بعد زيادة سعر المازوت… «سرافيس» تتريث بالنزول للعمل … سكرية لـ«الوطن»: زيادة تعرفة الخطوط الطويلة من 100 إلى 130 ليرة والقصيرة من 75 إلى 100 ليرة .. خلف: إيقاف موافقات نقل الطلاب والموظفين بشكل كامل وتعميم التعرفة الجديدة على المرور والبلديات
| محمد راكان مصطفى - فادي بك الشريف
فوضى يمكن تسميتها اتسمت بها خطوط النقل الداخلي في العاصمة دمشق والعديد من السرافيس والباصات التي ضربت بعرض الحائط التعرفة الصادرة واستغلت على الفور قرار رفع سعر ليتر المازوت لـ500 ليرة سورية، وسط غياب واضح للعديد من السرافيس ما تسبب بازدحامات كبيرة جداً.
«شر البلية ما يضحك» بهذه العبارة وصف العديد من المواطنين وحتى أصحاب سرافيس وباصات، قرار لجنة تحديد الأسعار في محافظة دمشق المتضمن تعديل تعرفة الركوب لخطوط النقل الداخلي بدمشق العاملة على المازوت لتصبح تعرفة الركوب للخطوط القصيرة لغاية 10 كم للباصات والميكروباصات 100 ل.س للراكب الواحد، وتعرفة الركوب للخطوط الطويلة فوق 10 كم للباصات والميكروباصات 130 ل.س للراكب الواحد.
«الوطن» رصدت واقع عدد من الخطوط ومن خلال الشكاوى الواردة، فإن عدداً من السرافيس في كراج النقل الشمالي في منطقة العباسيين والبولمان باتت تتقاضى ضعف الأجرة بمجرد صعود المواطن إلى السرفيس بغض النظر عن وجهته، بحيث تتراوح الأجرة بين 200 و250 ليرة سورية.
فمثلاً سرفيس مزة جبل كراجات رفع الأجرة للضعف لتقفز من 100 إلى 200 ليرة سورية، أما سرفيس باب مصلى كراجات فتقاضى أجرة تتراوح بين 250 و300 ليرة سورية، وسرافيس الخطوط القصيرة مثل التضامن مسبقة الصنع فحامة ودف الشوك فحامة أصبحت تتقاضى 200 ليرة بعد أن كانت تعرفتها 75 ليرة، في وقت توقفت فيه العديد من السرافيس عن العمل ريثما تتوضح القرارات الجديدة الواضحة التي ستصدر عن المحافظة.
أما باصات النقل فأيضاً ضاعف بعضها الأجرة لتبلغ 200 ليرة سورية، على حين زادت فيه حالات الازدحام وسط تأفف المواطنين من هذا الواقع المزري الذي وصلت إليه أمور النقل نتيجة رفع أسعار المازوت.
هذا ومن خلال جولة لـ«الوطن» شهدت شوارع العاصمة صباح أمس ازدحاماً كبيراً عند مواقف وسائل النقل في ظل غياب ازدحام للمركبات عن كثير من إحيائها، كثير من السرافيس والميكروباصات آثرت أن تتوقف عن العمل مع بدء تنفيذ قرار رفع سعر المازوت الذي دخل حيز التنفيذ يوم أمس، ومن عمل منها وهي قليلة فرضت التعرفة التي تتماشى مع رغباتها، أمام عجز المواطنين المضطرين للخضوع في سبيل الوصول إلى مقاصدهم.
ولم تخلُ الأجواء من بعض الملاسنات بين الركاب والسائقين عن قيامهم بمضاعفة الأجرة في ظل إصدار المحافظة في قرار مستعجل التعرفة الجديدة لوسائل النقل تحت مبررات مختلفة فمنهم من تذرع بأن القرار مازال شفهياً بانتظار تنفيذه بشكل نظامي وبموجب لصاقات رسمية وحتى ذلك الوقت قرار التسعيرة يخضع لمزاجية السائقين الذين يندبون ما وقع بهم جراء رفع سعر المازوت.
المعلومات تؤكد لـ«الوطن» أن التعرفة محددة بناء على لجنة مشكلة في (التجارة الداخلية) برئاسة عضو المكتب التنفيذي المختص في المحافظة، مشيراً إلى أن الأمر رهن الرقابة واتخاذ الإجراءات اللازمة لضبط أي مخالفات.
وبين عضو المكتب التنفيذي في محافظة دمشق شادي سكرية لـ«الوطن» أنه تم تحديد التعرفة بناء على قرار رفع مادة المازوت، وفقاً لقرار وزارة التجارة الداخلية الذي تم فيه تحديد نسبة الزيادة التي يجب زيادتها وهي 28.5 بالمئة.
وأشار سكرية إلى أنه تم زيادة التعرفة الجديدة فأصبحت 130 ليرة للخطوط فوق 10 كليومترات بدلاً من100ل.س، كما أصبحت التعرفة للخطوط القصيرة أي أقل من 10 كيلومترات 100 ليرة بعد أن كانت 75 ليرة.
المفارقة أنه بموجب القرار بات على المواطن والسائق تأمين عملة نقدية من فئة 10 ليرات (فراطة) حتى يتسنى الالتزام بتطبيق هذه التعرفة علماً أنها أقل مما كان مطبقاً بشكل فعلي منذ سنوات؟!
