تسود حالة من السخط والرعب أوساط الأهالي في المناطق التي تسيطر عليها التنظيمات الإرهابية، وتحديداً المناطق التي تسيطر عليها ما تسمى «هيئة تحرير الشام»، التي يتخذ منها تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي غطاء له، وذلك جراء الإعدامات والاعتقالات والتهم الجائرة الجاهزة التي يمكن أن توجهها «الهيئة» لأي شخص لا يعجبها.
وأوضحت مصادر محلية من إدلب، حسبما نقلت وكالة أنباء «آسيا» اللبنانية، أن مناطق سيطرة «الهيئة» شهدت تظاهرة كبيرة، وسط استياء شعبي كبير من ممارساتها، في اعتقال معارضيها والحكم عليهم بالإعدام مثل الشابين حسن الشيخ وخالد الجاجة.
وأكدت المصادر أن الناس باتت تتهامس فيما بينها ضد «الهيئة»، وتعبر عن سخطها بسبب الاعتقالات الجائرة والتهم الجاهزة التي يمكن أن توجهها لأي شخص لا يعجبها، مضيفة: إن الكثير من العائلات باتت خائفة على أولادها الشباب وتحذرهم من إبداء أي رأي ضد «الهيئة» أو الحديث في السياسة سواءً في اللقاءات الاجتماعية أو حتى على مواقع التواصل الاجتماعي، وقالت: «إن الرعب بات يسيطر على الناس في إدلب وريفها».
وبعد أن انقلب عليه سيده التركي، انتقد الضابط الفار أحمد رحال احتفال «الهيئة» بسيطرة حركة «طالبان» على الحكم في أفغانستان وقال: «الأمر الأهم الذي يجب ألا ننساه أن طالبان شريكة تنظيم القاعدة ولا يمكن أن تكون مثالاً للشعب السوري بعد كل ما عانيناه من إجرام «جبهة النصرة» و«داعش»، وعلى شيوخ الرز بحليب وقف التطبيل لطالبان».
إلى ذلك أفاد مصدر مطلع على سير الأعمال القتالية في منطقة إدلب، حسب «آسيا» اللبنانية، بأن كلاً من الجيش العربي السوري وحليفه الروسي ينويان البدء بعمليات قص أظافر للتنظيمات الإرهابية، لاسيما «الهيئة» في بعض المناطق، متوقعاً أن يكون ذلك تمهيداً للتقدم نحوها برياً في المستقبل، إذ إن حسم ملف درعا سيعطي زخماً كبيراً نحو ملف إدلب وفق اعتقاده.
وكشفت مصادر أهلية في إدلب لـ«الوطن» في السادس عشر من الشهر الجاري أن الاحتفالات عمّت محافظة إدلب عقب استيلاء «طالبان» على الحكم في أفغانستان، وعلت أصوات «شرعيي» ومتزعمي «النصرة» ومكبرات الصوت في المساجد ابتهاجاً بـ«انتصار» إخوتهم في «العقيدة»، ووزعت الحلويات و«الشعيبيات» في شوارع المدن الرئيسة، وفي مقدمتها إدلب التي يتخذها «النصرة» عاصمة لـ«إمارته» الإسلامية بدعم منقطع النظير من النظام التركي الذي ابتهج للمشهد.
وعلى حين اعتبر أحد «شرعيي» جبهة النصرة المدعو مظهر السويس أن تنظيمه الإرهابي نهل الكثير من الدروس من حركة طالبان وأن «المعادلة تغيرت الآن»، وصف شرعي آخر بارز له والملقب بـ«أبو ماريا القحطاني» الحركة بـ«الإخوة»، واعتبر انتصارها «انتصاراً للمسلمين، ولجميع المظلومين»، بينما ذهب زميلهما التونسي الملقب بـ«الإدريسي» بعيداً في تصوراته وأحلامه بالقول: «ما بعد تحرير أفغانستان ليس كما قبله، طالبان قررت إعادة رسم سياسة العالم من جديد»!