الكرملين يحذّر ويصف الوضع بـ«الكارثة الإنسانية المحدقة» … بوتين وميركل يبحثان أزمة المهاجرين عند حدود بيلاروس والاتحاد الأوروبي
| وكالات
ناقش الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والقائمة بأعمال المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل آخر تطورات أزمة المهاجرين المتواصلة عند حدود بيلاروس مع جيرانها الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، بعد تفاقمها منذ أيام على الحدود بين بيلاروس وبولندا التي تصر على منع المهاجرين من عبور أراضيها باتجاه الدول الأوروبية وتستخدم الجيش والأمن في سبيل ذلك، وسط ترد لأوضاعهم في ظل درجات حرارة متدنية جداً وصلت إلى حد التجمد.
وحسب موقع «روسيا اليوم» أكدت الرئاسة الروسية «الكرملين» في بيان أصدرته أمس الأربعاء أن بوتين وميركل، خلال المكالمة التي جرت بمبادرة من الجانب الألماني، ناقشا بالتفصيل قضية المهاجرين عند حدود بيلاروس والاتحاد الأوروبي وأعربا عن قلقهما إزاء العواقب الإنسانية التي تجلبها هذه الأزمة.
وأضاف البيان: إن بوتين عرض إقامة قنوات لمناقشة المشاكل العالقة في هذا المجال ضمن إطار اتصالات مباشرة بين ممثلين عن دول الاتحاد الأوروبي والحكومة البيلاروسية، مضيفاً إن الرئيس الروسي والمستشارة الألمانية اتفقا على مواصلة حوارهما بهذا الشأن.
من جانبها، أعلنت الحكومة الألمانية أن ميركل خلال الاتصال حملت الحكومة البيلاروسية المسؤولية عن «استغلال المهاجرين أداة»، واصفة هذا الأسلوب بأنه «غير إنساني وغير مقبول»، ودعت بوتين إلى ممارسة ضغط على حكومة مينسك بغية حل الأزمة.
وحذر الكرملين من مخاطر الأزمة الناجمة عن تدفق أعداد كبيرة من المهاجرين إلى الحدود البولندية البيلاروسية، واصفاً الوضع هناك بالكارثة الإنسانية المحدقة.
وخلال موجز صحفي قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، أمس: «بالطبع أصبحنا على أعتاب كارثة إنسانية محدقة، فالحديث يدور عن حياة وصحة آلاف من الناس وهم لاجئون يقولون بكل صراحة: إنهم لا يرغبون بالبقاء في بولندا بل ينوون التوجه إلى عمق أراضي الاتحاد الأوروبي».
وذكر بيسكوف بسابقات حظي فيها اللاجئون بحق الدخول إلى أراضي الاتحاد الأوروبي وإقامتهم هناك، مضيفاً: «كان الأوروبيون يتحدثون عن القيم الأوروبية السامية فيما يتعلق بحماية هذا النوع من المهاجرين وتلبية مصالحهم وأمنهم، وذلك انطلاقاً من الاعتبارات الإنسانية قبل غيرها».
وعلق بيسكوف على ورود تقارير عن احتمال إقدام سلطات بولندا على إغلاق حدودها مع بيلاروس على خلفية الأزمة الراهنة، قائلاً: إن مثل هذه القرارات «من شأنها أن تجعل الوضع أكثر تعقيداً، إذ ليس ذلك سوى محاولات لمواصلة خنق بيلاروس».
وتفاقم التوتر على الحدود البولندية البيلاروسية قبل أيام مع وصول آلاف من المهاجرين من بلدان الشرق الأوسط وإفريقيا إلى الحدود البيلاروسية البولندية في محاولتهم دخول أراضي الاتحاد الأوروبي عبر بيلاروس.
ولا يزال آلاف المهاجرين بينهم نساء وأطفال يرغبون في دخول الاتحاد الأوروبي عالقين عند حدود بيلاروس مع بولندا وسط توترات متصاعدة بين الدولتين المجاورتين.
وأقام قرابة ثلاثة آلاف مهاجر منهم مئات النساء والأطفال مخيماً عشوائياً على بعد أمتار معدودة عن السلك الشائك الذي أقامته سلطات بولندا عند الحدود في مسعى لمنعهم من التسلل إلى أراضيها، وسط استمرار تبادل الاتهامات بين بيلاروس وجيرانها الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بافتعال الأزمة.
وحسب مراسل «روسيا اليوم» الموجود على الحدود البيلاروسية البولندية الوضع في مكان حشود آلاف المهاجرين كارثي، مشيراً إلى نقص المياه والمواد الغذائية والمستلزمات الضرورية.
وتحدث المراسل أن الوضع يزداد صعوبة بسبب تدهور الأحوال الجوية في المنطقة وانخفاض درجة الحرارة في الليل إلى تحت الصفر، وأشار إلى وجود عدد كبير من النساء والأطفال بين المهاجرين ومعظمهم دون أي ألبسة دافئة.
وتقوم السلطات البيلاروسية بما فيها الصليب الأحمر في بيلاروس بتوزيع المساعدات الغذائية والماء وغيرها من المساعدات بين اللاجئين، كما تقف في المكان سيارات الإسعاف لتقديم مساعدات طبية ضرورية لهم.
بينما شدد الجانب البولندي الإجراءات الأمنية لهذه المنطقة الحدودية للغاية، ووزعت مدرعات ورجال الأمن على طول حدودها مع بيلاروس لمنع تسلل المهاجرين إلى أراضيها وخاصة على خلفية مئات من محاولات خرق حدودها في مساء أول من أمس.
ونقل موقع «روسيا اليوم» عن اللاجئين الذين يتراوح عددهم بين ألفين و3 آلاف أنهم لا ينوون التراجع ومغادرة هذا المكان، مؤكدين أنهم لا يريدون البقاء في بولندا بل ينوون المرور عبر أراضيها إلى دول أوروبية أخرى.
وتحدث عن أن معظم اللاجئين وهم وافقوا على هذه الرحلة المكلفة والصعبة بسبب الأوضاع السيئة في أماكن إقامتهم، يتوجهون إلى دول أوروبية بحثاً عن الأمان ومن أجل ضمان حياة كريمة لأطفالهم.