منذ سنوات عديدة لا تقل عن تسع سنوات تتوضع على ناقلة طويلة قابلة للقطر أمام مبنى مديرية البيئة في طرطوس حاوية كبيرة لونها أزرق كتبت عليها عبارات محيت بفعل الزمن لكنها تشير إلى أن بداخلها جهازاً مهماً يتعلق بحماية البيئة- قيل إنه يعالج مياه الجفت- وأن هذا الجهاز تم إحضاره بالتعاون مع الأمم المتحدة.. إلخ
المواطنون الذين يشاهدون هذا المنظر منذ زمن طويل يستغربون بقاءه كما هو ويتساءلون عن سبب أو سر عدم تحرك هذه الناقلة من مكانها رغم حاجتنا الماسة للجهاز الذي بداخل الحاوية لكونه يتعلق بمادة (الجفت) الناتجة عن عصر الزيتون والتي تساهم بتلوث البيئة بكل مكوناتها؟ ويتساءلون أيضاً عن غياب الجهات المعنية عن اتخاذ أي خطوات تؤدي للمعالجة والاستفادة من هذا الجهاز؟
مدير البيئة علي داؤد قال لـ«الوطن» رداً على استفساراتها: تمت مراسلة وزارة الإدارة المحلية والبيئة بهذا الخصوص وإن الوزارة أعلمتهم بأن ملكية هذه المحطة تعود إليها وليس للمديرية وأنه سوف يتم تشكيل لجنة علمية لتشغيلها وإيجاد حل علمي للمواد الكيميائية التي تستخدم في معالجة مياه الجفت وتشغيلها ضمن الأولويات التي تقررها اللجنة والوزارة، مضيفاً إن الوزارة طلبت منه الحفاظ على المحطة وعدم تعرضها لأي خطر لحين تشغيلها.
وهنا نقول: إن مراسلات وكتباً وتقارير لا تعد ولا تحصى تم تبادلها بين المديرية والوزارة والجهات المعنية بخصوص هذه المحطة وضرورة تشغيلها لكن مع ذلك مازالت تقبع مكانها كنموذج للخلل والإهمال والهدر في جهاتنا العامة لأسباب مختلفة باتت معروفة للجميع، لذلك نضع هذه القضية على طاولة من يهمه الأمر وخاصة وزير الإدارة المحلية والبيئة آملين منه التدقيق والتحقيق في أسباب تركها كل هذه السنوات من دون تشغيل ومن ثم وضعها موضع التشغيل وفق الغاية التي أحضرت من أجلها.