رام الله: أعادت للقضية وهجها … بطاركة ورؤساء الكنائس في القدس يدعون المجتمع الدولي للتدخل ووقف الأعمال الاستفزازية
| وكالات
عبّر البطاركة ورؤساء كنائس القدس عن خيبة أملهم وقلقهم العميق تجاه ما يجري في المدينة المحتلة، سواء في المسجد الأقصى أم في الشيخ جراح، الذي تنال من سلامة المصلين وكرامة الفلسطينيين الذين يتعرضون للإخلاء من منازلهم، داعين المجتمع الدولي للتدخل لوقف الأعمال الاستفزازية، ومواصلة الصلاة من أجل سلام القدس.
وقال البطاركة ورؤساء كنائس القدس في بيان لهم حصلت «الوطن» على نسخة منه أمس: «نشعر بخيبة أمل وقلق عميقين إزاء أحداث العنف الأخيرة في القدس، وهذه التطورات المتعلقة سواء في المسجد الأقصى أم في الشيخ جراح تنتهك حرمة المقدسيين والقدس كمدينة للسلام».
وأكد البطاركة في بيانهم، أن الأعمال التي تنال من سلامة المصلين وكرامة الفلسطينيين الذين يتعرضون للإخلاء من منازلهم هي أعمال غير مقبولة، معتبرين أن الطابع الخاص للقدس كمدينة مقدسة، في ظل الوضع الراهن «يجبر جميع الأطراف على الحفاظ على الوضع الحساس في المدينة».
ولفت البطاركة في بيانهم إلى أن التوتر المتزايد والمدعوم بشكل رئيس من قبل من سموهم «الجماعات اليمينية المتطرفة»، يعرّض الواقع الهش بالقدس وما حولها للخطر، داعين المجتمع الدولي وجميع أصحاب النيات الحسنة للتدخل لوقف هذه الأعمال الاستفزازية ومواصلة الصلاة من أجل سلام القدس.
بدورها دعت اللجنة الرئاسية العليا لمتابعة شؤون الكنائس في فلسطين، إلى قرع الأجراس ليل أمس تضامناً مع المرابطين في القدس والمصلين في المسجد الأقصى المبارك، ونصرة لفلسطين وشعبها.
وقالت اللجنة في بيان لها تلقت «الوطن» نسخة منه: «نظراً للأوضاع الراهنة في القدس واستمرار الهجمة الشرسة للاحتلال ومستوطنيه من اقتحام للمسجد الأقصى المبارك والاعتداء على المصلين فيه، وما سبقها من اعتداء على المحتفلين في سبت النور، ومنع المصلين من الوصول لكنيسة القيامة المباركة، تدعو اللجنة الرئاسية العليا لمتابعة شؤون الكنائس لقرع الأجراس، تضامناً مع المرابطين في القدس والمصلين في المسجد الأقصى المبارك، ونصرة لفلسطين وشعبها».
على خط موازٍ، اعتبر رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس ومطران القدس، المطران عطالله حنا، في حديث لموقع «النشرة» أن «التعدي على المسجد الأقصى هو تطاول على الشعب الفلسطيني وكل الأمة العربية، مشدداً على أنه «نرفض ونستنكر التطاول والمساس بحرمة المسجد، وما حصل اليوم وخلال الأيام الماضية من تعديات على الأقصى والمصلين هو أمر مرفوض جملة وتفصيلاً، لاسيما التعدي على المقدسات المسيحية خلال عيد القيامة».
وتمنى المطران على «الجميع في كل أنحاء العالم أن يقفوا إلى جانب القدس والمسجد الأقصى وأن لا يكتفوا بالبيانات التي يقومون بإصدارها فهذا الأمر ليس كافياً لأن القدس ليست للفلسطينيين فقط بل للجميع».
ولفت إلى أنه يتابع كل المجريات ويلاحظ الارتباك الصهيوني الحاصل بعد خروج الفلسطينيين يداً واحدة إلى الشوارع نصرة للمسجد والكنيسة، مضيفاً: نحن أطلقنا شعاراً أن الأقصى والقيامة توءمان لا ينفصلان، والجميع من موقعه يعمل من أجل الدفاع عن القدس والمقدسات.
وشدد على أن «المسيحي الفلسطيني يقف إلى جانب أخيه المسلم في وجه الاعتداءات، لافتاً إلى أن شباب الكنيسة يرابطون في الأقصى مع إخوتهم».
في سياق متصل، قال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة: «إن ما قامت به قوات الاحتلال الإسرائيلي من اقتحام واعتداء وحشي على المصلين في المسجد الأقصى المبارك وباحاته هو تحدٍ جديد للمجتمع الدولي.
وأكد أبو ردينة أن الحكومة الإسرائيلية ضربت عرض الحائط بكل هذه الجهود والتدخلات الدولية، مشدداً على أن القيادة الفلسطينية وشعبنا لن يسمحوا بتمرير هذه المخططات الإسرائيلية.
