أكد موقع «غراي زون» الإخباري المستقل، أن منظمة حظر الأسلحة الكيميائية لم تكتف بإخفاء تقرير العلماء الذين نفوا استخدام أسلحة كيميائية في هجوم دومــا المزعوم في ريف دمشق عام 2018 بل أطلقت تحقيقـــاً يستهدف تشويه سمعة الخبراء الذين شككوا في ممارساتها وتقاريرهــا الملفقــة حول الحــادث.
ونشر الموقع في تحقيق للصحفي، آرون ماتي، اعتبر فيه أن قمع المنظمة للعلماء يندرج في إطار سلسلة من الأكاذيب وممارسات التضليل التي قامت بها قيادتها لإفساد التحقيقات حول حادثة دوما المزعومة وتلفيق التقارير حولها بما يخدم المنظمة ومشغليها من الدول الغربية الداعمة للإرهابيين في سورية، وذلك حسبما ذكرت وكالة «سانا».
ولفت الموقع إلى أن تلاعب إدارة المنظمة بدأ بعد صدور تقرير أكد فيه المفتشون الذين حققوا بحادثة دوما الكيميائية المزعومة عدم وجود أي دليل على وقوع هجوم بالأسلحة الكيميائية، مؤكداً أن هذه حقيقة تقوض المزاعم التي تذرعت بها الحكومات الأميركية والبريطانية والفرنسية لشن عدوانها الثلاثي على سورية في 14 نيسان 2018.
وأوضح أن مؤلف التقرير الأصلي الدكتور بريندان ويلان اعترض على التقرير البديل المزيف وأرسل احتجاجاً إلى إدارة المنظمة لتبدأ فيما بعد مواجهة بين المنظمة وعلماء من فريق التحقيق الأولي الذيــن رفضوا ما تقوم به من عمليات تشـــويه وحــرف للحقائق بتأثيـــر من الـــدول الغربيــة المهيمنة على عمــل المنظمة.
وكشف تسريب سابق لمسؤول في المنظمة أن إدارة المنظمة شنت هجوماً خبيثاً ومعيباً على اثنين من المفتشين المخضرمين لأنهما أثبتا عدم صحة رواية المنظمة الرسمية بخصوص حادثة دوما المزعومة التي استغلتها الدول الداعمة للإرهابيين في سورية لشن حملة اتهام ضد الجيش العربي السوري.
وفي التسريب تحدث هذا المسؤول وهو الرابع الذي يكشف زيف تقارير المنظمة عن «مخاوف جدية بشأن التحقيق والرعب من سوء المعاملة البغيضة للمفتشين من قبل إدارة المنظمة»، محذراً في الوقت نفسه من وجود مناخ من الترهيب لإبقاء الموظفين الآخرين خائفين حتى يلتزموا الصمت إزاء الكشف عن عدم صحة تقرير المنظمة بشأن الهجوم المزعوم.
ولفت المسؤول إلى أن أحد المفتشين السابقين وهو إيان هندرسون المسؤول المخضرم لمدة 12 سنة في المنظمة قاد عمليات تفتيش ميدانية في دوما وأجرى دراسة هندسية تفصيلية لأسطوانات الغاز الموجودة في مكان الحادث وخلص إلى أن الأسطوانات «تم وضعها يدوياً ولم تسقط من الجو كما ادعى تقرير المنظمة» ما يشير إلى مسؤولية الإرهابيين في دوما آنذاك عن الحادثة، مؤكداً أن المنظمة دفنت دراسة هندرسون وأصدرت تقريراً نهائياً يردد النسخة التي طرحتها وزارتا الخارجية الأميركية والبريطانية للإشارة ضمنياً إلى أن الجيش العربي السوري أسقط الأسطوانات من الجو.
ورغم كل هذه الحقائق والوثائق المسربة عن المنظمة وممارساتها المضللة إلا أن مديرها فرناندو أرياس غونزاليس أصر خلال جلسة مساءلة لمجلس الأمن في حزيران الماضي على تقديم الأكاذيب والتغطية على فضيحة التقارير المزيفة التي أعدتها المنظمة حول هجوم دوما المزعوم وما قام به كبار المسؤولين بالمنظمة من عمليات تشويه وحرف للحقائق على مدى سنوات طويلة.
ولم تكن جلسة المساءلة المذكورة لتحدث أصلاً لولا أن تعالت أصوات بعض العلماء من داخل منظمة حظر الأسلحة الكيميائية الذين كشفوا زيف التقارير التي أعدتها المنظمة حول هجوم دوما المزعوم وما حدث من تلاعب بنتائج التحقيقات كي تتماشى مع الرواية الأميركية والغربية في سياق الحرب الإرهابية على سورية.