أهل فافين ينتفضون ضد الاحتلال التركي.. ومطالب «قسد» على المحك اليوم في موسكو … الجيش يعبر الطبقة إلى عين عيسى ومنبج في دائرة اهتمامه
| حلب - خالد زنكلو
تضاربت الأنباء حول المناطق التي قد يكون جرى التوصل بشأنها إلى «تفاهمات» بين المفاوض الروسي و«قوات سورية الديمقراطية- قسد»، تقضي بدخول الجيش العربي السوري إليها وانتشاره فيها، في وقت تتجه الأنظار إلى المشاورات المرتقبة التي سيجريها اليوم الثلاثاء في موسكو وفد من «مجلس سورية الديمقراطية- مسد»، الذراع السياسية لـ«قسد»، برئاسة إلهام أحمد لاستشفاف سقف المطالب الكردية في مناطق شرق وغرب نهر الفرات.
ومن شأن توصل موسكو لاتفاقيات مع المكون الكردي في المناطق التي يهيمن عليها شمال وشمال شرق سورية، تأخير إطلاق صافرة العدوان العسكري للنظام التركي أو شله بشكل تام بعد لغة التهديد والوعيد التي كررها المسؤولون الأتراك، وفي مقدمتهم زعيم أنقرة رجب طيب أردوغان، وانكفأت في الآونة الأخيرة إثر ورود أنباء عن مفاوضات روسية- كردية مكثفة لإيجاد حلول «توافقية»، لا تخرج عن إرادة اللاعبين الدوليين الولايات المتحدة وروسيا في تلك المنطقة.
من جهته طالب «الحزب الديمقراطي التقدمي» الكردي، في بيان نشره على موقعه الإلكتروني روسيا بلعب دور الوسيط بين الأكراد والحكومة السورية للتوصل إلى صيغة تفاهم بين الطرفين.
وبين عضو المكتب السياسي في «التقدمي»، أحمد سليمان، أنه في حال توفرت تفاهمات فيما بين «الأحزاب» الكردية، يمكن إقناع الجانب الروسي بجدوى الحل السياسي، خصوصاً أن الإدارة الأميركية الحالية، تشجع الكرد و«الإدارة الذاتية» على الحوار مع دمشق، مطالباً الأحزاب الكردية بالتوصل لاتفاقيات أولية بهدف تحديد خياراتها التي ستحقق لها حماية المناطق التي تسيطر عليها.
بدوره، دعا الرئيس المشترك لـ«مسد» رياض درار «المجلس» وذراعه المسلح «قوات سورية الديمقراطية- قسد» للتصرف بواقعية، قائلاً: «نحن بكامل الجهوزية والاستعداد للحوار إن رغبت دمشق بذلك، للوصول إلى صيغة حل سياسي لكامل القضايا في سورية».
بموازاة ذلك كشفت مصادر محلية في مدينة الطبقة، الواقعة بريف الرقة الغربي، لـ«الوطن» أن الشرطة العسكرية الروسية دخلت في مفاوضات شاقة، وعلى مدار الأيام الثلاثة الماضية، مع وفد من «قسد» وبوجود ممثلين عن الفيلق الخامس، في مطار الطبقة العسكري، الذي يحوي وجوداً عسكرياً روسياً، بغية التوصل لاتفاق يقضي بتسليم الطبقة ومدينة منبج للجيش العربي السوري لدرء مخاطر وذرائع العدوان التركي في المنطقة.
وأشارت المصادر إلى أنه جرى التوصل لاتفاق مبدئي بانتشار وحدات الجيش العربي السوري في المدينتين أو في «مربعات أمنية» داخلهما، على أن تجرى تسويات على غرار التي جرت في محافظة درعا وانتهت بعودتها إلى كنف الدولة السورية.
وأفادت المصادر بأن رتلاً عسكرياً ضخما للجيش العربي السوري عبر أول أمس مدينة الطبقة قادماً من حلب وحمص، واتجه إلى ريف بلدة عين عيسى بريف الرقة الشمالي، الأمر الذي لاقى استحسان وحفاوة الأهالي الذين خرجوا إثر ذلك بمسيرة سيارات جابت أنحاء المدينة حاملة العلم السوري ورفعت شعارات تنادي بدخول الجيش العربي السوري إلى المدينة.
جاء ذلك في وقت توقع فيه مراقبون للوضع شمال وشمال شرق سورية، في تصريحات لـ«الوطن»، خفض سقف تطلعات «قسد» و«مسد»، لدى زيارة وفد من الأخيرة اليوم إلى موسكو ولقائه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لبحث آخر تطورات التهديدات التركية إزاء شن عدوان نحو المناطق التي تسيطر عليها «قسد»، التي لا تجد بديلاً لصد العدوان سوى تقديم تنازلات بالانسحاب من بعض تلك المناطق وتسليمها إلى الشرطة العسكرية الروسية أو إلى الجيش العربي السوري الذي أرسل تعزيزات أخيراً إلى خطوط تماس تلك المناطق مع جيش الاحتلال التركي ومرتزقته لصد العدوان.
في الغضون، ذكرت مصادر أهلية في بلدة فافين بريف حلب الشمالي لـ«الوطن»، أن البلدة شهدت أمس تجمعاً حاشداً من كل مكونات الشعب السوري، رفض المشاركون فيه، والذين حملوا الإعلام السورية، التهديدات التركية بشن عمل عسكري لاقتطاع المزيد من الأراضي السورية، ونددوا بممارسات إرهابيي أنقرة في المنطقة بحق المواطنين السوريين.
إلى ذلك، بين مصدر ميداني بريف حلب الشمالي لـ«الوطن»، أن الجيش العربي السوري أرسل أمس تعزيزات عسكرية جديدة، مؤلفة من أسلحة ثقيلة ومدرعات وناقلات جند، تمركزت في بلدة كفر أنطوان بمنطقة الشهباء المتاخمة لخطوط تماس انتشار جيش الاحتلال التركي وميليشيات ما يعرف بـ«الجيش الوطني» التي شكلها النظام التركي في المناطق التي يحتلها شمال وشمال شرق البلاد، وذلك بعد نحو ١٠ أيام من وصول تعزيزات للجيش العربي السوري مشابهة إلى مدينة تل رفعت والبلدات الواقعة إلى الشمال منها، ولاسيما منغ ومطارها العسكري، لمنع شن عمل عسكري تركي باتجاهها.