كشف مصدر مطلع، أن المناطق التي تسيطر عليها ما تسمى «الإدارة الذاتية» الكردية الانفصالية تشهد سيطرة واضحة لمتزعمي ما يسمى «حزب العمال الكردستاني-PKK»، على حساب ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد» و«مجلس سورية الديمقراطية- مسد» المقرّبين من الاحتلال الأميركي، الأمر الذي دفع نائب المبعوث الأميركي إلى سورية ديفيد براونشتاين إلى التدخل ومناقشة الأخطاء والانتهاكات التي ارتكبت في الفترة الأخيرة بمناطق «الإدارة» مع متزعمي ميليشياتها ومسؤوليها.
وأوضح المصدر أن «PKK» استغل غياب وفد وزارة الخارجية الأميركية عن المنطقة خلال الشهرين الماضيين، وأحكم سيطرته على مؤسسات «الإدارة»، وقلص من نفوذ متزعم ميليشيات «قسد» المدعو مظلوم عبدي، حسبما ذكرت مواقع إلكترونية معارضة.
وأشار المصدر إلى أن «PKK» استبعد مسؤولين موالين لعبدي أو مقرّبين منه، وعيّن أشخاصاً وكوادر موالين لـ«الحزب» في المواقع العسكرية والمؤسسات المدنية المهمة.
وبيّن المصدر أن «الإدارة الذاتية» باتت منقسمة بين تيار مقرّب من أميركا، وتيار آخر يعمل وفق أجندات «PKK»، ويعتبر المسيطر الفعلي على المنطقة ويمثله متزعمو «الحزب» من غير السوريين إلى جانب مسؤولين فيما يسمى «حزب الاتحاد الديمقراطي -PYD» و«الإدارة الذاتية» ممن يتصفون بالموالاة المطلقة لـ«PKK».
وذكر المصدر أن براونشتاين ناقش مع متزعمي ميليشيات «قسد» ومسؤولين في «الإدارة» الانفصالية خلال زيارته مناطق سيطرة «الإدارة» السبت الماضي الأخطاء والانتهاكات التي ارتكبت في الفترة الأخيرة بمناطق «الإدارة الذاتية»، ولاسيما مظاهر الدعم والتبعية بالعلن لـ«PKK».
وأفاد ما يسمى «المجلس الوطني الكردي» بأنه عقد لقاءً افتراضياً مع براونشتاين، جرى خلاله تبادل وجهات النظر والرأي حول المستجدات الأخيرة وما جرى حول ما وصفه بـ«انتهاكات بحق المجلس» وسبل مواصلة المفاوضات.
واعتقل مسلحون تابعون لـ«الإدارة الذاتية» في 17 تموز المنصرم، أربعة أعضاء في «المجلس» وداهموا منازل آخرين، قبل أن يتم الإفراج عن أحد المعتقلين، الأسبوع الفائت.
وأشار المصدر إلى أن براونشتاين أكد خلال الاجتماع الاتفاق مع عبدي على وقف الانتهاكات والعمل على توفير أرضية مناسبة لاستئناف المفاوضات الكردية المتعثرة منذ أشهر.
وبيّن أن براونشتاين وعبدي أبديا موافقتهما على ضمان إيقاف الانتهاكات من «الإدارة الذاتية» بحق «المجلس الوطني» وأنصاره ووقف التصعيد الإعلامي وتوفير الأجواء المناسبة للمضي قدماً في مرحلة جديدة من المفاوضات الكردية.
ونظّمت «الإدارة الذاتية» الخميس الماضي مظاهرة مؤيدة لـ«PKK» أمام مقر لقوات ما يسمى «التحالف الدولي» المزعوم في مدينة الحسكة، رفع خلالها المشاركون صور متزعم «PKK» عبد اللـه أوجلان، ولافتات تندّد برئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان.