بولندا تدّعي أن أزمة المهاجرين أكبر محاولة لزعزعة استقرار أوروبا … فرنسا: روسيا دولة جارة وكبيرة نأمل تدخلها لحل الأزمة
| وكالات
بعيداً عن صفة الحالة الإنسانية، التي يستحقها بجدارة، تعمل بعض الدول الأوروبية على تسييس ملف المهاجرين العالقين على الحدود البلوندية- البيلاروسية، لغايات ومصالح شخصية ضيقة، متجاهلة الوضع المزري الذي يعانيه أولئك المهاجرين، نتيجة الإهمال ونقص جميع أسباب استمرار الحياة، باستثناء ما تقدمه جهات ومنظمات أممية وأهلية دولية من مساعدات لهم.
بولندا وصفت أزمة المهاجرين تلك بأنها أكبر محاولة لزعزعة استقرار أوروبا، منذ الحرب الباردة، على حين طلبت فرنسا من روسيا التي وصفتها بالدولة الكبيرة والجارة التدخل والتأثير في السلطات البيلاروسية من أجل حل أزمة الهجرة على حدود الاتحاد الأوروبي.
وكالة «ا ف ب» نقلت عن رئيس الوزراء البولندي ماتيوش مورافيتسكي، وصفه أزمة المهاجرين بأنها «أكبر محاولة لزعزعة استقرار أوروبا منذ 30 عاماً »، واعتباره أن الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشنكو «يشن حرباً هجينة ضد الاتحاد الأوروبي».
مورافيتسكي أكد أن بلاده لن تلجأ إلى الابتزاز وستبذل قصارى جهدها للدفاع عن حدود الاتحاد الأوروبي».
وزعمت بولندا، أول من أمس أن بيلاروسيا «غيّرت تكتيكها في التعامل مع الأزمة الحدودية بين البلدين، فباتت توجّه مجموعاتٍ أصغر من المهاجرين في اتّجاه عدة نقاط على طول حدود الاتحاد الأوروبي الشرقية».
وفي سياق مواز قال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، إن بلاده تأمل بأن تؤثر روسيا في السلطات البيلاروسية من أجل حل أزمة الهجرة على حدود الاتحاد الأوروبي.
ونقلت قناة «روسيا اليوم» عن لودريان قوله، في حديث تلفزيوني: «لدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، علاقة وثيقة للغاية مع الرئيس البيلاروسي الكسندر لوكاشينكو، لذلك يجب أن تكون لديه الوسائل للتصرف وممارسة الضغط، سواء كان ذلك دبلوماسياً أو غير ذلك، نتوقع أن بوتين يستطيع القيام بذلك».
وذكر الوزير الفرنسي، رداً على سؤال حول هل تعتبر روسيا «عدوا، أو خصماً، أو صديقاً، أو حليفاً»، أن بلاده «تعتبر روسيا جارة في المقام الأول».
وأضاف: «في بعض الأحيان يوجد جيران لا يطاقون ويثيرون الإزعاج، لكنهم جيرانك، لذلك، نحتاج إلى البحث عن طرق للعمل معاً من أجل المصالح المشتركة. ونحن بحاجة إلى مواصلة الحوار مع هذا الجار».
وأكد لو دريان أن روسيا دولة كبيرة، وفي بعض الأحيان لدينا مصالح سياسية مشتركة، وهناك مصالح اقتصادية يجب الحفاظ عليها، لأنها في مصلحة فرنسا، وأما في المواضيع الأخرى فيجب التحدث بصراحة.
وفي 16 من الشهر الحالي، أصدر قصر الإليزيه بياناً عقب محادثة هاتفية بين الرئيسين بوتين والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ذكر فيه أن الرئيسين اتفقا على التعاون لتهدئة الأزمة على الحدود البيلاروسية البولندية.
الى ذلك تفقد وفد من منظمة الصحة العالمية بقيادة جيرالد روكينشوب، مدير مركز التصدي للطوارئ بالمكتب الأوروبي في المنظمة، مركز «بروزغي» للاجئين عند الحدود البيلاروسية البولندية.
واطلع الوفد على الظروف المعيشية للمهاجرين وأماكن إيوائهم ونومهم، وكيفية تنظيم وجباتهم الغذائية، وإضافة إلى ذلك، تحدث ممثلو منظمة الصحة العالمية مع الأطباء العاملين في المخيم.
وقال أحد الأطباء: «إذا كان (مهاجر) يعاني من حالة صحية صعبة، يتم نقله إلى مستشفى المدينة في غرودنو»، مشيراً إلى أنه تم نقل نحو 100 شخص إلى المستشفى في الأيام الأخيرة، بسبب الالتهاب الرئوي وتفاقم مرض السكري.
ويحاول مئات المهاجرين العبور من بيلاروسيا إلى بولندا منذ أشهر، لكن التوتر ازداد بعدما نشرت بولندا 10 آلاف جندي بالقرب من الحدود المشتركة مع بيلاروسيا، عقب توافد المهاجرين إلى أراضيها.