لا العتب يفيد، ولا نبش الدفاتر القديمة يأتي بأي ثمار.. لا يهمّنا على من يقع اللوم، لأنه في الأساس لا وقت للوم، ولا وقت للهروب أيضاً، وعلى اتحاد الكرة أن يتحمّل مسؤولياته بكل أمانة واقتدار، فأقلّ من ثلاثة أشهر ويبدأ الجدّ في منتخبنا الوطني، مع تصفيات الدور الحاسم المؤهل إلى مونديال 2022، ومع كأس العرب التي تنطلق أواخر تشرين الثاني، وهنا وهناك لا نقبل أن نكون (ملطشة) للمنتخبات الأخرى، ولا نقبل أن يحضر التباكي من الظروف وعليها، فلسنا الوحيدين الذين عانينا من (كورونا)، ولسنا الوحيدين الذين كنا مشغولين ببطولة الدوري.
هناك خطاب غائب منذ عقود، وهو خطاب العقل، يبدو أن لا أحد يعرف التعامل به، وفي كلّ موقف حرج يهربون إلى خطاب عاطفي لم يعد يجدي نفعاً ولا يقطف صبراً أو رضا!
من سيقود منتخبنا في الاستحقاقين القادمين لا يحقّ له أن يتحدث عن أنه قبل مهمة انتحارية) كرمى للوطن وعيون منتخبه، من سيقبل بهذه المهمة يعرف الظروف ويعرف الإمكانيات وعليه أن يقبل التحدي وأن يكون مسؤولاً عن النتائج.
ليس شرطاً أن نبلغ نهائيات كأس العالم حتى نكون راضين تمام الرضا، فالمهمة صعبة بالمطلق حتى لو كنّا في أحسن أحوالنا، ولكن الظهور القوي والمشرّف، والمدروس أيضاً، هو ما نبحث عليه في منتخبنا الوطني، وهو ما نريد أن نتابع لاعبينا عليه، وما عدا ذلك سيكون (هراء) لا يستحق أن نصرف من أجله أي ليرة.
لو أننا كل سنة تعلمنا مفردة من مفردات كرة القدم الصحيحة لكنّا ختمنا المنهاج، ونجحنا بأي امتحان بتقدير جيد جداً، لكن وبكل أسف، ومع كل مرحلة كروية جديدة، وقبل أي استحقاق كروي منتظر نبدو وكأننا نتوجه إلى الروضة للمرة الأولى في تاريخنا.