إلى ذلك، قال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، أن مجلس الوزراء في حالة انعقاد دائمة، من أجل المتابعة اليومية لأهلنا في مدينة القدس ودعم صمودهم.
وأضاف رئيس الوزراء في مستهل جلسة الحكومة المنعقدة أمس الإثنين، في مدينة رام اللـه والتي خصصت لنقاش تطورات الأوضاع القدس، أن القدسَ تعيدُ اليوم وهجَ القضية أمام من يحاولون عبثاً طمسَ هويتِها، وتغييرَ معالمِها، وتزويرَ تاريخِها العربيِّ والإسلاميّ والمسيحي.
وأشار اشتية إلى أن ما يجري في القدس من دعوة للقتل يعبر عن روح الإجرام والكراهية التي تمارس في التربية الحزبية والتربية المدرسية ومناهج التعليم في إسرائيل.
وقال رئيس الوزراء: «ندين اقتحام قوات الاحتلال للمسجد الأقصى فجر اليوم وإصابة العشرات من المصلين بجراح تمهيداً لاقتحام غلاة اليمين المتطرف لباحاته، وأحمِّل الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة إزاء ما يتعرض له المصلون في المسجد الأقصى المبارك».
وحذّر من النتائج التي ستترتب عن مثل هذه الاقتحامات، ومحاولات إخلاء أهالي الشيخ جراح أصحاب الأرض الأصليين من بيوتهم، فأهالي الحي المهدّدون اليوم بالتهجير من منازلهم سبق أن هُجروا من بيوتهم في حيفا، ويافا، وعكا إبان النكبة عام 48 التي تصادف ذكراها الـ73 هذا العام مع عيد الفطر المبارك.
ودعا رئيس الوزراء المجتمع الدولي للتدخل الفوري لوقف تلك الانتهاكات المروعة وتوفير الحماية للمواطنين في الأراضي الفلسطينية وخاصة في مدينة القدس التي تتعرض للتطهير العرقي.
وتابع: أُحيي باسمِكُم أهلَنا في القدسِ العربيةِ، الذين أعادوا القضيةَ من جديدٍ إلى جدولِ الأولوياتِ في العالم من أجل نصرة المدينة المقدسة وفلسطين، ونشد على يد المرابطين عند أسوارِها من شبابِها، وشيوخِها، وأطفالها، ونسائِها، الذين يحرسونَها برموشِ عيونِهِم، ونزْفِ جراحِهِم، ووجعِ معاناتِهِم.
وأدان عزمَ سلطاتِ الاحتلال بناء 392 وحدةً استيطانيةً جديدةً على أراضي الخضر والظاهرية ورامين في طولكرم، إضافة إلى شقّ شارعٍ التفافيٍّ بالساوية في نابلس، وهي مخططاتٌ لاستكمال برامج الاستعمار الاستيطاني، في إطار السجالِ الدائرِ بينَ الأحزاب اليمينيةِ المتطرفةِ لتشكيلِ الحكومةِ الإسرائيليةِ الجديدة.
على خطٍّ موازٍ، طالبت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، مجلس الأمن بتوفير الحماية لشعب فلسطين، مؤكدة أن ذلك ليس امتيازاً أو منّة، وإنما واجب وحق مشروع لشعب تحت الاحتلال، يواجه أشكال البطش والجرائم التي عبرت عنها الجنائية الدولية وتعاملت معها كجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
وقالت إنه آن الأوان لمجلس الأمن الدولي أن يتحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية تجاه جرائم الاحتلال، وهو بحاجة إلى جرأة وشجاعة في نصرة شعبنا وقضيته.
وأدانت الوزارة الاعتداءات الوحشية المتواصلة التي ترتكبها شرطة الاحتلال على مدار الساعة ضد المواطنين المقدسيين، في محاولة لتفريغ باحات المسجد الأقصى المبارك من الفلسطينيين وإحكام الاستيلاء عليه، لكسر إرادة الشبان المقدسيين الذين يدافعون عنه.
في سياق متصل، دعت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، «جماهير الشعب الفلسطيني، إلى إعلان النفير العام والخروج في مسيرات الغضب إسناداً للمقدسيين وتأكيداً على وحدة الشعب الفلسطيني وانخراطه في فعاليات الانتفاضة المباركة التي اشتعلت شرارتها خلال شهر رمضان المبارك في القدس المحتلة».
وقالت في بيان لها: «ندعو لإعلان النفير والغضب في كل أنحاء فلسطين ومخيمات اللجوء والشتات نصرة لأهلنا في القدس ودعماً لانتفاضة رمضان».
وتوجّهت حركة الجهاد الإسلامي «بالتحية لجماهير المرابطين في المسجد الأقصى منطقة باب العامود وحي الشيخ جراح بالقدس المحتلة، وأشادت بالصمود العظيم الذي جسّده المقدسيون والمرابطون ومن خلفهم جموع شعبهم على مدار ليالي شهر رمضان المبارك».