وفي محافظة ريف دمشق عقد المكتب التنفيذي صباح أمس اجتماعاً برئاسة محافظ ريف دمشق معتز أبو النصر جمران رئيس المكتب التنفيذي وتمت خلال الاجتماع مناقشة تعديل أجور نقل الركاب على جميع الخطوط وذلك بعد رفع أسعار المازوت إلى 500 ليرة لليتر الواحد.
كما تمت مناقشة تعديل أسعار أجور نقل الركاب بناء على نسبة التعرفة الصادرة عن وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك، وعليه اجتمعت لجنة نقل الركاب بالمحافظة برئاسة عضو المكتب التنفيذي عامر خلف وعضوية مدير التجارة الداخلية ومدير النقل ورئيس فرع المرور بالمحافظة ومدير عام شركة النقل الداخلي ورئيس مكتب نقابات عمال النقل البري ورئيس اتحاد الجمعيات التعاونية للنقل ومعاون مدير التجارة الداخلية، وتم خلال الاجتماع تعديل نسبة تعرفة أجور النقل بزيادة مقدارها 28.5 بالمئة للسرافيس من 9 إلى 14 راكباً و26.7 بالمئة للميكروباصات والبولمانات وشبه البولمانات والباصات العادية والميكروباصات العادية وبنسبة لشركات الاستثمار وتمت إحالة القرار للمكتب التنفيذي للمصادقة عليه.
والحال في كثير من مدن ريف دمشق لم تفرق كثيراً عن واقع العاصمة حيث استغل بعض سائقي السرافيس توقف باقي السائقين عن العمل ليفرضوا أجور النقل وفقاً لمزاجهم، ففي ضاحية قدسيا تقاضى السائقون 500 ليرة على الراكب، في ظل استغلال سائقي التكاسي للوضع وفرض أجور خيالية على المضطرين، وهذا الواقع ينسحب على باقي مدن الريف في التل ومنين وغيرهما من المناطق.
هذا وأوضح عضو المكتب التنفيذي لقطاع النقل في محافظة ريف دمشق إياد خلف لـ«الوطن» أن قرار تعديل تسعيرة وسائل النقل العاملة على خطوط النقل، تم تطبيقاً لقرار وزارة التجارة الداخلية، وفقاً للنسبة المحددة من قبلها، وبما يتوافق مع الزيادة على سعر المازوت.
وأكد خلف أنه تم تعميم قرار التعرفة الجديد على المرور والبلديات، مشيراً إلى تشديد وزير الإدارة المحلية والبيئة حسين مخلوف خلال اجتماعه مع رؤساء المجالس المحلية في المحافظة على موضوع مراقبة السرافيس وتطبيق العقوبات وفقاً لما نص عليه القانون 8 لعام 2021 بحق من يتقاضى أجرة زائدة، وأكد أنه تم تكليف رؤساء المجالس مراقبة عمل السرافيس، مضيفاً: كما تم التشديد على مراقبة وضبط مخالفات الأسعار في الأسواق.
وأشار إلى أن المحافظة كانت في وقت سابق قد اتخذت قراراً بحق السرافيس التي تحصل على مخصصاتها من مادة المازوت والتي لا تعمل على خطوطها حيث يتم سحب البطاقة الإلكترونية الخاصة باستلام المخصصات من السائق لمدة معينة، وبعد تقدمه بتعهده لدى مدير الناحية يتم إرجاع البطاقة له، مضيفاً: وفي حال تكرار المخالفة يتم سحب البطاقة بشكل نهائي.
وأوضح عضو المكتب التنفيذي أنه تم إيقاف موافقات نقل الطلاب والموظفين بشكل كامل حالياً، ولفت إلى تعاون شركة النقل الداخلي عبر تخديم الخطوط في محافظة ريف دمشق، منوهاً بأن الشركة تخدم نحو 57 خطاً في الريف منها خطوط قريبة ومنها بعيدة، مشيراً إلى أنها تساهم في حمل عبء كبير في النقل ضمن محافظة ريف دمشق.
وبيّن أنه تم تطبيق تزويد وسائل النقل العاملة في ريف دمشق بمادة المازوت وفق التسعيرة الجديدة، موضحاً بأن مخصصات السرافيس محددة بـ30 ليتراً يومياً، مع وجود اعتبارات تتعلق بزيادة المخصصات وفقاً لطول الخط.
وكانت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك قد أقرت أمس تعرفة جديدة لأجور النقل بين المحافظات للراكب في كل من السرفيس من 9 إلى 14 راكباً، والميكروباص 25 راكباً، والباص بولمان وشبه البولمان المكيف من 30 إلى 40 راكباً، إضافة إلى ميكروباص بولمان وشبه بولمان مكيف 24 راكباً. وذلك وفقاً للمسافة الكيلو مترية.
ووفقاً لما رصدت «الوطن» لم تلق التعرفة رضا لدى سائقي وأصحاب وسائل النقل، معتبرين أن الزيادة لا تتناسب مع ارتفاع تكاليف الصيانة وقطع الغيار.