لا أحب دخول ابنتي إلى المجال الفني وأفضل الدراسة الأكاديمية للممثل .. ريم زينو لـ«الوطن»: لست ضد عمليات التجميل والتمثيل ليس فيه إنصاف
| هلا شكنتنا
ريم زينو، ممثلة سورية، من خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية، عرفت بوجهها البريء وأدائها الهادئ الذي جعلها قريبة من قلب المتابعين، كان ظهورها الأول على الشاشة التلفزيونية من خلال شخصية «ناديا» في مسلسل «التغريبة الفلسطينية»، شاركت في عدة أعمال مهمة منها «أشواك ناعمة» و«ندى الأيام» و«على طول الأيام» والعديد غيرها، كما شاركت أيضاً في عدة مسرحيات وأفلام سينمائية، وفي حوار خاص لها مع «الوطن» أخبرتنا الآتي:
• في البداية أخبرينا هل يوجد هنالك أي أعمال تقومين بالتحضير لها؟
حقيقة لقد قمت بالاعتذار عن عملين لأنهما لم ينالا إعجابي، لكنني أقوم بالتحضير لشيء جديد لا أستطيع الإفصاح عنه حالياً.
• لقد قمت منذ عدة أيام بنشر صور لكِ من داخل استديو التسجيل، هل سوف تشاركين في أعمال دوبلاج جديدة؟
منذ عامين وأنا أشارك في أعمال الدوبلاج، وهي مهنة جميلة، كما أنها مهنة جديدة وممتعة بالنسبة لي.
• ما الأدوار التي تجذبك للعمل الفني؟
تجذبني الأدوار التي يكون لها حدث أساسي ومؤثر في العمل، أما بالنسبة للشخصية فأتمنى أن تكون بعيدة عن الشخصيات الطيبة، وهذا الأمر حصل معي في مسلسل «بعد عدة سنوات» حيث قدمت من خلاله شخصية مختلفة.
• لقد شاركتِ بعدة أعمال وخاصة في أوائل الـ 2000، ما الذي تغير في العمل الفني من ذلك الوقت حتى الآن؟
الدراما السورية تغيرت بشكل جذري، لكنني أشكر اللـه بأن بدايتي كانت خلال أوج الدراما، حيث تعاملت مع عدة أشخاص مهمين، وخاصة أن الشرط الفني صحيح بالإضافة إلى الشرط الإنتاجي، أما حالياً فوضع الدراما السورية يعتبر سيئاً من ناحية الإنتاج بشكل خاص، وأتمنى أن تكون السنوات القادمة تحمل خيراً للدراما.
• نلاحظ أن مشاركاتك الدرامية قليلة، ما سبب هذا الأمر؟
سبب ابتعادي يعود لأمرين، أولهما بسبب ابتعادي عن الوسط الفني لمدة خمس سنوات، والثاني كان عندما عدت إلى الدراما خلال سنوات الأزمة السورية وحينها كان هناك عدد كبير من الممثلين الموجودين على الساحة، وبما أن مهنة التمثيل لا تعد آمنة يصبح من الصعب أن يحجز الممثل لنفسه مكانة من جديد، لذلك أفضل أن أشارك في أعمال قليلة تناسبني أكثر من مشاركتي في أعمال كثيرة لكنها لا تناسب مبادئي.
• هل لديك شروط خاصة للمشاركة في الأعمال الدرامية؟
الشرط الفني الصحي الجيد من حيث الإنتاج بالإضافة إلى الشرط المادي، وبالتأكيد لا نستطيع أن نحصل اليوم على عمل درامي جيد من جميع الجهات بسبب الظروف الحاكمة، وأحياناً يقوم الممثل بالتغاضي عن بعض الأمور باستثناء الدور وتفاصيله الذي يعتبر من أهم الأشياء.
• نراكِ في معظم الأحيان تقومين بأدوار الفتاة الطيبة، هل الدراما السورية جعلتكِ منمطة ضمن هذه الأدوار؟
دعيني أخبرك شيئاً، فهذه هذه القضية متعلقة بالمخرجين الذين يتساهلون في العمل، ومنذ فترة تواصلت معي إحدى الشركات للمشاركة في العمل، لكن بسبب امتلاكي للوجه الطفولي لم يحصل التعاون بيننا، لكنني أرى أن هذا المبدأ غير صحيح لأن الممثل يستطيع أن يقدم مختلف الشخصيات وهنا تظهر قدراته ويجب على المخرج أن يعمل مع الممثل بشكل جدي ويظهره بشخصيات مختلفة، لكن يوجد بعض المخرجين الذين يتساهلون ويقومون بالتعاون مع ممثلين آخرين، وحقيقة اكتشفت بأن الأدوار الطيبة تكون في بعض الأحيان جيدة ويوجد فيها حدث مؤثر بالعمل، وهذا ما حصل في مسلسل «بعد عدة سنوات» الذي لم يأخذ حقه بالانتشار لكنني قمت من خلاله بتقديم دور فتاة كانت طيبة وفي النهاية ظهر وجهها الشرير.
