تعددت طرق الحسم.. الهدف الذهبي توّج ألمانيا وفرنسا … القرعة ابتسمت لإيطاليا.. وتشيكوسلوفاكيا ملكة الترجيح
| محمود قرقورا
يبقى الحسم بركلات الترجيح مؤلماً للخاسر ومفرحاً من الباب الضيق للفائز الذي يتنفس الصعداء عند انتهاء المعاناة، وما أكثر الشواهد في البطولة الأوروبية للمنتخبات!
ركلة الترجيح يحتاج تنفيذها لمواصفات خاصة أهمها الثقة وبرودة الأعصاب، وشاءت الأقدار أن يكون أول حسم بركلات الترجيح في نهائي 1976 واللافت أن الضحية المنتخب الألماني استفاد من الدرس القاسي وفاز بكل المباريات التي قيد فيها لركلات الترجيح فيما بعد سواء على الصعيد الأوروبي أم المونديالي.
حكاية ركلات الترجيح جزء من اللعبة التي تنقل من النعيم إلى الجحيم برمشة عين ومن الجحيم إلى النعيم بلحظة.
وفي العرس الأوروبي عبست الترجيح بوجه منتخبات كانت الطرف الأفضل وهذا حال إسبانيا في يورو 1996 أمام إنكلترا، وحال إنكلترا في البطولة نفسها أمام ألمانيا، وهولندا في يورو 2000 أمام إيطاليا.
والغريب أنه في نصف نهائي عام 2000 أخفق المنتخب الهولندي في ترجمة ركلتي جزاء خلال الوقت الأصلي منحهما له الحكم الألماني الطبيب ماركوس ميرك، كما أن المنتخب الهولندي أهدر ثلاثاً من أصل أربع ركلات ترجيحية فتأهلت إيطاليا للنهائي في أكثر يوم أسود من علامة الجزاء للطواحين أضاعوا فيه خمساً من ست تسديدات.
تشيكوسلوفاكيا ووريثها الشرعي جمهورية التشيك أكبر الغانمين بهذا الحل بالعلامة الكاملة ففازت بنهائي عام 1976 على حساب ألمانيا الغربية، وبالمركز الثالث عام 1980 أمام إيطاليا، وتجاوزت فرنسا بنصف نهائي 1996 دون إهدار أي ركلة.
وفاز المنتخب الإسباني ثلاث مرات بالترجيح بمواجهة الدانمارك 1984 وإيطاليا 2008 والبرتغال 2012 ولكن نسبته 75 بالمئة، إذ ودّع أمام الإنكليز من ربع نهائي 1996.
عموماً هولندا وإيطاليا وإنكلترا أكثر المنتخبات التي اكتوت بنار ركلات الأعصاب ثلاث مرات مقابل فوز لهولندا ومثله لإنكلترا وفوزين لإيطاليا، لكن تجربة الطواحين الأكثر مرارة فخسر باستن وزملاؤه أمام الدانمارك بنصف نهائي عام 1992 كما خسر بيركامب وزملاؤه في ربع نهائي 1996 أمام فرنسا قبل أن تتجدد الأحزان أمام ملعب يملؤه المشجعون البرتقاليون عندما وقع أصحاب الأرض ضحية تألق الحارس الإيطالي تولدو عام 2000، والابتسامة الوحيدة للطواحين كانت في البطولة الثانية عشرة ضمن الدور ربع النهائي على حساب السويد 2004.
إيطاليا الأكثر خوضاً للترجيح بخمس مرات خسرت ثلاثاً منها، المباراة الترتيبية 1980 أمام تشيكوسلوفاكيا ومباراة ربع نهائي 2008 أمام إسبانيا، ومباراة ربع نهائي 2016 أمام ألمانيا، وخفف معاناتها مع ركلات الأعصاب أنها تجاوزت هولندا نحو نهائي 2000 وتجاوزت إنكلترا نحو المربع الذهبي ليورو 2012.
إنكلترا فازت في المرة الأولى عندما لجأت للترجيح على حساب إسبانيا في ربع نهائي 1996 ولكنها خسرت لاحقاً ثلاث مرات، في البطولة التي استضافتها أمام ألمانيا في نصف نهائي 1996 وفي ربع نهائي 2004 أمام البرتغال وفي ربع نهائي 2012 أمام إيطاليا.
ومنتخبات كرواتيا والسويد وسويسرا لعبت الترجيح مرة وخسرت لتكون نسبة إخفاقها مئة بالمئة.
