاوة على الازدحامات الكبيرة التي تكون داخل كافة وسائط النقل العامة والتي لا تراعي أي إجراءات احترازية في عدم الإصابة بفيروس كورونا المستجد.
فيما أشار بعض المواطنين القاطنين في أرياف المدينة إلى أن بلداتهم لا تخدم بأي وسيلة نقل عامة خلال أيام العطلة ولاسيما يوم الجمعة و يعانون بشكل كبير في التنقل أو الوصول إلى أماكن عملهم خلال هذه الأيام ويضطرون لركوب أي سيارة عابرة على الطريق خاصة بعد وقوفهم لعدة ساعات متتالية دون جدوى.
سائقو سرافيس بالمدينة بينوا لـ«الوطن» أن كميات المازوت التي تزود بها آلياتهم لا تكفي للعمل على تخديم خطوطهم على مدار الساعة إلا لعدد قليل من النقلات ذهاباً وإياباً، مبينين أنهم يضطرون في كثير من الحالات لقبول عدد زائد من الركاب في سرافيسهم لمحاولة تخديمهم.
وأشاروا إلى أنهم على الرغم من المطالبات المستمرة بزيادة مخصصاتهم من المازوت إلا أنهم لم يلقوا أي استجابة، لذا يضطرون لإيقاف سرافيسهم.
من جهته أكد عضو المكتب التنفيذي لقطاع النقل في محافظة حمص منهل خضور لـ«الوطن» تخفيض عدد السرافيس العاملة على الخطوط الداخلية والخارجية بالمحافظة إلى النصف نتيجة لنقص مادة المازوت، مشيراً إلى أنه تم العمل على إدارة النقص بمادة المحروقات وتداركها لتخديم المواطنين ضمن المحافظة قدر المستطاع، بحيث تم تخصيص سرافيس للعمل ما قبل الظهر وما بعده على شكل ورديات ريثما يتم توفر المادة بشكل جيد.
وأوضح أنه تم تخفيض مخصصات السرافيس العاملة على الخطوط الداخلية من مادة المازوت بمقدار 5 لترات يومياً لتصبح 15 لتراً بعد أن كانت 20 لتراً، بحيث تتم تعبئة مخصصات كل سرفيس كل يومين 30 لتر مازوت، منوهاً إلى أنه يتم تزويد الآليات والسرافيس العاملة على خطوط الريف الخارجية أو المحافظات المرتبطة على النقلة الواحدة ذهاباً وإياباً فقط بعد اكتمال عدد الركاب فيها.
ولفت خضور إلى أن عدد السرافيس المسجلة على خطوط النقل الداخلي ضمن المدينة يبلغ نحو 1100 سرفيس والسرافيس العاملة بالفعل على تلك الخطوط يبلغ عددها 760 سرفيساً، فيما عدد السرافيس و وسائط النقل العامة المسجلة على خطوط النقل الخارجي يصل إلى نحو 4000 سرفيس وسيارة وعدد السيارات العاملة فعلياً على الخطوط الخارجية منها يبلغ 1130 آلية، كما يوجد 750 آلية وسرفيساً متسربة عن العمل والباقي منها إما مدمر أو غير مجدد رسومه في مديرية النقل.
وأشار إلى رفع كتاب إلى شركة محروقات لإيقاف مخصصات جميع السرافيس المتسربة عن العمل على الخطوط الخارجية وسيتم إيقاف مخصصاتها خلال أيام قليلة، لافتاً إلى أنه تم مؤخراَ إيقاف مخصصات نحو 30 سرفيساً من مادة المازوت ضمن المدينة، مضيفاً: إنه لن تتم إعادة مخصصات السيارات المتسربة إلا بعد موافاتنا بكتاب من رئيس مجلس المدينة بالنسبة للخطوط الداخلية أو من رؤساء الوحدات الإدارية بالنسبة للخطوط الخارجية بالإضافة إلى كتابة تعهد من قبل صاحب الآلية بالالتزام بالعمل على الخط المخصص له.
ونوه خضور إلى أنه تم العمل على ضبط عملية توزيع مادة المازوت بالنسبة للآليات العاملة على الخطوط الخارجية بالإضافة إلى ضبط السرافيس المتسربة منها على خطوط الأرياف وعودتها للعمل من خلال توطين بطاقات تعبئتها بمادة المازوت ضمن محطات الانطلاق فقط ويحدد بموجب تلك البطاقات عدد النقلات اليومية لكل سرفيس وختمها من محطة الانطلاق ومن الوحدة الإدارية التي يتبع لها الخط، بالإضافة إلى المراقبة الكامل من قبل لجنة النقل في مجلس محافظة حمص والوحدات الإدارية لضبط أي عملية تسرب أو تلاعب بالمادة.
أما بالنسبة للخطوط الداخلية فتم الاتفاق مع لجان الأحياء والمختار للمساعدة على مراقبة جميع الخطوط والسرافيس المتسربة على مدار الساعة والإعلام عنها على الفور لاتخاذ الإجراءات أصولاً.
وبيّن خضور أنه وبهدف تحسين واقع النقل على خطوط الأرياف تم تسيير عدد من باصات النقل الداخلي من شركة خاصة للتخديم، لافتاً إلى أنه يوجد حالياً عدة طلبات جديدة من الشركة تتم دراستها لتعزيز خطوط الأرياف بعدد آخر من الباصات بعد توفر الاحتياج من مادة المازوت.
ولفت إلى أنه خلال يوم العطلة تم العمل على تقليص عدد السيارات العاملة على الخطوط كافة وتحديد مناوبات لعدد من السرافيس لعدم وجود موظفين أو ضغط ركاب.
بدوره أكد مدير شركة النقل الداخلي بحمص علي الحسين لـ«الوطن» تخفيض مخصصات باصات النقل الداخلي بالمحافظة بنسبة 25 بالمئة إلا أن هذا التخفيض لم يؤثر في العمل وتخديم كافة الخطوط المحددة الشركة نتيجة لإدارة هذا النقص بكفاءة عالية و منع الهدر بشكل كامل، لافتاً إلى أن جميع باصات الشركة تعمل في أوقات الذروة على الخطوط المعتادة بوردية نهارية واحدة منذ الصباح وحتى الساعة الثالثة بعد الظهر، إضافة لما تقوم به من التدخل في الأماكن التي تشهد ازدحاماً من خارج الخطوط المحددة لها.
وأشار الحسين إلى أنه يوجد في الشركة 111 باص نقل داخلي بالخدمة 70 منها تعمل بشكل فعلي على الخطوط الداخلية ضمن المدينة والباقي منها جزء مهمات وجزء آخر في الصيانة، لافتاً إلى أن النقص الكبير بعدد السائقين والفنيين الذي تعاني منه الشركة يعوق موضوع تشغيل أعداد إضافية من الباصات أو تشغيل وردية إضافية ثانية مسائية.