«جذور».. نافذة للتواصل والتمسك بالتقاليد … تماضر خطيب لـ«الوطن»: الإنسان السوري الضارب عمقاً في التاريخ لن تثني من عزائمه العواصف
| سارة سلامة
الفن لغة عالمية جملة لطالما رددتها المصورة الفوتوغرافية السورية الكندية تماضر خطيب، هي اليوم تقتنص بعدستها وتوثق التاريخ والعادات والتقاليد لأجناس مختلفة، تحكي عن السوريين في الخارج، تروي قصصهم من خلال الصور وكيف يتعايشون في غربتهم متكئين على جذورهم وعاداتهم وتقاليدهم.
«جذور» هو اسم المعرض الذي اختارته تماضر في قلب دمشق القديمة وتحديداً غاليري مصطفى علي لتعكس من عبق المكان تاريخ ورحلة تعبر عنها وتحكي عن حالات متعددة من الأجناس.
التنوع الاجتماعي
وضم المعرض مجموعة من الصور الفوتوغرافية التي تعكس فيها التنوع الاجتماعي الذي يميُّز المجتمعين الكندي والسوري.
وسلطت الضوء في معرضها هذا على المهاجرين الذين هاجروا إلى كندا وسورية منذ زمن بعيد وما زالوا متمسكين بعادات وتقاليد مجتمعاتهم الأصلية إلى يومنا هذا.
الفنانة تماضر الخطيب من سورية 1983 درست الإعلام في جامعة القاهرة وتحمل شهادات في التصوير الفوتوغرافي من جامعة شيريدان كندا.
ورافق افتتاح المعرض مباشرة عرض موسيقي أحياه الفنان عازف العود السوري كنان أدناوي بمرافقة المجموعة الموسيقية التي تتضمن محمد شحادة على الإيقاع وباسم صالحة على الكلارينيت وغطفان أدناوي على الكمان وماهر خضر على القانون.
جسراً للتواصل
وفي تصريح خاص لـ«الوطن» بينت الفنانة تماضر خطيب أنه: «عندما هاجرت إلى كندا، كانت لغة الفن والصورة جسراً للتواصل بين ما يجول في داخلي وبين المشاهدين، كنت أصور الحياة والطبيعة وأُرسل رسائلي للآخرين عبر صوري الفوتوغرافية، شغفي وحبي للتصوير جعلني أقرر دراسة التصوير أكاديمياً، وبالفعل درست التصوير وتخرجت في جامعة شيريدان الكندية».
وأضافت خطيب إن: «أهمية هذا المعرض (جذور) تأتي وخصوصاً في هذا التوقيت بالذات، لتعبّر عن بزوغ شمس التعافي، وأن الإنسان السوري الضارب عمقاً في التاريخ والحضارة، لن تستطيع أن تثني من عزائمه كل العواصف، ولا شك أن معرضنا هذا وُجِد ليشكل جسراً للتواصل بين الماضي والحاضر، وهو فعل حضاري تسعى إليه كل المجتمعات، ليشكل عنوان هويتها وصورة مستقبلها، إن تطلعاتنا كبيرة، وطموحنا بمستوى محبتنا لبلدنا، وهذا ما يدفعنا إلى بذل كل جهد ممكن لتكون أعمالنا ناجحة ومؤثرة في مجتمعنا لأننا نؤمن بأهمية العمل الوجداني الذي يكون دافعه المحبة والأصالة».
وعن رسالتها من هذا المعرض كشفت خطيب أن: «رسالتي إنسانية ونافذة ضوء تفتح باباً للتواصل والتمسك بالتقاليد والأسس لكل الأجناس من بني البشر من خلال الميزات الفنية والتقنية التي تتصف بها محتويات هذا العمل الفني، ونتطلع لأن يحقق رسالتنا السامية في نشر المحبة والثقافة والتواصل لما فيه خير الإنسانية جمعاء.
وأفادت خطيب أنه أينما: «تهاجر أسراب الطيور، تبقى في عيونها ترنو نحو أعشاشها ومواطنها، وتبقى قلوبها معلقة على أغصانها، وقلبي أنا تركته معرشاً على ياسمينة دمشقية عتيقة ينتشي ويستمد من ألقها دماءه وعروقه. لأجل ذلك اخترت دمشق لتكون محطتي الفارقة عندما اشتد عودي (معرضي المنفرد الأول) وليزداد معرضي دفئاً وعمقاً اتخذت له حضناً دمشقياً عريقاً في غاليري مصطفى علي لما يعنيه من دلالات فنية وثقافية وحضارية تليق به، وكي تنطق أجواء المكان سحراً وعطراً كان لا بد من وشاح موسيقي يزين عنق هذه العروس، لأنني تشربت الموسيقا الشرقية في عروقي فغدت في تكوني وليس أفضل من العود ومن أنامل الفنان السوري كنان أدناوي وفرقته الموسيقية المميزة».
ويذكر أن تماضر خطيب هي مصورة فوتوغرافية، درست الإعلام في جامعة القاهرة ومن ثم انتقلت إلى كندا لتدرس التصوير الفوتوغرافي في جامعة شيرادن الكندية. إضافة إلى أنها حاصلة على شهادة الدبلوم في إدارة الإعلان والتسويق من جامعة شيريدان الكندية.
وشاركت في عدة معارض في تورنتو وميسيساغا في كندا وكان أهمها معرض «Hope» الذي تخلل مهرجان FAMA والذي يقام سنوياً في مقاطعة أونتاريو الكندية.