في مسعى لكبح لجام تهور النظام التركي في المنطقة التي يسميها «نبع السلام» شرقي الفرات والتي واصل تفجير وتفخيخ جهود التهدئة فيها، وجهت روسيا إليه رسائل ميدانية في أكثر من اتجاه أمس.
جيش الاحتلال التركي ولليوم الثالث على التوالي واصل أمس، مدعوماً بميليشيات ما يعرف بـ«الجيش الوطني» التابع له، قصفه المدفعي جنوب الطريق الدولي، الذي يرمز له بـ«M4»، في محيط اللواء ٩٣ وقرب قريتي الخالدية والدبس التابعتين لناحية عين عيسى شمال الرقة، التي يضعها النظام التركي ضمن أجندته للسيطرة عليها مع مدينة تل تمر بريف الحسكة الشمالي الغربي، حسب قول مصادر أهلية في عين عيسى لـ«الوطن».
وشهدت منطقة عين العرب بريف حلب الشمالي الشرقي، تسيير دورية عسكرية مشتركة روسية تركية هي الثانية في غضون يومين بعد توقفها أكثر من شهر، وفق قول مصادر محلية في المدينة لـ«الوطن»، أشارت إلى أن الدورية مؤلفة من سبع عربات جابت المناطق الحدودية برفقة مروحيتين لسلاح الجو الروسي.
وقالت المصادر: إن أنقرة استجابت، كما يبدو، للضغوط الروسية على تركيا لتهدئة الوضع في عين العرب والحفاظ على خطوط التماس كما هي، لحين انتهاء زيارة وفد «مجلس سورية الديمقراطية- مسد»، الذراع السياسية لـ«قوات سورية الديمقراطية- قسد» برئاسة الرئيسة المشتركة للمجلس الهام أحمد إلى موسكو ومعرفة مخرجات مفاوضات الوفد التقني العسكري الروسي، الذي سيزور أنقرة عقب ذلك.
بالتوازي، أفادت مصادر أهلية في كفرتخاريم شمال غرب إدلب لـ«الوطن»، أن سلاح الجو الروسي نفذ أمس ٤ غارات استهدفت معسكر تدريب لـ«هيئة تحرير الشام» ورأس حربتها «جبهة النصرة» الإرهابية شرقي المدينة الحدودية مع تركيا، وتمكن من تدمير المعسكر بمن فيه من الإرهابيين، وذلك في إطار الرسائل النارية التي توجهها موسكو لأنقرة في عمق إدلب وقرب الحدود التركية وفي ريف المحافظة الجنوبي، كما شنت المقاتلات الروسية أمس ٥ غارات جوية طالت مواقع التنظيمات الإرهابية، وفي مقدمتهم «النصرة»، في تلال كبانة شمالي اللاذقية، ما أدى إلى مقتل وجرح عدد من الإرهابيين.
من جهته رد الجيش العربي السوري على خروقات إرهابيي ما يسمى غرفة عمليات «الفتح المبين»، التي تقودها «النصرة» وتضم ميليشيات ممولة من النظام التركي، واستطاع تدمير تحصينات لهم في النيرب إثر استهداف نقاط تمركزه في محيط بلدة جوباس جنوب غرب سراقب.