• يقال: إن بعضاً من شركات الإنتاج تقوم بالتعاون مع بعض الممثلين وتكرر نفسها معهم في أعمالها، ما رسالتك لتلك الشركات؟
هذه القصة قديمة وتعتبر سيئة، لكن حالياً أصبحت شرطاً أساسياً لعمل الممثل، بالإضافة إلى وجود المصالح المشتركة التي تحكم علاقة الممثل والمنتج، وبسبب الأزمة التي تعاني منها الدراما ظهرت هذه القصة بشكل أكبر.
• نلاحظ اليوم بأن العديد من الممثلين والممثلات غير الأكاديميين موجودون على الساحة الفنية بكثرة، برأيك هل الدراسة الأكاديمية مهمة للممثل أم لا؟
منذ زمن يوجد عدد من الممثلين غير الأكاديميين، لكنني أفضل الدراسة الأكاديمية لكونها تجعل الممثل يتعرف على وجهات النظر الفنية، بالإضافة إلى ثقل الموهبة من خلال الدراسة، لكن الشيء غير الجيد في الدراسة الأكاديمية هي دراسة الممثل للمسرح من خلال أربع سنوات، وعندما يذهب الخريج للوقوف أمام الكاميرا وهذا الشيء لا يتعلمه الأكاديمي، أما الجانب الإيجابي فيتجلى بقدرة الممثل على تحليل الشخصية والتعرف على أبعادها وإمكانية بناء تاريخ لها وعالم نفسي ووجداني لها، ودعيني أوضح شيئاً أن الممثل غير الأكاديمي مع مرور السنوات والخبرة يستطيع أن يتعرف على هذه الأمور، ونحن اليوم نرى بعض الممثلين غير الأكاديميين يمتلكون موهبة حقيقية والبعض الآخر نراه لا يملك موهبة، في النهاية الوسط الفني لا يعد حكراً على أحد والموهوب يستطيع إثبات نفسه.
• هل تعتقدين بأن الدراما السورية أنصفتكِ؟
لا أستطيع القول إنها أنصفتني أم لا، لأنه يوجد عليّ بعض من اللوم بسبب ابتعادي لفترة من الوقت، لكن بشكل عام مهنة التمثيل لا تنصف الممثل بحسب جهده وتعبه على عكس المجالات الأخرى التي تنصف صاحبها حسب جهده.
• من جانب آخر أخبرينا ما رأيك بعمليات التجميل بالنسبة للممثلة، وهل كثرتها تؤثر سلباً في الأداء التمثيلي؟
لست ضد هذه العمليات إذا كانت الأنثى تحتاج لذلك، لكنني لا أفضل العمليات التي تجعل الجميع يشبهون بعضهم، لكن لا مانع من بعض التعديلات ويجب أن يحافظ الإنسان على هويته الشخصية الخاصة به، بالتأكيد هذه العمليات لها تأثير في الممثلة، وأصبحنا نرى في بعض الأحيان وجه ممثلات جامداً يخلو من التعبيرات، وهذا الأمر يعتبر سيئاً.
• نشاهدك متفاعلة بعض الشيء على مواقع التواصل الاجتماعي، ما أهميتها بالنسبة لكِ؟
مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت أساسية في الحياة، وتعتبر الملف التعريفي للإنسان، ومنذ فترة أصبحت أعداد المتابعين على صفحة الممثل تعبر عن حجم وجوده في الوسط الفني وهذا الشيء خاطئ، لكن هذه القوانين باتت تفرض نفسها في الوقت الحالي.
• نرى أيضاً أنك تقومين بنشر صور لابنتك الوحيدة «جنى» على مواقع التواصل، ما الصفات التي أخذتها منك؟
ابنتي لا تفضل أن أقوم بنشر صورها بشكل دائم، وبشكل عام ابنتي تشبهني من ناحية الشكل والروح المحبة، كما أنها تمتلك روحاً جميلة ودائمة التفاؤل، وأتمنى أن تأخذ مني القوة عندما تكبر، كما أتمنى ألا تأخذ مني الطيبة.
• هل ستسمحين لها بالدخول إلى الوسط الفني؟
في النهاية هي من تقرر ولا أستطيع أن أقف في طريقها، لكن عندما تريد أن تدخل إلى مجال التمثيل سوف أخبرها عن جميع الأمور السلبية الموجودة في الوسط وباعتقادي بأنها لا تود الدخول إلى هذا الوسط، وأنا شخصياً لا أحب دخولها لمجال التمثيل.