الأمسيات الثقافية في احتفالية اليوبيل الذهبي للمدارس الأرمنية الكاثوليكية في دمشق … الأب جورج باهي لـ «الوطن: «هدفها بناء الإنسان والوطن وستكون مرتين كل شهر وبمواضيع ثقافية ودينية ومجتمعية»
| سوسن صيداوي
برعاية مطرانية الأرمن الكاثوليك في دمشق، وبالتعاون مع اللجنة التنظيمية لاحتفالية اليوبيل الذهبي لمدارس «الزهور، المنار، النور»، تمّ افتتاح الأمسيات الثقافية المرافقة لفاعليات احتفالية اليوبيل الذهبي للمدارس بلقاء مع د. سامي مبيض، حملت أول أمسية عنوان «دمشق العشق»، وتم خلال الأمسية عرض فيلم، شوهدت خلاله دمشق بطريقة مختلفة عما يؤلف بقصص المسلسلات، إذ أوضح الهوية الحقيقية للمدينة، لكونها منارة للثقافة، وكيف احتوت لسنوات طويلة حراكا سياسيا لطرد الغزاة منها.
استمر عرض مجموعة الفيلم أكثر من أربعين دقيقة، وذلك في كنيسة سلطانة العالم للأرمن الكاثوليك في دمشق.
الأمسيات القادمة
بحضور جوزيف أرناؤطي مطران الأرمن الكاثوليك في دمشق، ومجموعة من المؤسسين للمدارس «الزهور، المنار، النور» والأهالي والمهتمين بالشأن الثقافي، تم افتتاح أول أمسية ثقافية اقتُرحت بمناسبة اليوبيل الذهبي للمدارس، وفي تصريح لـ«الوطـن» حدثنا الأب جورج باهي عن أهمية هذه الأمسيات الثقافية، لكونها موجّهة بالدرجة الأولى لبناء الإنسان والوطن، وبأنّ مواضيعها لن تقتصر على الشأن الديني، بل بأهميتها والاتجاه نحو المناحي المجتمعية الفكرية والثقافية وحتى النفسية، وبكل ما يهم الشباب، متابعاً «منذ تأسيس هذا الصرح التربوي والهدف منه منذ خمسين عاماً لن يتغير، فنحن سنتابع مهمة أسلافنا التربوية، والتي ستكون مبنية على هدف واحد هو بناء الإنسان والوطن، كما سنقيم بمناسبة اليوبيل الذهبي الذي احتفلنا به في السابع من تشرين الثاني أمسيات ثقافية ونشاطات ستستمر على مدار السنة متابعة لعام 2022، وسيصب هدفها بذات الموضوع المتنوع بين الأمور الدينية والاجتماعية والثقافية التراثية والتاريخية، وهذه الأمسيات انطلقنا بها، ليكون في كل شهر أمسيتان ثقافيتان. أما بالنسبة للنشاطات الترفيهية فستقوم بها المدارس الثلاث وبمشاركة تلاميذها».
دمشق العشق
من جانبه حدثنا المؤرخ د. سامي المبيض عن الدعوة التي وجّهت له من أجل افتتاح الأمسيات الثقافية المذكورة، وكيف أن اهتمامه بالصرح التربوي كبير، لكون كنيسة سلطانة العالم للأرمن الكاثوليك في دمشق، لها خصوصيتها وقدسيتها في قلبه، وخصوصاً أنها نهضت من الدمار الذي أُلحق بها، متابعاً في تصريحه لـ«الوطـن» تلقيت الدعوة كي أكون بين أول المحاضرين في افتتاح الأمسيات الثقافية بمناسبة اليوبيل الذهبي، كما أحب أن أشير إلى أن لهذا المكان خصوصية لدي، إذ تعرض للدمار في عام 1860، بما فيه ومن فيه، ولكنه ظهر من جديد من تحت الحطام ليتطور مرة أخرى، مثله مثل مدينة دمشق.
وطبعاً الأمسية ليست بمحاضرة بل أكتفي بعرض لمجموعة من الأفلام القديمة التي تستمر لأكثر من أربعين دقيقة. نعم سنبدأ من الجانب المظلم ليتعرّف المشاهد إلى المراحل التي مرّت على مدينة دمشق، وكيف تعرضت للدمار والغزوات والمصائب والزلازل، ولكنها في كل مرة تنهض من جديد أقوى وأنضج. «دمشق العشق» أتى العنوان من أننا قبل عام 2011، لم نشهد هذا الاهتمام بدمشق، إلا من الأدباء والشعراء، ولكن بعدها تحرّك الوجدان الدمشقي، لتظهر بعدها المبادرات ومن بينها قمنا بتأسيس «مؤسسة تاريخ دمشق، والتي تُعنى بأرشيفها المرئي والمكتوب الذي حصلنا عليه من الدوائر الحكومية والبيوت، وأهمها الأرشيف السينمائي غير المصور، فالسينما بدأت في سورية في عام 1916، وعندما دخل الفرنسيون صوّروا أحداثاً مهمة ومفصلية في دمشق، كجنازة إبراهيم هنانو، وكعودة وفد الكتلة الوطنية من فرنسا عام 1936، وكافتتاح البرلمان 1936.
وهذا الأرشيف جزء منه موجود في التلفزيون السوري، الذي احتفظ به في مستودع بمنطقة السبينة ولكنه وللأسف دُمر بصاروخ أثناء الأزمة السورية.
ولكن ومن خلال عمليات البحث تواصلت معي جامعة كاليفورنيا، وأخبروني بأن لديهم مجموعة أفلام، ولا يعلمون من الأشخاص بها، وطلبوا مني أن أساعدهم على تعريفها مقابل مبلغ مادي، ولكنني قلت لهم: لا أريد المال بل أريد أن نستفيد من حق الانتفاع ونسخة من الماستر لنعرضها في دمشق. وأخيراً هذا الفيلم يُعرض في افتتاح الأمسيات وللمرة الثانية، وفيه سيلاحظ الحاضرون، كيف كانت دمشق، لعل وعسى يعطي حافزاً للناس بأن الأيام الصعبة لن تدوم، وأتمنى أن تكون انطلاقة موفقة في أول أمسية ثقافية».