خيبة أصحاب الأرض
لوحظ أن أصحاب الأرض لا يقوون على الثبات بركلات الأعصاب الترجيحية والسبب ربما الضغط الجماهيري، فإيطاليا خسرت المركز الثالث عام 1980 أمام تشيكوسلوفاكيا، وإنكلترا عبرت محطة الماتادور في ربع نهائي 1996 ثم خسرت بطاقة نهائي النسخة ذاتها لمصلحة ألمانيا، وهولندا أخفقت في الوصول لنهائي 2000 لمصلحة إيطاليا، ووحدها البرتغال من بين المستضيفين وكانت الاستثناء عندما أطاحت بإنكلترا من ربع نهائي 2004.
غزارة
خمس بطولات خلت من أي مباراة انتهت بركلات الترجيح التي لم تكن أقرت رسمياً قبل السبعينيات، فغابت ركلات الترجيح أعوام 1960 و1964 و1968 و1972 و1988 ولوحظ أن البطولة العاشرة في إنكلترا شهدت غزارة في المباريات التي انتهت بركلات الحظ بواقع أربع مباريات.
بالأرقام ثماني عشرة مباراة انقادت لركلات الترجيح ونُفذّت 194 ركلة سجلت 154 منها وضاعت 40.
والرقم القياسي للركلات المسددة 18 ركلة وحدث ذلك مرتين، الأولى في مباراة تشيكوسلوفاكيا وإيطاليا 1980 وهي المباراة الأكثر تسجيلاً عبر الترجيح بـ17 ركلة، والثانية في مباراة ألمانيا وإيطاليا 2016 وهي المباراة الأكثر إخفاقاً في الترجمة بسبع ركلات منها أربع للطليان كرقم قياسي.
مباراة تركيا وكرواتيا 2008 هي الأقل تنفيذاً للترجيح بسبع ركلات فقط، كما أنها مع مباراة هولندا وإيطاليا 2000 الأقل ترجمة بأربع ركلات فقط.
ولوحظ أن كل المنتخبات التي خاضت الترجيح مرتين في مباراة واحدة فازت في الأولى وخسرت في الثانية، وهذا حال إنكلترا 1996 وفرنسا 1996 وبولندا 2016.
أكثر حارس مرمى نّفذت عليه ركلات ترجيح الإيطالي بوفون بـ18 ركلة ضاع ست منها كرقم قياسي.
وأكثر حارس ولجت مرماه ركلات ترجيح هو الهولندي فاندر سار بـ12 ركلة، ويبقى بوفون وفاندر سار قياسيين من حيث حضورهما في الترجيح بثلاث مرات.
وانفرد الإسباني سيسك فابريغاس بكونه الوحيد الذي نفّذ ركلة الحسم مرتين وكان ذلك أمام إيطاليا 2008 وأمام البرتغال 2012.
الحسم بالطرق الأخرى
بطولة كأس أمم أوروبا عايشت جميع حالات الحسم تنفيذاً للنظام المتبع، فتم الحسم حيناً بمباراة إعادة، وحيناً بالقرعة، وتارة بالهدف الذهبي أو الفضي خلال الوقت الإضافي، وتارة أخرى بالتمديد لشوطين إضافيين كاملين، وهاكم المباريات التي حسمت بطرق مختلفة.
الحسم بالهدف الذهبي
ثلاث مباريات حسمت بالهدف الذهبي الذي طبق في نسختي 1996 و2000، ففي نهائي 2000 تغلبت فرنسا على إيطاليا بهدفين لهدف بعد التعادل 1/1، وكانت فرنسا قد تجاوزت البرتغال بنصف النهائي بالطريقة ذاتها.
أما المباراة الأولى من هذا الصنف فكانت في نهائي 1996 الذي اشتهر بنهائي بيرهوف الألماني الذي سجل هدفي المانشافت بمرمى تشيكيا في تلك المباراة التي انتهت بهدفين لهدف بعد التعادل 1/1.
الحسم بالهدف الفضي
مباراة وحيدة حسمت بالهدف الفضي وهذا النظام طبق فقط في يورو 2004 القاضي باستكمال الوقت الإضافي الذي يسجل فيه الهدف، والمباراة الوحيدة التي انتهت بالهدف الفضي كانت بين اليونان وتشيكيا في نصف نهائي 2004 يوم فاز الإغريق بهدف مقابل لا شيء.
المباراة التاريخية التي حسمت بالقرعة
المنتخبان: إيطاليا * الاتحاد السوفييتي ببطولة 1968 وكانت النتيجة صفر/صفر.
ملاحظتان
• مباراة إيطاليا والاتحاد السوفييتي بنصف نهائي 1968 لم تحسم حتى بعد لعب 30 دقيقة لشوطين إضافيين ففازت إيطاليا بالقرعة.
• مباراة إيطاليا ويوغسلافيا في نهائي عام 1968 لم تحسم رغم لعب شوطين إضافيين ففازت إيطاليا بمباراة الإعادة حيث لم يكن معمولاً بنظام ركلات الترجيح.