لم يكن أشد المتشائمين بسلة رجال نادي الثورة يتوقع لها أن تصل لهذه المرحلة من الضعف والضياع، كيف لا والفريق الذي تعب على بناء لاعبيه وهم في سن الصغار وصبر عليهم حتى بدؤوا يسيرون على الطريق الصحيح، فالفريق الذي كان من أهم الروافد لجميع منتخباتنا الوطنية بات في يوم وليلة وبسبب ضعف الإمكانات المادية وضيق ذات اليد كريشة في مهب الريح تتقاذفها الأنواء من كل حدب وصوب، حيث انتقل اللاعبان فهد رمضان وراتب الجبة إلى نادي الفيحاء، وانتقل اللاعب مايكل مرجي إلى النواعير، واللاعب حسين قصاب إلى نادي الوثبة، وعمر إدلبي وعبد الله الحلبي إلى الوحدة.
حقيقة
ما سنذكره ليس مشهداً من أفلام الأكشن، ولا هو قصة خيالية مبالغ فيها، وإنما هو حقيقة ملموسة تجري في أروقة نادي الثورة الذي فقد عموده الفقري، وخسر ستة لاعبين كانوا يشكلون القوة الضاربة له، لا لشيء سوى أن النادي يعاني الأمرين من الناحية المادية وخزينته فارغة واستثماراته لا يمكن أن تفي بحاجته لا من قريب ولا من بعيد، وكل الوعود التي قطعتها القيادة الرياضية في الفترة الماضية من أجل دعم النادي وتطوير استثماراته باتت هباء منثوراً، ووصل النادي إلى مرحلة لا تحمد عقباها بعد أن تسبب الاحتراف في خسارته لأفضل لاعبيه.
معاناة
الفريق الذي كان بمنزلة الحصان الأسود للدوري وحقق انتصارات جيدة، وقدم مستويات قوية باتت حدود أحلامه البقاء في دوري الأضواء، لكونه سيلعب الدوري المقبل بلاعبين شباب تم ترفيعهم للفريق الأول قبل أيام قليلة، وهم بحاجة إلى فترة طويلة حتى يكتسبوا الخبرة والتعامل مع مباريات قوية وحساسة تلك التي نشاهدها في دوري المحترفين.
شاهد ما شاف حاجة
كل ما يجري لهذا النادي العريق هو على مرأى من عيون القيادة الرياضية التي لم تحرك ساكناً، ولم تسع منذ توليها لمهامها إلى إعادة منشأة النادي التي عاث فيها الإرهاب الكثير إلى وضعها الحالي، أو العمل على إيجاد حلول استثمارية تضمن بقاء النادي واقفاً على قدميه بعيداً عن الهبات والتبرعات والأعاطي التي باتت سمة مميزة لأغلبية أنديتنا، وكان حرياً بالقيادة الرياضية التي لا تتوانى عن رفع شعار دعمها لكرة السلة بين الفينة والأخرى تقديم الدعم الكبير لهذا النادي، وإنقاذ لاعبيه من التشتت والانتقال وذلك أفضل بكثير من صرف أموال المنظمة على إيفاد حكام ما زالوا هواة مع بعثة المنتخب الأول بتكاليف مالية كبيرة قادرة على تغطية عقد لاعب أو اثنين لهذا النادي.
ويتساءل كثيرون أين دور اتحاد السلة الذي يعتبر بمنزلة الأب الرحوم لجميع أنديته، وهو قادر في الفترة الحالية على تقديم الدعم لبعض الأندية بعدما أصبح في خزينته الأموال الكثيرة جراء عقود اللاعبين وكأس السوبر الأخيرة، لكن يبدو أن هاجس القائمين في الاتحاد ما زال بعيداً عن هموم وشجون بعض الأندية ومنها نادي الثورة؟.
جديد
ما انطبق على فريق الرجال من ضعف الإمكانات المادية كان فريق السيدات بمنأى عن ذلك حيث حافظت الإدارة على جميع اللاعبات وقامت بتجديد عقودهن لموسم جديد، كما نجحت الإدارة في التعاقد مع المدرب اللبناني علي مكي لقيادة فريق السيدات الدوري المقبل بعد استقالة المدرب عبد الله كمونة الذي فضّل العمل في ناديه الأم الوحدة كمساعد للمدرب الصربي نيناد كراديش، وقد خسر الفريق جهود اللاعبة ماري عبد الله التي فضلت الانتقال إلى نادي تشرين، وقد باشر المدرب اللبناني مهامه في اليومين الماضيين وتم تأمين كل مقومات التحضير له على أمل أن يبقى الفريق محافظاً على ألقابه التي خرج بها الموسم الماضي بعدما ظفر بلقبي الدوري والكأس وحل في مركز الوصافة في بطولة الأندية العربية التي أقيمت قبل أشهر قليلة في العاصمة الأردنية عمان.